وسط تصريحات وبيانات متفائلة تجاه استئناف الحوار السياسي أو "محادثات السلام اليمنية" بحسب إعلان صحفي من الأممالمتحدة صدر نهاية الأسبوع الماضي حول "موافقة جميع الأطراف" وترحيب من واشنطن وإشادة من مجلس الأمن الدولي، عادت وأعلنت حكومة هادي في المنفى السعودي، يوم الأحد، انسحابها من المحادثات التي لم يحدد موعدها بعد. وفي ظل تراجع مؤشرات التفاؤل الواهية، تواصلت الغارات الجوية والمعارك العنيفة في جبهات مأرب والبيضاء وتعز، دارت أعنفها في الأولى بمشاركة قوات سعودية وإماراتية في جبهات عدة بمأرب منذ الساعات الأولى من صباح الأحد 13 سبتمبر/ أيلول 2015. وذكرت مصادر قبلية لوكالة خبر، أن مواجهات عنيفة دارت في مناطق الجفينة والفاو وتبة المصارية وسقط قتلى وجرحى من الطرفين. وتناقلت وكالات عالمية عن حكومة المنفى السعودي أنها لن تشارك بعد الآن في محادثات مع الحوثيين وحلفائهم. واشترطت مجدداً الاعتراف بالقرار الدولي 20216 وإعلان القبول بتنفيذه قبل الدخول في أي حوار أومحادثات ترعاها الأممالمتحدة. ولم يصدر إزاء هذا الموقف الأخير - حتى الآن- أي تعليق عن المنظمة الدولية ومبعوثها الخاص في اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي تباحث يوم الأحد 13 سبتمبر أيلول 2015 في العاصمة أبوظبي مع وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد حول "تطورات الوضع". وتطرق اللقاء، بحسب ما ذكرت وكالة "وام"، إلى الأوضاع الإنسانية والإغاثية ومساهمات الإمارات في تقديم المساعدات. ولم ترد في خبر الوكالة الرسمية إشارة إلى الجانب السياسي المتعلق باستئناف المحادثات بين الأطراف اليمنية التي دعاها مجلس الأمن الدولي إلى المشاركة الفاعلة في الحوار بحسن نية وبدون شروط مسبقة. ورحب مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدةالأمريكية، بمبادرة السلام اليمنية التي ترعاها الأممالمتحدة، كما أشادا بقبول الأطراف اليمنية المختلفة بالجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل إنهاء الصراع داخل بلادهم، وجددا الدعوة للأطراف اليمنية لحضور المحادثات وأي مناقشات مستقبلية، والانخراط بدون شروط مسبقة وبحسن نية من خلال حل خلافاتها عبر الحوار والتشاور، ورفض العنف الهادف إلى تحقيق أهداف سياسية. وعبرت الخارجية الأمريكية وأعضاء مجلس الأمن الدولي في بيانين عن القلق إزاء تفاقم الأوضاع الإنسانية ومعاناة اليمنيين. وقالت الأممالمتحدة، يوم الخميس، إن محادثات السلام التي تهدف إلى إنهاء الصراع في اليمن، سوف تستأنف الأسبوع القادم في المنطقة، وحثت جميع الأطراف على المشاركة "بنية حسنة". ورحب إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوث الأمين العام الخاص المعني باليمن، بالتزام الحكومة والحوثيين والمؤتمر الشعبي العام بالانضمام إلى محادثات السلام التي سيعقدها في المنطقة (هذا الأسبوع).