‘القدس العربي': قتل 15 شخصا على الاقل واصيب 130 آخرون بجروح الجمعة اثناء تظاهرة سلمية ضد ميليشيا في طرابلس تحولت لاحقا الى مواجهات مسلحة، بحسب ما افاد متحدث باسم وزارة الصحة الليبية. وقال المتحدث ‘تم ايداع 15 جثة واكثر من مائة جريح الكثير منهم اصاباتهم حرجة، في مستشفيات طرابلس في الساعات الاخيرة'. وتعذر على المتحدث تحديد من قتل في التظاهرة السلمية ضد ميليشيا مصراتة التي تتخذ من حي غرغور مقرا ومن قتل في الهجوم على مقر الميليشيا ردا على اطلاق افرادها النار على التظاهرة، مكتفيا بوصف المشهد ب'الفوضى الكاملة'. ونقلت وكالة الأنباء الليبية ‘وال' عن مصادر قولها ان العديد من الجرحى حالتهم خطيرة وان قسم الحوادث ما زال يستقبل المصابين. وكانت ميليشيا ليبية قد أطلقت في وقت سابق الجمعة النار على متظاهرين كانوا يطالبونها سلميا بإخلاء مبنى بمنطقة غرغور جنوب شرق طرابلس. وعندما اقترب المتظاهرون من المبنى في منطقة غرغور قامت عناصر من ميليشيا من مدينة مصراتة باطلاق النار في الهواء اولا في محاولة لتفريقهم لكن عند اصرار المتظاهرين اطلق المسلحون النار. وكان المتظاهرون تجمعوا بعد صلاة الجمعة أمام مسجد القدس وسط العاصمة طرابلس وانطلقوا إلى مقر إحدى الكتائب المسلحة التابعة لمدينة مصراتة والمتمركزة بمنطقة غرغور، وهم يحملون الأعلام البيضاء وأعلام الاستقلال، ما دفع بمسلحيها الى إطلاق الرصاص الحي عليهم. وقال شاهد عيان يدعى ابراهيم لوكالة ‘فرانس برس′، ‘دخل مسلحون من اهالي طرابلس حي غرغور واحرقوا كل الفيلات التي كانوا يحتلونها (افراد الميليشيا) لمنعهم من العودة اليها. وقد تحصن اغلب افراد الميليشيا في فيلا واحدة، لكن الخناق يضيق عليهم'. واضاف الشاهد في وقت لاحق انه تم ايضا اخلاء الفيلا الاخيرة التي تحصن بها افراد الميليشيا بعد فرار معظمهم. وتم ‘توقيف' بعض افراد هذه الميليشيا واصيب البعض الاخر بجروح. واكد شهود آخرون سماع اصوات اطلاق نار كثيف وتصاعد عمود من الدخان من الحي. وفي أول تصريحات له بعد الاشتباكات، حمل رئيس الوزراء الليبي علي زيدان الإعلام مسؤولية تأجيج أحداث طرابلس، ودعا الليبيين للتهدئة وعدم تأجيج الفتنة. وقال رئيس وزراء ليبيا امس إنه يجب على جميع الميليشيات المسلحة مغادرة طرابلس دون استثناء. وأبلغ زيدان الصحافيين ‘أخطر شيء هو وجود السلاح خارج أيدي الجيش والشرطة مهما كانت المسببات.' وأضاف ‘يجب على كافة الكتائب المسلحة من أي مدينة أن تخرج من طرابلس ولا توجد استثناءات لأي كتيبة.' من جهة اخرى قال علي الشيخي، الناطق باسم الأركان العامة للجيش الليبي، لوكالة ‘الأناضول' إن أوامر صدرت لسلاح الجو للتحليق فوق العاصمة طرابلس لمراقبة منافذها ومنع أي تحرك مسلح حولها. وبحسب مراسل ‘الأناضول'، فقد بدأت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الليبي بالتحليق حول منطقة ‘غرغور'. وقال سالم قنيدي، نائب رئيس أركان الجيش الليبي،'إنه قدم استقالته إلى رئاسة الأركان ‘احتجاجا على الأعمال الدامية في طرابلس′. وأضاف في تصريحات للأناضول أنه لا يمكنه الاستمرار في تولي ‘مسؤولية جيش لا مقدرة لديه لردع ميليشيا ووقف قتلها لناس عزل'. وعلم مراسل الأناضول من مصادر داخل رئاسة الأركان أن سالم اللافي، هو أحد الضباط البارزين في الجيش الليبي وكان يتولى سابقا مجلس طرابلس العسكري، قدم أيضا استقالته مع مجموعة أخرى من الضباط، ووجهوا تهما إلى أطرف سياسية داخل البرلمان قالوا إنها تعرقل بناء الجيش وتدعم عددا من الميليشيات في العاصمة. من جانبه دعا مفتي عام ليبيا الشيخ الصادق الغرياني المتظاهرين في طرابلس لفض التظاهرة والعودة إلى منازلهم. وحمل الغرياني، في تصريح صحافي الجمعة المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة مسؤولية ما حدث للتظاهرة السلمية التي انطلقت بعد صلاة الجمعة من ميدان القدس متوجهة إلى منطقة غرغور للمطالبة بإخراج الكتائب المسلحة من المدينة، حسبما ذكرت وكالة الانباء الليبية ‘وال'.