الغموض يتسيد المشهد في ليبيا مع عودة قوية إلى الواجهة للفريق خليفة حفتر وقواته التي أحكمت السيطرة على موانئ النفط الرئيسية وطردت قوات حرس المنشآت المدعوم من حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، وبينما دعت الدول الغربية حفتر إلى سحب قواته، أعلن رئيس البرلمان الليبي المعترف به دولياً أن تحرك قوات حفتر هو "بتفويض من الشعب للقوات المسلحة الليبية"، من جانبها مؤسسة النفط (تعترف بحكومة الوفاق) أشادت بانتصار حفتر، وأعلنت إنها بدأت التصدير. الانزعاج الغربي قابله صمت بارد في الشرق. الأربعاء 14 سبتمبر/ أيلول 2016، أعلنت مؤسسة النفط الليبية أنها استأنفت العمل وتصدير النفط من أهم الموانئ بعد ثلاثة أيام من سيطرة قوات الفريق خليفة حفتر عليها وطرد قوات حرس المنشآت النفطية المدعومة من حكومة الوفاق، عقب معارك خاطفة فاجأت الحكومة في طرابلس وداعميها في الغرب على السواء. والثلاثاء، أعلن رئيس البرلمان الليبي تأييده لتحركات قوات الفريق أول خليفة حفتر التي أحكمت السيطرة على منطقة الهلال النفطي؛ موانئ السدرة ورأس لانوف والزويتينة والبريقة. قبلها بيوم، الاثنين، طالب بيان باسم الولاياتالمتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا واسبانيا، قوات حفتر بالانسحاب من منطقة الهلال النفطي "دون شروط مسبقة". وفي مقابل الانزعاج والصدمة غرباً، فإن الصمت البارد يطبع الموقف شرقاً من مصر وحتى روسيا. روسيا التي زارها، مؤخراً، اللواء حفتر في مهمة من عنوان واحد ومعلن هو البحث في "صفقات سلاح للجيش الليبي". عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب المعترف به دولياً قال في بيانه، إن تحرّك "القوات المسلحة العربية الليبية" أتى لأجل تحرير المواقع النفطية من حقول وموانئ من محتلي ومعرقلي تصدير النفط الليبي، وأن الجيش لن يقوم بإدارة النفط، بل سيترك ذلك حصرًا للمؤسسة الوطنية للنفط، كما لن يقوم بالإخلال بالعقود المحلية والأجنبية، وسيخرج من الموانئ فور تسليمها للمؤسسة الوطنية للنفط. وقال رئيس البرلمان، بعد يوم من دعوة دول غربية حفتر إلى سحب قواته دون شرط، إن ما جرى "شأن ليبي" مثلما هو أيضاً "التوافق حول من يحكم ليبيا". وأشار أن حرس المنشآت النفطية تسبب بخسائر تقدر قيمتها بمئة مليار دولار، وهي من دفعت بقوات حفتر إلى التدخل. المؤسسة الوطنية للنفط، والتي تعمل وفقاً لتفويض دولي وهي مؤيدة للحكومة في طرابلس والتي تعمل، أيضاً، بتفويض دولي، أخذت جانب التأييد لموقف البرلمان في طبرق، وأشاد رئيسها مصطفى صنع الله، في بيان أخير، بسيطرة قوات حفتر على الموانئ، كما أعلنت إعادة تصدير النفط من موانئ الهلال النفطي. وأعلن رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله، أن الفرق الفنية بدأت تقييم الأضرار وما يجب بصدد "رفع حالة القوة القاهرة لاستئناف الصادرات في أسرع وقت ممكن". وقال: "بصفتنا مواطنين ليبيين لدينا مصلحة مشتركة في المحافظة على استمرار تدفق النفط. زيادة إنتاج وصادرات النفط يمكننا تقليص العجز في ميزانيتنا ودفع تكاليف الخدمات الضرورية".