كل القوى والمكونات السياسية، قديمها وجديدها، بكل مسمياتها.. وبدون استثناء قد ضَرَبت وضُرِبت وجرَّبت النصر والهيمنة والهزيمة، والضعف والعدل والظلم، منذ 1962م وحتى اليوم.. مع بعض المحطات التي كان فيها نوع من الاستقرار أو التنمية والمحاولة لنقل الدولة والشعب من ثقافة العنف والثورة إلى ثقافة الدولة والاستقرار والتنمية والعدالة.. لكنها تنتهي بدورة تنسف أي مكسب قد تم تحقيقه!! حتى لو كان فيه خير شامل للشعب يمكن مواصلته! وهكذا دورات مستمرة من الانقلابات والأزمات والعنف والإقصاء وتدمير أي مكسب قد تم تحقيقه، رغم أن ملكيته للشعب، حتى جعلت هذا البلد يدور في حلقه مفرغة.. أخّرت هذا البلد، ودمرت موارده، وشردت هذا الشعب داخل وطنه.. ولا همَّ لأي قادم إلا أن يسقي غيره نفس الكأس الذي أسقاه إياه... وهنا أقول للجميع، وبحسب فهمي المتواضع: إن هذا الوضع سيظل مستمراً، إذا لم ندرك الحقيقة التاريخية التي تقول: (إن اليمن، على مر العصور، لا يستقر إلا في ظل وحدة وشراكة حقيقية ومساواة وعدل). فهل يدرك الجميع هذا، وفي المقدمة من في المشهد السياسي؟ بدون ذلك، وفي ضوء ما يجري ويتم التخطيط له، ومع كثرة الأطماع من الخارج في اليمن.. لا تنتظروا خيراً.. بل انتظروا المزيد..
إلا إذا التزم من يعصدون هذا البلد الآن بذلك.. أو جاء من هذا الشعب من يؤمن بهذه الحقيقة وينفذها قولاً وعملاً.. صميل وإلا جميل ويبدأ بنفسه في كل خطوة يخطوها.. ومن يرى غير ذلك.. فالأيام بيننا والتاريخ. يارب احفظ هذا الوطن واصلح أحواله..