يهزون الشوارع بمسيرات يومية تقودها جماعة الحوثي منذ الاثنين. ومع اقتراب (الجمعة) التي منحها زعيم جماعة الحوثيين للحكومة، يزداد منسوب القلق والخوف لدى الناس من اندلاع مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين في مدينة يسكنها 3 ملايين يمني، شرع بعضهم بالنزوح المبكر . رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي هدد باستخدام كافة الوسائل والأساليب المناسبة لحماية الأمن والقانون. داعياً الحوثيين في اجتماع أمس مع قيادات حكومية وحزبية إلى مراجعة حساباتهم والنظر إلى الأمور بمنتهى الواقعية والمسئولية، وأن يدركوا العواقب الوخيمة للخروج عن الإجماع الوطني وألا تأخذهم العزة بالإثم، لتدفعهم لتبني ممارسات ثبت فشلها في الماضي والحاضر وتكرارها من جديد لن يحصد سوى الكوارث والفوضى وإراقة الدماء. وفي رسائل تحذيرية لجماعة الحوثي قال: "نؤكد لكم اليوم وغداً بل ونجدد العهد لكم بأن خيارنا الذي لن نحيد عنه هو الدفاع عن المكاسب الوطنية والمضي إلى الأمام من أجل بناء اليمن الجديد والوقوف بكل حزم وقوة عبر اصطفاف وطني عريض يحمي ويدافع عن ثوابت الشعب في الحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة والنهج الديمقراطي وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل". لكنه عاد ليعزز ثقته بأن "جميع القوى وبدون استثناء ستنصاع في الأخير لإرادة الشعب وستجنح للسلم وستقبل بالحلول السياسية العادلة التي تحقق المصالح العليا للوطن والشعب". وعلى هامش اللقاء تم تشكيل لجنة للقاء عبدالملك الحوثي وتدارس الموقف بصورة كاملة وما يجب من خلال تغليب مصلحة الوطن العليا ومقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة واحترام إرادة الشعب وتطبيق مخرجات الحوار الوطني الذي أجمعت عليها كل الأطياف والقوى السياسية والمجتمعية ومنها جماعة الحوثي . وتكونت اللجنة من الإخوة التالية أسماؤهم : 1- الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيساً 2- يحيى منصور أبو أصبع عضوا 3- محمد قحطان 4- سلطان البركاني 5- حسن زيد 6- جلال الرويشان 7- عبدالعزيز جباري 8- عبدالملك المخلافي 9- عبدالحميد حريز 10- مبارك البحار ومن المقرر أن يذهب أعضاء اللجنة إلى صعدة، وكشف ل"اليمن اليوم" مصدر قيادي مقرب من جماعة الحوثي أن المكتب السياسي للجماعة في صنعاء سلم أمس الأول لرئيس الجمهورية رؤية متكاملة من قبل عبدالملك الحوثي لحل الأزمة الاقتصادية ومزمنة على مدى 6 أشهر ،وخلال هذه المدة تتراجع الحكومة عن إلغاء الجرعة وتتولى الحكومة الجديدة (حكومة شراكة وطنية) دراسة وتنفيذ الرؤية. وتوقع المصدر بأن عبدالملك الحوثي سوف يسلم للجنة –اليوم- فور وصولها إليه ذات الرؤية وأنه رفض رفضاً قاطعاً المشاركة في حكومة الوفاق وفي ظل بقاء الجرعة. وعن خيارات جماعة الحوثي بعد الانتهاء من المهلة (غداً) قال المصدر إن قيادة الجماعة قد أقرت الانتقال من المسيرات إلى تنفيذ اعتصامات واسعة أمام المرافق الحكومية السيادية أهمها ساحة رئاسة مجلس الوزراء، كما أقرت أن يكون يوم غد الجمعة هو آخر أيام اعترافها بالحكومة وابتداء من السبت تكون الحكومة في نظرها فاقدة الشرعية. وشهدت العاصمة أمس، 3 مسيرات متزامنة لأنصار الحوثي انطلقت الأولى من أمام مقر الجماعة في منطقة الجراف، شمالا، الثانية من حي جامعة صنعاء والثالثة في الصافية من أمام مركز بدر التعليمي التابع للدكتور المرتضى المحطوري المقرب من الجماعة. نقاط على المداخل وتأتي المسيرات داخل العاصمة بالتزامن مع بدء مسلحي الجماعة بنصب نقاط تفتيش على مداخلها، وتوسيع مخيماتها. وذكرت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحي الحوثي المرابطين على تخومها الغربية نصبوا، أمس، نقطتي تفتيش إحداهما جوار شركة النفط في منطقة الخامسة، والثانية خلف قرية المساجد، مديرية بني مطر. ووسع الحوثيون في الضاحية الغربية، أمس، مخيمات الاعتصام لتصل إلى 7 مخيمات مع استمرار تدفق مناصريهم من المحافظات الشمالية والغربية. وفي المدخل الجنوبي استحدث الحوثيون، أمس، مخيم اعتصام جديدا لمناصريهم الذين يتوافدون من المحافظات الوسطى والجنوبية. