دارت ليلة أمس اشتباكات بين أفراد من كتائب الجبهة الشرقية " جبهة أبي العباس " ومجاميع من المسلحين يتبعون غزوان المخلافي في شارع جمال بمدينة تعز وذلك على خلفية قيام مسلحون يتبعون المخلافي بالاعتداء على بعض أفراد الكتائب التابعة لأبي العباس ما تسبب بإصابة اثنين تم اسعافهم إلى مستشفى الحكمة نقلهم بعد ذلك إلى مستشفى الروضة من قبل مسلحي المخلافي الذين اتهمتهم كتائب أبو العباس بممارسة " السرقة والاعتداء عليهم بالقتل والنهب والترويع والعبث وفرض اتاوات على الباعة خصوصا في شارع جمال وسوق ديلوكس " بحسب بيان للجبهة الشرقية " جبهة أبو العباس " التي قالت أن أفرادها يدافعون عن أنفسهم وأن السيل بلغ الزبا وطفح الكيل وأن هذا منكر لابد من تغييره بينما لم يصدر عن الطرف الآخر أي بيان أو توضيح . • ضعف السلطة المحلية ينذر بالكوارث هذه الاشتباكات التي حدثت البارحة في شارع جمال وسوق ديلوكس بمدينة تعز لم تثر مخاوف سكان تلك المناطق فحسب بل أثارت مخاوف واسعة من تحول فصائل المقاومة في تعز من مواجهة قوات صالح المسنودة بمليشيا الحوثي إلى الاقتتال والتناحر فيما بينها مما يسهل مهمة الحوثيين وقوات صالح كون سلاح فصائل المقاومة سيتحول إلى صدور البعض منهم قد يبدو في هذا الحديث نوعا من المبالغة لكنها الحقيقة المرة والصادمة إذا لم يتدارك العقلاء ويضعون حدا لهذه الاشتباكات وذلك بتقوية السلطة المحلية وتقوية الأجهزة الأمنية بمدينة تعز وتوفير الإمكانيات المطلوبة لها لتقوم بدورها المطلوب وعلى أكمل وجه ودعم مدير الأمن العميد محمود المغبشي ووضع حد لمثل هذه التصرفات فليس فرض الإتاوات على الباعة من صلاحيات أي فصيل أو مجاميع مسلحة مهما كانت تضحياتها وكان قربها من أي شخصية أو جهة ذلك أن بقاء وضع كهذا ينذر بالفوضى وعلى كل العقلاء والشخصيات الفاعلة والوطنية وقيادات احزاب اللقاء المشترك أن تتحرك لوضع حد لمثل هذه الممارسات وصيانة الدماء والأعراض والأموال . • غياب المحافظ يساهم بتفاقم المشاكل ! إذا كان غياب الشيخ حمود المخلافي يأتي بإيعاز من جهات إقليمية أو دولية كما يشيع البعض فإن غياب المحافظ الأستاذ علي المعمري غير مبرر على الإطلاق مهما كانت دواعي ومبررات هذا الغياب فبإمكان المحافظ تكليف شخصيات بالقيام بمهام خارجية من قبل لقاء المسئولين في عدن أو متابعة أمور تخص المحافظة مع جهات في الرياض أو غيرها لأن بقاء المحافظ في المحافظة وقيامه بمهامه يقلص كثيرا من فرص حدوث مشاكل أو اشتباكات وبالعكس غياب المحافظ المعمري يفتح المجال أمام كل متنفذ لديه مجاميع مسلحة لمحاولة تقمص دور السلطة المحلية والقيام بمهامها على طريقته ولمصلحته ولو على حساب أمن واستقرار وأرواح أبناء مدينة لم تعد تنقصها الكوارث فهي تتعرض للقصف والحرب من قوات صالح مسنودة بالحوثيين وتلقى التخاذل والتآمر من جهات كثيرة جدا في الداخل والخارج وأبناء تعز يعرفون هذه الحقيقة المرة . • دمج المقاومة في الجيش والأمن لقد سبق وأن وجه الرئيس هادي قيادات الجيش الوطني والسلطة المحلية بالمحافظة بسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة مع أي عناصر أو جماعة مسلحة تحاول إحداث الفوضى وعرقلة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية وبحسب المصادر فإن الرئيس هادي أمر باتخاذ الاجراءات اللازمة بحق كل من يحاول زعزعة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية. وللأسف توجيهات من هذا القبيل لم تجد طريقها للتنفيذ بعد وظل الوضع على ما هو عليه بل وتعددت الكتائب من كتائب الجبهة الشرقية إلى كتائب حسم إلى لواء الصعاليك إلى غيرها من فصائل المقاومة . ونحن نرى أن دمج فصائل المقاومة في الجيش والأمن هو الحل الأمثل ولابد من أن تمتلك السلطة المحلية بتعز رؤية فاعلة واستراتيجية مدروسة لعملية الدمج وتوجد خطط عملية لهذه المهمة الكبيرة وقبل هذا لابد من وجود آلية فاعلة للتنسيق وغرفة عمليات موحدة من كل قيادات الفصائل حتى تتضافر الجهود لتحرير تعز وحماية أبناءها لأن بقاء الوضع على ما هو عليه الآن لا ينذر بخلافات فحسب بل باشتباكات ليمت من نجا من أبناء تعز من قصف وقذائف المليشيات برصاص الفصائل المسلحة التي وجدت وأسست لتحمي أبناء تعز وتدافع عنهم وليس لتقتلهم وتنهبهم باسم المقاومة ولذا فعلى الحكومة أن تعي هذا الأمر جيدا وتبذل كل جهودها لتفعيل السلطة المحلية بتعز وعلى المحافظ المعمري سرعة العودة إلى تعز والقيام بدوره وواجبه وعلى كل العقلاء في تعز من عسكريين وسياسيين التحرك العاجل قبل فوات الأوان .