قال مصدر سياسي رفيع إن رئاسة الجمهورية تلقت، مساء الأحد الماضي، برقية أكدت انضمام عشرات من جنود قوات الأمن إلى مخيمات اعتصام الحوثيين في العاصمة وعلى مداخلها، بعد تلقي الرئاسة، في بداية تصعيد جماعة الحوثي، قبل نحو أسبوعين، تقريراً أمنياً أكد انضمام المئات من أفراد القوات المسلحة والأمن لاعتصامات هذه الجماعة. ونقلت يومية "الشارع" عن مصدر عسكري رفيع قوله: " إن قيادة وزارة الدفاع أصدرت، مساء الأحد، توجيهات لأغلب الوحدات العسكرية في العاصمة " قضت بتحرك وإخراج دبابات ومدرعات إلى منطقة الجراف" التي تعد منطقة نفوذ لجماعة الحوثي، ويجري نصب مخيم اعتصام أنصارها هناك في "شارع المطار". وأضاف: " معظم أفراد قوات الاحتياط رفضوا تنفيذ توجيه أوامر قيادة وزارة الدفاع، وقالوا إنهم ليسوا طرفاً في النزاع الحاصل مع جماعة الحوثي، وقالوا إنهم غير مستعدين لدخول معركة بين مليشيات حزبية لأغراض سياسية"، مشيراَ إلى أن وحدات عسكرية أخرى رفضت، أيضاً، أوامر وزارة الدفاع بالتحرك والانتشار في العاصمة وعلى مداخلها". وأوضح المصدر، إن قيادة وزارة الدفاع، وقوات الاحتياط وبقية الوحدات العسكرية الأخرى فشلت، مساء الأحد، في إخراج قوة ونشرها مع مدرعاتها ودباباتها في "الجراف" وعلى مداخل ومخارج العاصمة. وأفاد المصدر بأن ذلك الرفض أثار غضب رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد. وقال المصدر: " هناك خلاف كبير داخل المؤسسة العسكرية بشأن الموقف من التصعيد الذي تمارسه جماعة الحوثي في العاصمة، وأفراد كثير من الوحدات العسكرية رفضوا تنفيذ أوامر قيادة وزارة الدفاع، ويرفضون الدخول في مواجهة مع الحوثيين بحجة أن الصراع معهم سياسي". وأضاف: " كان هذا الرفض مفاجئاً لقيادة وزارة الدفاع، ورئاسة الجمهورية، ويأتي بعد عملية تفتيش وتفقد، بدأت منذ بدء التصعيد الحوثي، لجميع الوحدات العسكرية المتمركزة في العاصمة، وحينها وجد أن جاهزية هذه الوحدات منعدمة، جراء غياب آلاف من المنتسبين إليها، وتوقف التدريب والتأهيل لأفرادها منذ 2011م، إضافة إلى وجود حالة غضب واسعة داخل هذه الوحدات بسبب فساد قيادتها الحالية، ونهبها لمخصصات الأفراد، وهو الأمر الذي وفد عدداً من أفرادها إلى الالتحاق بجماعة الحوثي ومخيمات اعتصامها، وأدت كل هذه العوامل إلى رفض أفراد هذه الوحدات تنفيذ أوامر الدفاع لمواجهة أي تصعيد حوثي". وتابع: " الأيام الماضية واصل وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان، وقيادة الوزارة، زيارة الوحدات العسكرية في العاصمة لرفع معنويات أفرادها وإلقاء محاضرات عليهم لتعريفهم بخطورة الوضع، وجرى الأسبوع الماضي، صرف العلاوات الدورية كاملة مع الفوارق لجميع أفراد الجيش، كمحاولة لكسبهم من أجل مواجهة مخاطر التصعيد الحوثي؛ إلا أن أغلب أفراد هذه الوحدات العسكرية رفضوا تنفيذ الأوامر، وكان هذا مفاجئاً". وزاد: " السبت الماضي زار وزير الدفاع وحدات عسكرية ومجموعة الصواريخ وأعاد قائدها، العاطفي، الذي تم طرده من قيادة مجموعة الصواريخ، الأسبوع الماضي، وطوال الأسبوعين الماضيين كثفت قيادة الوزارة زياراتها للوحدات العسكرية وتم إلقاء محاضرات على أفرادها والتأكيد لهم أن هذا الشعب يعول عليهم في مواجهة المخاطر وحماية العاصمة". وقال المصدر: " قامت قيادة وزارة الدفاع بزيارة جميع الوحدات العسكرية في العاصمة، وتمت هذه الزيارات بسبب رفض الجيش الانتشار في الجراف، ومواقع أخرى في العاصمة وعلى مداخلها، من أجل مواجهة اي تصعيد ومخاطر محتملة من قبل الحوثيين". وفيما أكد المصدر أن بعض أفراد اللواء الرابع التابع لقوات الاحتياط نفذوا الأوامر وخرجوا من مقرهم وانتشروا حول مخيم اعتصام الحوثيين في "خط المطار"؛ قال إن أغلب أفراد هذا اللواء رفضوا تنفيذ الأوامر".