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" أن 11 خيمة اعتصام كبيرة نصبت في منطقة قاع القيضي. وكان الحوثيون أقاموا، الثلاثاء، مخيم اعتصام لأنصارهم في حزيز. وبموازاة الوضع الخطير الذي تتجه إليه الأزمة بدأت سفارات أجنبية في صنعاء، أمس، إجلاء رعاياها، فيما أوقفت عدد من الشركات الأجنبية العاملة في قطاعات الاتصالات والاستكشافات النفطية أعمالها بسبب تفاقم الوضع الأمني في صنعاء والمخاوف الإقليمية والدولية من تفجر مواجهات مسلحة. وعزز التوتر القائم، حاليا، في صنعاء، مع تصاعد الاحتجاجات المطالبة بإقالة الحكومة وإلغاء قرار رفع أسعار الوقود، مخاوف دول وشركات أجنبية عدة باتت ترى- كما يبدو- توجه الوضع نحو الانفجار . وكانت السفارة البريطانية في صنعاء دعت، الثلاثاء، رعاياها في صنعاء إلى مغادرة اليمن نتيجة ما وصفته ب"ارتفاع المخاطر الأمنية". وقالت الخارجية البريطانية في بيان على موقعها الالكتروني أن ارتفاع منسوب الخطر الأمني يستدعي مغادرة اليمن بأقرب وقت ممكن، مطالبة رعاياها بعدم السفر إلى اليمن في الوقت الراهن. وقالت مصادر في مطار صنعاء ل"اليمن اليوم" إن حركة المغادرين الأجانب ارتفعت خلال الساعات الماضية مع اقتراب الموعد الذي حدده زعيم جماعة الحوثيين، عبدالملك الحوثي، كمهلة لإقالة الحكومة وإلغاء "الجرعة" تنتهي مساء الغد، مشيرة إلى أن سفارات عدة أبلغت رعاياها بمغادرة اليمن أو مغادرة المناطق التي تعد بؤر توتر بين الأمن ومسلحي الحوثي. كما أشارت إلى انتقال عدد من المقيمين الأجانب في صنعاء إلى محافظات أكثر استقرارا، فيما تراجعت حركة الوافدين الأجانب على صنعاء بصورة كبيرة عدا من الإندونيسيين والهنود. وكشفت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" عن تعميم شركات أجنبية واتصالات في صنعاء على مكاتبها بوقف العمل خلال الأيام من الأربعاء إلى الأحد القادم، مشيرة إلى أن تلك الشركات أبلغت فروعها بتعليق العمل وإمكانية تمديده في حال اتجه الوضع نحو العنف. تهديدات إرهابية ودفع الوضع الأمني القائم، مع تصعيد الحوثيين من جهة انتشار مسلحين آخرين، ورصد تحركات لتنظيم القاعدة في العاصمة، بدبلوماسيين عرب وأجانب إلى طلب تعزيزات أمنية من شأنها الحيلولة دون تعرض منشآتها ودبلوماسييها لأعمال إرهابية. وقال مصدر أمني رفيع ل"اليمن اليوم" إن وزارة الداخلية تلقت الساعات الماضية عدة طلبات بتعزيز حراسات لسفارات خصوصا السعودية والمصرية، مشيرا إلى أن سفارات أبلغت الخارجية بتلقيها معلومات استخباراتية عن احتمال تعرضها لهجمات إرهابية من قبل عناصر القاعدة خلال الأيام المقبلة. وأشار المصدر إلى أن السفارة الأمريكية عززت من تواجد جنود مارينز في محيط مقراتها في صنعاء ونشر بعضهم بلباس مدني . وكانت الأجهزة الأمنية رصدت، مطلع الأسبوع الجاري، دخول سيارتين مفخختين إلى العاصمة بعدما تم تجهيزهم بالمتفجرات في مديرية أرحب.. سحب الأرصدة وكشفت مصادر مصرفية في صنعاء بأن البنوك التجارية تواجه أزمة مع تزايد إقبال التجار على سحب أرصدتهم المالية منها ونقلها إلى دول خارجية. وقالت المصادر أن بنوك بدأت تفرض شروطا جديدة لعملائها للحيلولة دون سحب مزيد من المبالغ فيما تحاول أخرى إيجاد ضمانات للمودعين بغية إقناعهم بالإبقاء على أرصدتهم المالية لديها. وقال مصدر في السفارة الفرنسية ل"اليمن اليوم" إن القائمين بأعمال السفارة الفرنسية دعت مواطنيها في العاصمة صنعاء وبقية المحافظاتاليمنية بعدم الخروج من منازلهم والاستعداد لمغادرة اليمن خلال اليومين القادمين. وتأتي هذه التحذيرات في ظل الظروف الأمنية التي تشهدها اليمن، بالإضافة إلى تزايد الأعمال الإرهابية والتهديدات التي تتلقاها السفارة باستهداف رعاياها. وأضاف المصدر أن الخارجية الفرنسية ستصدر بياناً رسمياً خلال الفترة القادمة تمنع مواطنيها من السفر إلى اليمن وتطالب المقيمين بمغادرتها. ((في إطار)) قال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل إن الأزمة قد بلغت ذروتها وإن الحل لضمان عدم الانفجار (الجمعة) هو تقديم تنازلات من الطرفين، تتمثل بإقالة الحكومة من جانب رئيس الجمهورية وخيار العصيان المدني الواسع أمام المرافق الحكومية بالنسبة لأنصار الله (الحوثيين). وقدم المتوكل في حوار شامل مع "اليمن اليوم" ينشر الأحد قراءة متكاملة –من جهته- للأزمة الراهنة الأسباب والمعالجات.. وخص الصراع بين حزب الإصلاح وأنصار الله (الحوثيين)، وقضايا أخرى لا تقل عنها أهمية، ومنها أوضاع تكتل أحزاب المشترك وحزبي (الاشتراكي، الإصلاح) تحديداً.. وحزب المؤتمر الشعبي العام وأهمية أن يتولى الأخير إعادة خارطة التحالفات السياسية من خلال قيادته لتكتل مشترك جديد يضم إلى جانبه الحزب الاشتراكي والأحزاب الجديدة. كما تطرق المتوكل إلى أسباب الخلاف قبل الأزمة 2011م داخل المؤسسة العسكرية بين اللواء علي محسن الأحمر وأولاد الشيخ وحزب الإصلاح من جهة والعميد أحمد علي عبدالله صالح من جهة.