أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن أمن مصر ودول الخليج العربي جزء لا يتجزأ، مشددا على أهمية وقوف الدول العربية صفا واحدا لمواجهة التحديات الأمنية القائمة في المنطقة. وقال السيسي إن "أمن الخليج خط أحمر لا ينفصل عن الأمن القومي المصري"، موضحا أن "ارتباط مصر بمحيطها الخليجي ارتباط قوي ووثيق وأن التعاون بينهما يمثل أرضية مناسبة لدعم العمل العربي المشترك". وشدد السيسي في حوار له مع وكالة الأنباء الكويتية "كونا" على أهمية تكاتف الدول العربية وترابطها في هذه المرحلة الفارقة والعمل على إعادة بناء الدول العربية المتضررة والحيلولة دون إضعاف دول عربية أخرى. وأكد على ضرورة معالجة مسببات التطرف والإرهاب الذي تعاني منه بلاده. وقال السيسي "لا بد من تصويب الخطاب الديني وتخليصه من أي شوائب تجافي صحيح الدين الإسلامي"، مشددا على ضرورة مشاركة الإعلام في المسؤولية وتحمل أعباء الوطن. وعن رؤيته لمواجهة ظاهرة الإرهاب في سيناء، قال السيسي إن "الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب رؤية شاملة تؤكد على أهمية البعد التنموي بشقيه الاقتصادي والاجتماعي إلى جانب الجهود الأمنية والمواجهة العسكرية بغية القضاء على الأسباب الأساسية التي تمثل بيئة خصبة لاستقطاب بعض العناصر المحبطة ولا سيما من الشباب". وأكد الرئيس المصري أن "جهود مكافحة الإرهاب في سيناء تجري على قدم وساق حيث تم إغلاق معظم الأنفاق ويتم تنفيذ عمليات لتمشيط سيناء بشكل دوري". وأوضح السيسي أن "ما نشهده من عمليات إرهابية غادرة ومنها العملية الأخيرة التي استهدفت نقطة تفتيش (كرم القواديس) فإنما تتم بمساعدات خارجية ولكن الدولة المصرية اتخذت إجراءات سريعة ومن بينها فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال وحماية المنشآت العامة والحيوية بمشاركة القوات المسلحة إلى جانب رجال الشرطة وجار تنفيذ عمليات عسكرية في سيناء لملاحقة العناصر الإرهابية". وتحدث الرئيس المصري عمّا تواجهه بعض الدول العربية على غرار العراقوسوريا وليبيا. وأوضح السيسي أن ما يحدث في العراق جاء نتيجة طبيعية للظروف الصعبة التي مر بها خلال السنوات الماضية، وعزز ذلك الأوضاع الإقليمية الصعبة التي تمر بها المنطقة، لافتا إلى أن الأمور في العراق اتجهت إلى تدمير بنية الدولة العراقية، واستهداف الجيش إلى أن وصلت إلى درجة الهشاشة، وبدأ بعد ذلك تفريخ البؤر الإرهابية التي تستهدف تدمير المنطقة بأسرها. وتابع: "فيما يخص ليبيا فلقد أشرت من قبل إلى أن عملية الناتو غير المكتملة في ليبيا وترك البلاد دون جيش وشرطة وطنية يحميانها أسفرت عن هذا الوضع، آخذًا في الاعتبار النزعة القبلية السائدة هناك فضلا عن التدخلات الخارجية وقيام بعض الأطراف بتأجيج الصراع عبر الإمداد بالمال والسلاح". وعبر السيسي عن تعاطف مصر ومساندتها للشعب السوري في مواجهة المأساة الإنسانية التي يشهدها منذ ثلاث سنوات. وأكد السيسي أن المواقف المبدئية للعديد من الدول العربية إزاء أزمة سوريا متفق عليها إلى حد كبير وتتعلق بضرورة الحفاظ على السلامة الإقليمية للدولة السورية وحمايتها من التفتت والحفاظ على وحدة شعبها وصون مقدراته.