نسبت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إلى وزير الدفاع اليمني تأكيده بأن التهيديدات الإرهابية في اليمن "محدودة وفي متناول تعامل قوات الجيش والأمن. وموضحاً- الوزير- "أن اليمن تنعم بالامن والاستقرار وتسير نحو بناء دولة مدنية حديثة". جاء ذلك خلال لقاء جمع الوزير اللواء الركن محمد ناصر أحمد الحسني, الثلاثاء بصنعاء, مع الملحق العسكري للمملكة المتحدة لدى اليمن العقيد روبرت. وأكد الوزير اليمني بحسب الوكالة أن "ما يحدث من تهديدات ارهابية أو تخريبية هي محدودة وتتعامل معها الاجهزة العسكرية والامنية بحزم وصرامة." تصريحات وزير الدفاع اليمني لم تتطرق إلى هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار التي شهدت تصعيدا واسعا خلال الأسبوعين الماضيين وأدت بحسب تقارير أمنية وإعلامية موثقة إلى مصرع أكثر من أربعين شخصا مشتبها بالانتماء لتنظيم القاعدة, ويقول أهالي وسكان محليون إن مدنيين سقطوا في الهجمات التي طالت مناطق مختلفة في شرق ووسط وشمال شرق البلاد. جدل: "الاستنفار" و"الاستثمار" وتقول الولاياتالمتحدةالأمريكية إن فرع تنظيم القاعدة في اليمن بزعامة ناصر الوحيشي بات "الأخطر" على الإطلاق وإنه يأتي في المرتبة الأولى متقدما على التنظيم المركزي في أفغانستان وباكستان بزعامة أيمن الظواهري. وتبرر واشنطن تحذيراتها الأخيرة وإغلاق بعثاتها في أكثر من 20 بلدا, قبل أن تعيد فتحها باستثناء اليمن, ب"الخطر الشديد" الذي يمثله التنظيم والتهديدات الحقيقية على الرعايا والمصالح الأمريكية في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط. وأجلت واشنطن رعاياها الأسبوع الماضي من صنعاء. إلا أن تقارير إعلامية متواترة ربطت بين التحركات الأخيرة لإدارة الرئيس أوباما حيال الخطر الإرهابي المحتمل وباتجاه بؤر القاعدة في اليمن وبين حاجة الإدارة الأمريكية إلى التغطية على ملف التجسس الإليكتروني عبر العالم بما فيها مؤسسات الاتحاد الأوروبي العتيدة وانتهاك الخصوصيات والحريات الشخصية باستخدام معلومات وحسابات المشتركين في كبريات الشركات المشغلة والموفرة لخدمات الحسابات الشخصية والبريد ومواقع التواصل والاتصال بأنواعها. وتضيع تفاصيل كثيرة بين أقدام البيانات والإعلانات المتضاربة والجدل المحتدم تباعا, ودواما, بين معطيات "الاستنفار" من جهة ومرادفات "الاستثمار" لعنوان و"بعبع" القاعدة من جهة ثانية وموازية تقريبا. ومن غير الممكن الإفلات من كليهما طالما بقي "الهراء الأمريكي" هو الأعلى صوتا في هذا الخضم العالمي المتدافع. وفي السياق نفسه تزامنت مع, وأعقبت التحذيرات الأمريكية المتصاعدة, زيارة الرئيس هادي إلى واشنطن أواخر شهر رمضان وكانت مصادر خاصة أفادت المنتصف نت أن هادي حمل ملفا استخباراتيا إلى العاصمة الأمريكية كان سببا رئيسا أو أحد الأسباب الرئيسة وراء الحملة الأمريكية الأخيرة. وتشهد اليمن جدلا متصاعدا, شعبيا وفي أوساط النخب والناشطين, على خلفية انتهاك المقاتلات الأمريكية للأجواء والسيادة اليمنية ووجهت انتقادات قوية للسلطات اليمنية بهذا الشأن وحملت رابطة علماء اليمن في بيان لها الرئيس هادي شخصيا المسئولية عن استهداف المدنيين الذين تطالهم الهجمات المميتة للطائرات الأمريكية. وندد البيان, تلقاه المنتصف نت, بالغارات الجوية التي يشنها الطيران الأمريكي على الأراضي اليمنية بحجة إستهداف "الارهابيين, في الوقت الذي يُقتل فيه يوميا عشرات العراقيين بعمليات إرهابية ولم تحرك أمريكا ساكنا إزاء ذلك. بحسب بيان رابطة علماء اليمن. قوات الملكة تقصد عدن.. أخبار سيئة جاء لقاء وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني, يوم الثلاثاء, مع الملحق العسكري البريطاني بصنعاء, في وقت أعلنت القوات البريطانية عن خطة تحريك قطع بحرية وأسلحة متطورة باتجاه السواحل اليمنية وخليج عدن, فيما وصف بأنه "استعراض ضخم للقوة بمساندة الحلفاء الفرنسيين", بحسب تقرير الديلي ميرور البريطانية. مضيفة "صمم - استعراض القوة- لإثارة الرعب في صفوف تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب الإرهابي في محاولة مثيرة لمنع عودة شبكة القاعدة". وهو الإعلان الذي ضاعف من شكوك وهواجس اليمنيين تجاه التدخلات الخارجية والأهداف الحقيقية وراء تطيير وإذكاء خطر القاعدة في هذه التوقيت وما استتبع من تحركات عسكرية "مريبة"؟ وتداول ناشطون يمنيون خلال اليومين الماضيين تعليقات ونقاشات صبت في اتجاه سلبي يرى أصحابها أن المستعمر البريطاني القديم يحن للعودة إلى قواعده السابقة بذريعة أو بأخرى. وتطرق الصحفي والكاتب العربي فيصل جلول, الإثنين, في صفحته على الفيسبوك إلى نفس العنوان مساءلاً "أصحاب الربيع العربي في اليمن: "لماذا تفرطون في سيادة بلادكم؟" وكتب جلول:" انباء عن عودة قوات عسكرية بريطانية جوية الى اليمن, لنتخيل فرح بريطانيا التي انتظرت طويلا هذه اللحظة, بعد ان استعمرت جنوب اليمن 132 سنة وخرجت مطرودة منه بقوة السلاح. ماذا دهاكم يا اصحاب الربيع العربي في اليمن..لماذا تعبثون بسيادة بلادكم؟" مضاعفات جانبية ويُخشى من أن تؤدي التحركات المتسارعة وغير المفهومة لدى معظم اليمنيين, إلى مضاعفة مشاعر الاستياء والنقمة باتجاه السلطة الانتقالية "التوافقية" القائمة في اليمن, على مشارف الربع الأخير من مدة الفترة الانتقالية وفي ظل مخاض صعب ومداولات شاقة يشهدها مؤتمر الحوار الوطني المنعقد بصنعاء والذي يصطدم بملفات وقضايا مصيرية وحاسمة بالنسبة لليمن ككل يتحدد على ضوءها مسار ومصير البلاد في المستقبل. وأبرز تلك القضايا القضية الجنوبية وشكل الدولة ونظام الحكم. حيث يدفع بعض المراقبين والمنخرطين في الحوار وفي النقاش العام الذي تشهده اليمن حاليا بأن هناك من يوجه الحوار بصدد خيار اعادة الانفصال أو "فدرلة اليمن". ويجد أصحاب هذا الرأي في التحركات العسكرية البريطانية المزمعة باتجاه شواطئ اليمن الجنوبية وميناء وخليج عدن, علاوة على التسعير الأمريكي المفاجئ للتحذيرات والتحركات حيال تهديدات ومخاطر محتملة من قبل فرع القاعدة في اليمن, يجد فيها مجتمعة ما يبعث على الارتياب ويغذي مشاعر مضطربة وغير مستقرة بإزاء الرئاسة الانتقالية خصوصا. لا سيما في ظل تكتم وغموض المصادر الرسمية الحكومية والرئاسية والمؤسسية وندرة المعلومات وعدم إطلاع الرأي العام والجمهور اليمني على تفاصيل وبيانات مهمة أولا بأول وتركه عرضة للغموض للاجتهادات والتسريبات ومعلومات متضاربة وهو الأمر الذي يفسر حالة من انعدام الثقة تتسع أفقيا باطراد. وتغفل عن مضاعفاته السيئة السلطة بين فكي التهويل والتهوين تصريحات وزير الدفاع الأخيرة من شأنها أيضا أن تولد مزيدا من الحيرة, بالإشارة إلى التهوين من خطر الإرهاب والقاعدة, مقابل تصريحات وبيانات أمنية عليا متواترة عن مخططات وهجمات يعد لها التنظيم وتعميم سابق ب25 عنصرا خطرا يسعون لتنفيذ عمليات ارهابية تستهدف مؤسسات ومنشآت حكومية حيوية ومصالح أجنبية إضافة إلى إعلان إحباط مخطط كبير لإسقاط المكلا عاصمة حضرموت- شرق- ومنشآت نفطية وغازية, وهو إعلان أثيرت عليه شكوك عميقة في وقت لاحق ومراجعات ذات مغزى, هذا كله وبالتزامن مع مفردات ومظاهر التحشيد والتهويل والاستنفار والتوتر في كل ما يحيط باليمنيين الذين ضاقوا ذرعا بضجيج أصوات طائرات "الدرونز" الأمريكية تذرع سماء المدن والمحافظات اليمنية وتوزع اللهب والقذائف الصاروخية موقعة المزيد من القتلى والضحايا. ويشير صحافي يمني تحدث للمنتصف نت, إلى أن لقاء وزير الدفاع اليوم مع المسئول العسكري البريطاني, يجيء على صلة بالإعلان البريطاني عن تحرك قوة بحرية ضخمة باتجاه اليمن. واستبعد فرضية أن تكون السلطات اليمنية العسكرية والسياسية العليا غير مطلعة مسبقا على تحرك مشابه من قبل البريطانيين الذين تربطهم بالقيادات العليا الحالية في اليمن علاقات قوية مميزة و"خاصة". الخبر الرسمي المعلن في الوكالة الحكومية لم يقل أكثر من العبارة السابقة للوزير, وأن البحث تطرق للتعاون بين الجيشين (..) مضيفا الديباجة الرسمية المعتادة "وفي اللقاء الذي حضره نائب رئيس هيئة الاركان العامة اللواء الركن عبدالباري الشميري.. أشاد وزير الدفاع بجهود الملحق العسكري البريطاني وحكومة بلاده الداعمة لأمن واستقرار اليمن وتطوير جوانب الشراكة بين البلدين الصديقين.. موضحاً أن اليمن تنعم بالامن والاستقرار وتسير نحو بناء دولة مدنية حديثة."