يارا عباس.. ارتقت صعدا في علياء الوطن / الروح.. المذيعة والإعلامية السورية, قدمت روحها للشام فداء.. وسكبت دمها على جذع شجرة سورية لتُكتب في ديوان الفداء وسجل الشهداء ال "أحياء عند ربهم يرزقون".. جاء النبأ الفاجعة, والنعي البشارة, ليزف الواقعة الندية بطعم الدم: "وزارة الإعلام و تلفزيون الإخبارية السورية واتحاد الصحفيين والتلفزيون السوري يزف إليكم نبأ ارتقاء الزميلة يارا عباس إلى مرتبة الشهداء بعد أن استهدفها إرهابيون بالقرب من مطار الضبعة.. إنا لله وإنا إليه لراجعون ". أدت ما عليها يارا عباس- مراسلة الإخبارية السورية- ودفعت "ياسمينة الشام" ضريبة الإنتماء ودَين حليب الأم الوطن البلد المهد واللحد. هذه المرة جاء ال "عاجل" مختلفا ومستعجلا تماما إلى الإعلان المختلف: "ارتقت اليوم الزميلة الإعلامية يارا عباس مراسلة قناة الإخبارية السورية إلى مرتبة الشهداء بعد أن استهدفها إرهابيون قرب مطار الضبعة بريف القصير." كانت يارا رفقة الجيش العربي السوري إلى ريف مدينة القصير, المحررة للتو, أجادت ابنة الشام استخدام سلاحها المسالم "الكلمة" صوتا وصورة.. وهناك ترصدتها بندقية قناص ومنظار قاتل يأمره جهاده أن يترصد امرأة وإعلامية ويفجر رأسها.. رصاصة قاتل نالت من رأس يارا التي لم تسقط إلا مرفوعة الراس, وهي لم تسقط إنما تناولت معراجها إلى سماء الله وحملت إلى الله صلوات الشهداء واصوات مآذن الشام واجراس كنائسها وتراتيل التمجيد لله القدوس السلام. دم الزميلة, الإعلامية, الشهيدة يارا عباس... قتل رصاص القناص وطوق رقبته إلى يوم القصاص. دمها هزم قاتلها الذي توارى خلف أكوام الغيلة والجبن والغدر وأرسل رصاصته من هناك... من مكان ما.. لتستقر في رأس يارا, الواقفة كالسنديانة تحت الشمس وفوق الأرض تطلق نيران جسارتها وكبرياء سوريتها في كل اتجاه, ولا خوف. يارا... كانت تدرك ونقلت الوكالة السورية "سانا" عن وزير الإعلام عمران الزعبي قوله "خسرنا باستشهاد الزميلة الإعلامية يارا عباس، إعلامية مجتهدة دؤوبة نشيطة حيوية مؤمنة، ثقتها عالية بالوطن وبالسوريين وبنفسها، وبمؤسستها الإعلامية وبقناة الإخبارية السورية، وبكل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون". وفي تصريح له، أضاف الزعبي "هذه حادثة مفجعة مؤسفة، ولكن يارا كانت تدرك جيدًا خلال عملها كإعلامية أنها ربما تستشهد وتبذل دمها في سبيل سوريا، وكغيرها من الأبطال والبطلات في سوريا، تمنت أن تختتم حياتها المهنية والإعلامية بالشهادة، وبكل تأكيد هي ليست أول الشهداء، ونأمل أن تكون آخر الشهداء وآخر الضحايا في سوريا التي تنزف من أبنائها دمًا وأرواحًا وتضحيات". وأكد الزعبي أنه لو لم يكن الإعلام السوري قد تقدم في أداء واجباته ومهامه الوطنية والإنسانية والاخلاقية، لما استهدف أساسًا منذ أول استهداف ولغاية الآن، مضيفًا "الرحمة لكل شهداء سوريا، وللنجمة الساطعة في سماء سوريا الزميلة الإعلامية يارا التي ارتقت صباح اليوم إلى مرتبة الشهداء في عليين". وإذ تمنى لزملائها الجرحى الشفاء، والعودة إلى ممارسة أعمالهم، أشار إلى أن "استشهاد الزميلة يارا، والنقلة إلى مرتبة الشهداء ليست مسألة عادية، لأن هذه تضحية جديدة من تضحيات الإعلام السوري والسوريين عمومًا، كي تبقى سوريا، وتعود افضل مما كانت". من جانبه, أكد المجلس الوطني للإعلام أنّ الزميلة عباس أعطت باستشهادها "روحاً جديدة للوطن ليبقى قوياً في وجه الإرهاب، ولتبقى هي وجميع الشهداء أحياء يرزقون في رحاب انتصار سوريا ومستقبلها المجيد"، بحسب ما أوردت وكالة سانا. وأشار المجلس في بيان له إلى أنّه يشد على أيدي عائلة الزميلة يارا عباس، وينحني أمام والديها وعطائهما، كما ينحني أمام تضحيات الشعب السوري في سبيل مستقبل سوري أكثر أمناً، وأرقى حضارة، وأشد قوة وأغزر عطاء للأمة وللإنسانية. وجدّد المجلس في ختام بيانه التأكيد على افتخاره بوطنية الإعلاميين السوريين وإقدامهم في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف سوريا شعباً ووطناً وحضارة.