نشر موقع "ديفينس ون" الأمريكي، تقريراً للباحثين والخبيرين بالشأن الأمني والاستراتيجي Sarah Chayes و Alex de Waal، بعنوان: "ابدأوا الاستعداد لانهيار المملكة السعودية"، دعيا صناع القرار في الولاياتالمتحدة إلى ضرورة الاستعداد لانهيار المملكة العربية السعودية، خاصة أنها أمام سيناريوهات عدة تعبر عن غضب شعبي من الحكم، وحروبها في سورياواليمن، وتصديرها التطرف الوهابي. ووصف التقرير السعودية بأنها ليست دولة على الإطلاق، ولكنها شركة سياسية تستخدم نموذج عمل ذكي، ولكنه غير قابل للاستمرار أيضاً. كما يمكن وصفها كمؤسسة فاسدة تشبه المنظمة الإجرامية. وفي كلتا الحالتين، فإنها لا يمكن أن تستمر، ودَعَوَا صناع القرار الأمريكيين إلى البدء بالتخطيط لانهيار السعودية. ويقول التقرير، إنه على مدى نصف قرن، كانت المملكة العربية السعودية محور سياسة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، لضمان امدادات النفط، وتجاهلت الممارسات الاستبدادية وتصدير التطرف الوهابي. وقال الباحثان، إنه يمكن النظر إلى الملك السعودي على أنه الرئيس التنفيذي لشركة تجارية عائلية تحول النفط إلى دفعات لشراء الولاء السياسي، وذلك يأخذ شكلين: الدفعات النقدية أو الامتيازات التجارية للعدد المتزايد من أتباع العشيرة الملكية، وتوفير بعض السلع وفرص العمل للمجتمع العام. وأشار الباحثان إلى أن قوات الأمن الداخلي السعودي الوحشية المسلحة بالأسلحة الأمريكية تستخدم العصا القسرية. ولفت الباحثان، أن الرياض قد تواجه سيناريو يشبه ما يحصل في جنوب السودان والصومال، اللين تعانيان من تلك المشاكل نفسها. وحذرا، من أن المملكة قد تواجه الإعسار السياسي في حال تواصل ارتفاع "مؤشر أسعار الولاء". وشبها النخبة الحاكمة السعودية ب"المؤسسة الإجرامية المتطورة، في الوقت الذي تطالب فيها الشعوب بمختلف الأماكن بمحاسبة الحكومة". ويقول الباحثان، في تقريرهما، إنه بينما تأتي المطالب السياسية بشكل أساسي من الأقلية الشيعية في السعودية اليوم، إلا أن هناك طبقة سنية مثقفة منفتحة بشكل غير مسبوق على العالم الخارجي، وبالتالي من غير المرجح أن تبقى راضية ببعض الخدمات التي يقدمها الحكام، كما أن العمال الأجانب قد يطالبون بحقوق لهم قريباً. وحذر الباحثان، من أن أساليب الملك سلمان بالتعاطي مع أصوات المعارضة، مثل الإعدام وخوض حروب خارجية في سورياواليمن، واللجوء إلى العداوات الطائفية لمواجهة مطالب السعوديين الشيعة، تحمل مخاطر جسيمة. وأبرز الباحثان بعض السيناريوهات في حال ضعف تمسك سلمان بالسلطة.. من بين تلك السيناريوهات: حصول صراع داخل العائلة الملكية، حيث يصبح ثمن الولاء أعلى من أن يقدر أي كان على دفعه. أما السيناريو الآخر، فهو حرب خارجية أخرى، كما في مواجهتهما الآن في اليمن من خلال وكلاء. وعليه، أكدا أن صناع القرار الأمريكيين يجب أن يأخذوا بعين الاعتبار هذا الخطر، بينما يضغطون من أجل حلول إقليمية للمشاكل في المنطقة. أما السيناريو الثالث، بحسب الباحثين، فهو حصول تمرد، إما على شكل انتفاضة غير مسلحة أو تمرد جهادي. جميع السيناريوهات يمكن التنبؤ بها للغاية في جميع أنحاء المنطقة في السنوات الأخيرة. وشدد الباحثان، في نهاية تقريرهما في موقع "ديفينس ون" الأمريكي، على ضرورة أن تخطط الولاياتالمتحدة للسيناريوهات المحتملة والإجراءات الأمريكية المحتملة للرد على مثل هذه السيناريوهات، وقالا إنه يجب تحديد السيناريوهات الأخطر والتوقف عن التفكير "الأوتوماتيكي" الذي طالما قاد السياسة الأمريكية تجاه السعودية.