احتدم الصراع بين فصائل عملاء العدوان في الجبهتين الشرقية والغربية في مدينة تعز خلال الأيام القليلة الماضية، وصل إلى مستويات غير مسبوقة. وفيما تجددت المواجهات المسلحة بين تيارات تابعة لحزب «الإصلاح» المدعومة سعودياً وقطرياً وأخرى سلفية مدعومة من الإمارات داخل مدينة تعز –مركز المحافظة-، اندلعت مواجهات أخرى مشابهة بين مليشيات الإصلاح وأخرى خليط من الناصرية والاشتراكية وأتباع علي المعمري المعين من قبل الفار هادي، محافظاً لتعز، في مدينة التربة مركز مديرية الشمايتين، سقط فيها قتلى وجرحى. تصاعد المواجهات بين فصائل عملاء العدوان بمختلف تياراتها خلال شهر رمضان، يعود إلى خلافات مالية متفاقمة، فيما ترتبط مواجهات أخرى بصراع السيطرة الخفي بين الرياض وأبو ظبي، وإلى خلافهما حول دعم حزب الإصلاح "الواجهة السياسية للإخوان المسلمين في اليمن. فكتائب ما يسمى «حماة العقيدة» التي يقودها القيادي السلفي عادل فارع المعروف ب«أبو العباس» والذي يسعى إلى إعلان تعز إمارة سلفية جهادية، سيطرت مطلع الأسبوع الجاري على شارع جمال وسط المدينة بعد اشتباكات استمرت لساعات مع مسلحين موالين لحزب «الإصلاح». ويتبع هؤلاء المسلحون ما يسمى (لواء النصر) التابع لحزب الإصلاح الإخواني حمود سعيد المخلافي، واستخدموا في الاشتباكات أسلحة خفيفة ومتوسطة، إلا أن ما تسمى «كتائب أبو العباس» تمكنت من طرد مسلحي «الإصلاح» قبل أن ينتشروا فيه. وكان مسلحون من ما يسمى "لواء النصر" التابع لحزب الإصلاح، اعتقلوا أحد القيادات الميدانية، فيما تسمى "كتائب أبو العباس" السلفية على خلفية حادثة اغتيال السائق الشخصي لقائد الكتائب المعروف ب "أبو العباس". وعلل مسلحو الإصلاح اعتقال القيادي السلفي بغرض الضغط على "أبو العباس" عادل عبده فارع الذبحاني" للإفراج عن أحد المتهمين بحادثة اغتيال عمر العمري، السائق الشخصي ل"أبو العباس" "9 يونيو الجاري" وسط شارع جمال بمدينة تعز. وفي وقت احتدمت فيه المواجهات بين التيارات المتطرفة في مدينة تعز –مركز المحافظة-، تصاعد الصراع أيضاً في أوساط التيارات الموالية لحزب «الإصلاح» نتيجة اتهامات للقيادات السابقة في ما يسمى «المجلس الأعلى للمقاومة» في المدينة، من قبل جرحى المواجهات الذين قاتلوا في صفوف الموالين للرياض، بعدم استجابة الرياض لنداءات الاستغاثة. سعي «كتائب أبو العباس» إلى إعلان إمارة في تعز وبعد تزايد تلك الاتهامات، توجه حمود المخلافي إلى تركيا مستنجداً بحزب «العدالة والتنمية» لتولّي علاج الجرحى. وبسبب تعدد المجموعات المسلحة التي خرجت عن سيطرة ما يسمى «المجلس العسكري» و«مجلس المقاومة» الموالين لتحالف العدوان بات وقف الاشتباكات داخل مدينة تعز مستحيلاً، إذ إنها تشهد مواجهات شبه يومية بين الجماعات المتطرفة التي تتنازع النفوذ، أو بينها وبين الجيش و«اللجان الشعبية» التي تتطور أحياناً إلى قصف مدفعي يكون ضحاياه في الغالب من المدنيين، حيث سبّب قصف مدفعي متبادل بين أطراف الصراع الأسبوع الماضي مقتل عدد من المدنيين. ورغم ذلك يؤيد الموالون لحكومة هادي استمرار المواجهات بغرض إنهاك الجيش و«اللجان الشعبية» وإيجاد أرضية لتحقيق أي تقدم. كذلك، تجددت المواجهات المسلحة بين فصائل عملاء العدوان، الناصريين والاشتراكيين وأتباع علي المعمري من جهة وحزب الإصلاح من جهة أخرى في مدينة التربة مركز مديرية الشمايتين. وأعلن المعمري المعيّن من قبل الفار هادي أن المواجهات، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، من دون وجود إحصائية دقيقة بالأعداد، لافتاً إلى أن حالة خوف سادت بين المواطنين سبّبت إغلاق عدد من المحالّ التجارية في المدينة. ووفقاً للمصادر المحلية، استهدف مجهولون عربة مدرّعة متمركزة عند بوابة المجمع الحكومي في التربة بقذيفة «آر بي جي»، من دون إشارة إلى وجود أي خسائر بشرية. وتحدثت مصادر مسؤولة في السلطة المحلية في المديرية عن أن أربعة أشخاص أصيبوا بجروح متفاوتة جراء الاشتباكات مساء السبت الماضي. وتأتي هذه المواجهات بعد أسبوع من معارك دارت بين فصائل موالية لتحالف العدوان خلّفت قتيلين وجرحت نحو 4 آخرين جراء خلافات على أموال يوزعها التحالف السعودي.