كشفت مصادر سياسية عن خلافات حادة نشبت بين الرئيس هادي من جهة والقيادي في جماعة "إخوان اليمن" حميد الأحمر وقيادات في تكتل المشترك من جهة أخرى، بسبب المبادرة التي أعلنتها اللجنة الرئاسية، الثلاثاء الماضي، كحل للخروج من الأزمة القائمة في البلد . وقالت المصادر لوكالة "خبر" للأنباء: إن تلك المبادرة أثارت حفيظة الأحمر ومن بعده قيادات في المشترك وخاصة حزب الإصلاح (الذراع السياسي للإخوان في اليمن) كونها تضمنت تشكيل حكومة وحدة وطنية بالإضافة إلى تخفيض في أسعار المشتقات . وينفذ الآلاف من المحتجين اعتصامات في العاصمة وعلى مداخلها منذ أيام تلبية للدعوة التي أطلقها زعيم أنصار الله، عبدالملك الحوثي، المواطنين إلى الاحتشاد والتصعيد الميداني للمطالبة بإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية "الجرعة" وإسقاط الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار . وأشارت المصادر إلى أن الأحمر هو من أبلغ رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، بضرورة العودة إلى اليمن، حيث كان يتواجد في دولة الامارات الشقيقة منذ أسابيع .. كما كشفت المصادر عن تفاصيل اتصال اجراه الشيخ الأحمر قبل يومين مع المبعوث الأممي جمال بنعمر بخصوص الحديث عن اعتزام الرئيس هادي تشكيل حكومة جديدة من المرجح أن يتم فيها إقالة باسندوة من عمله .. وأوضحت المصادر لوكالة "خبر" للأنباء، أن الأحمر أبلغ بنعمر برفضه للمبادرة "الرئاسية" وأنها تعتبر انقلاباً على المبادرة الخليجية الموقعة من جميع الأطراف وأنه لا يحق للرئيس هادي تغيير باسندوة كونه "محسوباً على المجلس الوطني" الذي تم تشكيله إبان الأزمة التي عصفت باليمن العام 2011م باتفاق مع المشترك ووفق المبادرة الخليجية ايضاً. وبحسب المصادر، فإن حميد الأحمر اعتبر الرئيس هادي معرقلاً للمبادرة ومخرجات الحوار، مطالباً بنعمر بالكشف عن المعرقلين للعملية السياسية . ملاسنات وتحدثت مصادر إعلامية عن ملاسنات وقعت، الأربعاء، بين الرئيس هادي ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة.. حيث عقدت الحكومة اجتماعها الاسبوعي برئاسة الأخير فيما لم يحضر وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد . وذكر الناشط والمحامي وضاح المودع على صفحته في "فيسبوك" أن باسندوة ابتدأ الجلسة بالحديث عن مخطط من قبل الرئيس هادي يستهدفه وحكومته عن طريق توريطهم بقرار رفع الدعم "الجرعة"، وأن حصار الحوثيين لصنعاء ليس إلا مسرحية بين حليفين هما الرئيس هادي والحوثي. وأشار إلى أن بن دغر تواصل بالرئيس بعدها والذي بدا منزعجاً من حديث باسندوة ودعا الجميع إلى اجتماع في دار الرئاسة . وأضاف: "بدأ هادي كلامه بسب باسندوة (بالخرف) وقال إنه تم تسجيل مكالمة تلفونية في الليلة الماضية بين حميد الأحمر وباسندوة، هدد فيه حميد بالاعتراض على تغيير الحكومة التي يرأسها المجلس الوطني لقوى الثورة الذي شكل في 2011 ورأسه حينها باسندوة، ولذا تم اختياره رئيساً للوزراء وقال الرئيس (يرجع حميد الأحمر أولاً من الخارج ويقول كلامه وهو هنا في اليمن)، وبسخرية قال: (أين هو هذا المجلس الوطني حالياً؟)، ثم أكد كذلك أن حميد الأحمر تواصل بنجله جلال ليلاً وأخبره أن يخبر أباه الرئيس أنه لا يمكن اختزال المجلس الوطني في أي محاولة يقودها الرئيس لتشكيل حكومة جديدة". وقال: "الرئيس قال: "خلاص يتوقف باسندوه عن عمله"، وأشار إلى النائبين الأكوع وبن دغر. وقال: "أنت ترأس جلسة وهو يرأس جلسة"، وحين اعترض عليه بعض الوزراء وأنه لا يحق له إصدار قرار بتوقيف رئيس وزراء، كما وأنه طالما قد قرر أن يغير حكومتهم ورئيسها فليبق باسندوة قال الرئيس: "ومن قال أنني سأغير الحكومة بعد رفض الحوثيين يوم أمس لمقترحاتي"، ثم أردف قائلاً: "وحتى في حال قمت بإقالة الحكومة فإنني لن أشكل الحكومة الجديدة في أسبوع قد أحتاج 6 أشهر لتشكيل الحكومة الجديدة". وبيّن المودّع أن "الرئيس استمر في خطابه لساعة ونصف وتهجم على باسندوه والحكومة حين خفضت بداية تشكيلها سعر البترول من 3500 ريال إلى 2500ريال". وبحسب المودّع فقد "هاجم الرئيس كثيراً باسندوة كما هاجم أيضاً صخر الوجيه وأكد أنه لديه الأدلة على تبديدهما للمال العام وذكر رقماً كبيراً بمليارات الريالات ولم يذكر سبب سكوته على ذلك رغم أنه رئيس الدولة وسكوته على الفساد جريمة يحاسب عليها وفق كل دساتير وقوانين العالم. مساع أممية في السياق ذاته أكد كبير خبراء السياسيين في مكتب مستشار الأمين العام ومبعوثه الخاص إلى اليمن وجود مساع يقوم بها جمال بنعمر من أجل التوصل إلى حل للأزمة القائمة في اليمن . وقال عبدالرحيم صابر لوكالة "خبر" للأنباء: إن عملية تواصل مستمرة يجريها بنعمر مع كافة الأطراف السياسية اليمنية سواء قبل مغادرته صنعاء أو بعدها.. منوهاً أن هدفها هو التوصل إلى حل للأزمة في اليمن . وكانت مصادر إعلامية تحدثت عن عمليات تواصل يقوم بها سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية مع جماعة أنصار الله "الحوثيين" من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة القائمة . ومساء السبت التقى رئيس الجمهورية مساعدة الرئيس الأمريكي لشئون الأمن الداخلي ومكافحة الارهاب ليزا موناكو والوفد المرافق لها . وقالت وكالة "سبأ": إن الرئيس استعرض جملة من التطورات والمستجدات الراهنة على الساحة الوطنية في ظل تصعيد الحوثيين في العاصمة صنعاء ومحيطها الأمر الذي يهدد امن واستقرار اليمن، مشيراً أن البدايات الأولى للمرحلة الانتقالية المستندة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة كانت صعبة جدا واعترضت سيرها عوامل وتحديات كثيرة . وعرج الرئيس خلال حديثه عن الجرائم التي حدثت في اليمن من قبل تنظيم القاعدة.. وقال: "كل تلك الجرائم جعلتنا نحشد عدداً من الوحدات من اجل ضرب اوكار القاعدة في محافظتي شبوة وابين، وفي ذات الوقت كان الحوثيون يتقدمون باتجاه عمران مكتسحين امامهم عددا من المناطق بقوة السلاح واستولوا على الأسلحة والمعدات الخفيفة والثقيلة التابعة للجيش واللواء 310 ". كما تناول الخطوات والمحاولات والرسائل المتبادلة واللجان التي شكلتها الدولة للتفاوض مع قيادة جماعة الحوثي وآخرها اللجنة الوطنية الرئاسية المنبثقة عن الاجتماع الوطني الموسع وذلك من اجل تجنيب اليمن الانزلاق الى المواجهات ومحاولة وقف سفك الدماء وتجنب توسيع المواجهة بجانب البحث عن عدد من الرؤى.. حيث اجمعت كل القوى الوطنية بمختلف مشاربها واتجاهاتها وانتماءاتها على مبادرة اللجنة الوطنية الرئاسية التي استوعبت مطالب الحوثيين. وبحسب الوكالة الحكومية، فإن المسؤولة الأمريكية أكدت موقف بلادها من أجل حلحلة الأزمة في اليمن . وقالت: "إننا نعتبر أن المرحلة الانتقالية في اليمن وما صاحبها من إنجازات قد حققت نجاحات كبيرة في طريق الخروج الأمن باليمن إلى افاق السلام والوئام والتطور والازدهار". وأضافت: "إن الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي يدينون الحشود الحوثية وما تسببه من اقلاق للأمن والاستقرار والسكينة العامة".. مؤكدة انه تم إبلاغ الحوثيين بموقف الولاياتالمتحدة الرافض لهذه الأساليب . وشددت مساعدة الرئيس الأمريكي على ضرورة تجنيب اليمن المحن المتتالية والوصول به بر الأمان . ومضت قائلة: "هناك مناخات ديمقراطية تتيح لمن يريد أي مطالبات ان يتقدم بصورة قانونية ومرتبة لا تكتنفها أساليب العنف والقوة".. مجددة وقوف الولاياتالمتحدةالأمريكية الى جانب اليمن حتى يتم استكمال المرحلة الانتقالية بصورة ناجحة وكاملة .