حذرت صحيفة "ذي إندبندنت أون صنداي" البريطانية القوى الغربية من ترك الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط لتتصاعد حتى تغرقه في أزماته التي أثارتها هذه القوى وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكيةوبريطانيا في ما تعلق بالعراقوأفغانستان وسوريا وليبيا واليمن. داعية الولاياتالمتحدة ودول أوروبا إلى "عدم ترك المنطقة تغرق بأزماتها. وأشارت الصحيفة في مقال للكاتب "باتريك كوكبيرن" إلى أن بريطانيا جنت ثمار الفشل العسكري والسياسي جراء مشاركتها في الحرب على أفغانستان عام 2001، وفي غزو العراق عام 2003، وأن بريطانيا تكبدت خسائر أكثر فداحة من تلك التي تكبدتها القوات الأميركية ، وأنه في أعقاب اجتياح القوات الغربية لأفغانستانوالعراق، كان هناك قرارات سياسية مبنية على أوهام لخدمة مصالح ذاتية، وأنها انتهت بالإحباط والهزيمة. ولفت "كوكبيرن" إلى أن عملية تحديد المسؤولين عن هذه القرارات السياسية لم تحظ بنفس الاهتمام الذي حظيت به عملية التخطيط لغزو هذين البلدين منذ البداية ، مضيفا أن الحكومات البريطانية المتعاقبة تجنبت التفكير في هذه السياسات، وأنها كانت تأمل ألا يقوم أحد بالتفكير بها. كما أنه لم يتم الاعتراف بالأخطاء التي اقترفتها بريطانيا أو الولاياتالمتحدة في سياساتهما في الشرق الأوسط، وأنهما لم تستنبطا الدروس المستفادة والعبر. وقال الكاتب إن الولاياتالمتحدة ودول أوروبا ربما تعتقد خطأً أن باستطاعتها التراجع بأمان إلى هامش الحروب التي أثارتها في الشرق الأوسط أو التي أطالت أمدها دون فعل شيء لإيقافها. وأضاف أن نفس الشيء ينطبق على التدخلات الأمريكية والأوروبية في دول مثل ليبيا وسوريا، وأشار إلى أن بريطانيا بقيادة رئيس الوزراء ديفد كاميرون تدخلت في ليبيا عام 2011 للإطاحة بمعمر القذافي، ولكن الحرب في ليبيا كانت كارثية على معظم الليبيين. وأشار كوكبيرن إلى أنه لا يمكن للولايات المتحدة وأوروبا تجاهل الأزمات التي تعصف بدول الشرق الأوسط، وذلك لأن انعكاسات هذه الأزمات ستنتقل حتما إليها.