حذر كاتب بصحيفة إندبندنت الرئيس الأميركي دونالد ترمب من التدخل في اليمن بعد فشل العلميات الأمريكية الأخيرة ضد تنظيم القاعدة وسقط ضحيتها العديد من المدنيين. وقال الكاتب باتريك كوكبيرن -الذي يراسل صحيفة إندبندنت البريطانية من الشرق الأوسط عامة إنه إذا كانت هناك حرب في العالم لا يمكن تحقيق انتصار فيها لكثرة تعقيداتها، فهي الحرب باليمن . وكانت الغارات التي شنتها المقاتلات الأميركية في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي على بلدة الغيل بمحافظة البيضاء (جنوباليمن)، أي بعد أيام قليلة من تسلمه رسميا مهام منصبه؛ مؤشرا على أن إدارة ترمب ترى اليمن مكانا جيدا لبدء تنفيذ إستراتيجيتها "المتشددة" في الشرق الأوسط، كما يقول كوكبيرن. ووصف الكاتب تلك الغارة بالفاشلة، قائلا رغم أن البنتاغون يقول إن الغرض منها هو جمع معلومات استخباراتية، لكن ربما يكون هدفها هو قتل قائد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قاسم الريمي أو القبض عليه. ومهما يكن هدف تلك الغارة -يضيف الكاتب- فإنها أسفرت عن مقتل 29 مدنيا يمنيا، وجندي أميركي واحد، مشيرا إلى أن رواية البنتاغون عما حدث بالغيل تشبه كثيرا محاولات تفسير مقتل المدنيين بفيتنام وأفغانستان والعراق خلال الخمسين عاما الماضية. وأوضح –كوكبيرن إن إدارة ترمب بدأت تدشن التغيير الجذري للسياسات الأميركية في الشرق الأوسط بتصعيد تدخل واشنطن في حرب اليمن. ومضى يقول إن اليمن الذي عصف به صراع دموي استمر سنوات ربما يكون البلد الذي سيبدأ ترمب فيه مواجهته للنفوذ الإيراني بالشرق الأوسط عموما. وكشف الكاتب أن تلك القرية التي تضررت كثيرا من الغارة الأميركية معادية للحوثيين -الذين يستهدف ترمب تدميرهم- ولقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وكان أهلها يعتقدون في بداية الغارة بأن الحوثيين هاجموا قريتهم للاستيلاء عليها، ولم يتبينوا حقيقة الأمر إلا بعد أن رأوا أشعة الليزر تصدر من أسلحة الغزاة. ويقول كوكبيرن إن وسائل الإعلام في العالم درجت على التركيز على ما يجري في العراق وسوريا، إلا أن إدارة ترمب تتبع في هذين البلدين -إلى حد كبير- سياسات الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. واختتم كوكبيرن مقاله بأن اليمن صار مكانا لظهور السياسات الجديدة لترمب بالمنطقة، محذرا من أنها ربما تنضم قريبا لأفغانستان والعراق، حيث تتمنى أميركا لو أنها لم تتدخل أبدا. يُذكر أن قائد القيادة الأميركية العسكرية المركزية الجنرال جوزيف فوتيل قال للكونغرس إن عدد القتلى جراء تلك الغارة يتراوح بين أربعة و12 شخصا.