أشار مقال بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن الحساسية التي يواجه بها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الصحافة كلما اقتربت من موضوع العلاقات الروسية وعوائده الضريبية، تُنبئ بأن هناك ما يخبئه في هذا الشأن ويخشى من كشفه. وقال الصحفي والكاتب بنيويورك تايمز "هيدريك سميث" إن خمسة عقود من العمل الصحفي علمته أنه كلما بدأ رئيس أمريكي يصرخ ضد الصحافة، "فمن المؤكد" أنه يواجه معضلة ويخشى الكشف إما عن إحدى كوارثه السياسية أو كذبة مدمرة أو جريمة سياسية، مضيفًا أن ذلك يسري حتى على الرؤساء أصدقاء الصحافة، سواء كانوا ديمقراطيين أم جمهوريين. وأورد عددًا من القصص التي عاشها مع الرؤساء الأميركيين السابقين: "جون كنيدي" بشأن حرب فيتنام، و"ليندون جونسون" في هذا الشأن، و"ريتشارد نيكسون". وأوضح أن هجوم "ترامب" على الصحافة لنشرها تسريبات من مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" وأجهزة الاستخبارات المحلية قد نجح في صرف انتباه الرأي العام لبضعة أيام عن صلاته بروسيا، وربما يكون هو وكبير مستشاريه "أستيف بانون" يهدفان أيضًا من الهجوم لتخويف الكونجرس حتى يخفف تحقيقه في علاقات "ترامب" بروسيا. وتساءل "سميث" عن السبب وراء التهرب الواضح ل"ترامب" من أسئلة الصحفيين حول تجدد القتال بشرق أوكرانيا أو نشر روسيا صاروخًا جديدًا في تعارض مع اتفاقية 1987 حول التسلح، ولماذا ظل "ترامب" يرفض الكشف عن ضرائبه الأخيرة حتى بعد الكشف عن ضرائبه عام 2005؟. وقال: "يبدو أن الإجابة على هذه الأسئلة ربما تكشف عن شيء يجعله مدينًا بالفضل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وموسكو". واستمر الكاتب في تساؤلاته: "إذا كانت حملة ترامب الانتخابية بريئة من علاقات مشبوهة بروسيا، فلماذا لا يرحب بالتحقيق في ذلك وينهي الموضوع؟ وإذا كان ما قاله ترامب عن براءة مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين صحيحًا، فلماذا اضطر فلين للكذب؟". واختتم "سميث" بالقول: "مهما يكن الأمر، فإن هذه الأسئلة المهمة لن تتوقف، لأن صحفيي اليوم ملتزمون برسالتهم التزام أسلافهم الذين لاحقوا رؤساء سابقين وأجبروهم على الاعتراف بالهزيمة أو الاستقالة".