بانتظار إعلان يأتي من وزارة الخارجية الأمريكية عن إسم السفير الخلف لدى اليمن, يتجهز السفير جيرالد ميتشيل فايرستاين لأخذ رحلة العودة من صنعاء إلى واشنطن خلال أيام قلائل منهيا ثلاث سنوات من الخدمة سفيرا للولايات المتحدةالأمريكية شهدت فيها اليمن أحداثا وتداعيات عاصفة ومقيمة الأثر, غطت معظم فترة سفارة جيرالد لبلاده بصنعاء. مصدر ديبلوماسي في الحكومة اليمنية قال ل "المنتصف نت" إن السفير فايرستاين سيغادر اليمن على الأرجح خلال ثلاثة أيام بعد انتهاء فترة عمله المحددة بثلاثة أعوام تنتهي فعليا في 17 سبتمبر الجاري. وكان أدى جيرالد إم. فايرستاين اليمين الدستوري كسفيراً للولايات المتحدةالأمريكية لدى اليمن بتاريخ 17 سبتمبر 2010. وقبل تعيينه سفيراً لدى اليمن، شغل فايرستاين منصب نائب السفير في إسلام أباد في باكستان. وسلم جيرالد أوراق اعتماده للرئيس اليمني علي عبدالله صالح ويودعه الرئيس الانتقالي عبدربه منصور. وقلل المصدر في تصريحه للمنتصف نت من أهمية معلومات غير مؤكدة تداولتها بعض وسائل الإعلام في وقت سابق حول احتمال تمديد وزارة الخارجية الأمريكية لسفيرها لدى اليمن لمدة عامين آخرين تحت طائلة "الضرورة الخاصة" بحكم معرفة وخبرة جيرالد في التعامل مع ملف التسوية السياسية والمرحلة الانتقالية التي تمر بها اليمن وترعاها الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية كما قيل في حينه وهي معلومات غير دقيقة بحسب المصدر الذي تحدث للمنتصف نت يوم الثلاثاء. ومارس السفير المنتهية فترة عمله أدوارا مختلفة ومباشرة, محط تباين ونقاش عام في الأوساط السياسية والإعلامية في اليمن, على صلة بالأزمة السياسية التي شهدتها اليمن مع مطلع العام 2011م وما رافقتها من أحداث وتداعيات خطيرة هددت في ذروتها بالتحول إلى حرب أهلية طاحنة وانتهت بإبرام اتفاق تسوية بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014. وتم بموجبها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة للتصويت الرمزي على المرشح التوافقي الوحيد نائب الرئيس في حينه الرئيس الحالي الانتقالي عبدربه منصور هادي خلفا للرئيس علي عبدالله صالح الذي نقل السلطة لنائبه السابق وخلفه في الرئاسة في ضوء نتائج انتخابات فبراير 2012. وأثار السفير فايرستاين حوله جدلا متفاوتا وباتجاهات مختلفة وصار يشار إليه في الفترة الأخيرة لدى وسائل الإعلام المحلية بصفة "بريمر اليمن" في إشارة ذات أبعاد سياسية مكثفة إلى "بول بريمر" الحاكم الأمريكي للعراق بعد احتلاله من قبل القوات الأمريكية في العام 2003. والتسمية جاءت في ضوء ما اعتبره كثيرون في اليمن تدخلات رأسية وأفقية متزايدة يمارسها فايرستاين في الشأن اليمني وعلى مستوى السلطات العليا والحكومية. واتهم فايرستاين خلال ذلك بانحيازه للإخوان المسلمين في اليمن - حزب الإصلاح - مع كونه حافظ على نفس الدرجة من الانتقادات الموجهة للقيادي الإخواني البارز عبدالمجيد الزنداني على صلة باتهامات أمريكية مزمنة للأخير في ملف الإرهاب ودعم تنظيم القاعدة. وسوف يستمر الجدل لفترة قادمة بعد رحيل فايرستاين حول الأدوار التي لعبها والترتيبات التي مهد لها وأرسا محدداتها فيما يتعلق بمصير المرحلة القادمة يمنيا وخصوصا ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية المفترضة في فبراير 2014 من عدمها في وقت يتم تصدير فكرة التمديد المزدوج للفترة الانتقالية وللرئيس الانتقالي ولا يخفي الرافضون تذمرهم وإيماء إلى ترتيب من هذا النوع يقف وراءه السفير الأمريكي رغم تحاشيه مرارا التصريح بموقف علني يؤكد أو ينفي الروايات المتناقلة. سيرة ذاتية: أدى جيرالد إم. فايرستاين اليمين الدستوري كسفيراً للولايات المتحدةالأمريكية لدى اليمن بتاريخ 17 سبتمبر 2010. وقبل تعينه سفيراً لدى اليمن، شغل فايرستاين منصب نائب السفير في إسلام أباد في باكستان.
إلتحق السفير فايرستاين، والمتخصص في شؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا، بالسلك الدبلوماسي في شهر يونيو عام 1975؛ كما خدم في ثمان سفارات في عدة دول هي: إسلام أباد ( 1976- 1978) وتونس ( 1983- 1985) والرياض ( 1985- 1987) وبيشاور (1989- 1992) ومسقط ( 1995- 1998) وأورشليم ( 1998- 2001) وبيروت ( 2003- 2004) وإسلام أباد (2008- 2010). كما شغل فايرستاين في واشنطن منصب نائب مساعد المنسق والنائب الرئيسي لمساعد المنسق لبرامج شؤون مكافحة الإرهاب وذلك من 2006 إلى 2008. وقبل ذلك، خدم كمسؤول مختص بشؤون النيبالوباكستان ومصر. كما شغل منصب نائب المدير في مكتب شؤون شبه الجزيرة العربية؛ ومديراً لمكتب شؤون باكستان وأفغانستان وبنجلاديش. وخدم أيضاً كمديراً لمكتب الشؤون الإقليمية في مكتب الشرق الأدنى. السفير فايرستاين حاصل على درجة البكالوريوس من كلية بارك بوينت وعلى درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة دوكين. السفير فايرستاين متزوج من ماري جيل، وهو أب لثلاثة أطفال هم: آدم وآن وسارا. (* المصدر: موقع السفارة الأمريكيةبصنعاء)