تصاعدت حدة الصراع الناعم بين جماعة الإخوان في اليمن، وبين حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة، بالتزامن مع لقاء جمع السفير السعودي بصنعاء، برئيس المجلس السياسي لأنصار الله "جماعة الحوثيين"، صالح هبرة، في مؤشر على وجود تقارب. وانتقل تصعيد إخوان اليمن ضد السعودية، من مستوى التناولات الإعلامية المتحاملة على المملكة، إلى مواقف وتحركات سياسية لقيادات بارزة في حزب الإصلاح، آخرها لقاء رئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي، بالسفير التركي لدى اليمن. وقال ل" المنتصف نت" مصدر مقرب من رئيس الهيئة العلياء للإصلاح أن لقاءه بالسفير التركي، جاء ردا على لقاء السفير السعودي بقيادات من جماعة الحوثي، خاصة مع بروز مؤشرات عن اتفاق بين الطرفين في عدة قضايا، تدور حول تأمين الشريط الحدودي مع المملكة. وحمل هذااللقاء مؤشرات تؤكد علاقته بلقاء صالح هبرة والسفي السعودي، حيث تعمد الجانبين، الإصلاح والأتراك، الرد عليه بلقاء مماثل، يراد منه ابتزاز الرياض وإيصال رسائل تهديد بقدرة حلفاء أنقرة من إخوان اليمن على تهديد أمن واستقرار السعودية. وقال المصدر أن اليدومي صارح السفير التركي خلال اللقاء، بأن علاقة الإصلاح بالجانب السعودي تصدعت، وأن الإخوان بصدد تصعيد سياسي ضد المملكة السعودية. وأكدت المصادر ذاتها أن سفير أنقرة ورئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي اتفقا خلال الاجتماع على خطة تصعيدية، ينفذها الإصلاح بتمويل كامل من تركيا، وتستهدف أمن المملكة العربية السعودية. ونقل عن قيادي حضر الاجتماع قوله إن السفير التركي أبلغهم في الاجتماع المغلق، استعداد بلاده توفير دعما ماليا ضخما، للإصلاح لهذا الخصوص. وبحسب مصادر "المنتصف نت" فان رئيس الإصلاح اتفق مع السفير التركي، على عقد لقاءات مشتركة، مع قيادات حكومية تنفيذية، عسكرية وأمنية ومدنية، من جماعة الإخوان، لمناقشة آلية لتمكين تركيا من تقوية نفوذها في اليمن، وتسهيل دخول شحنات السلاح إلى الأراضي اليمنية. وقالت المصادر إن الخطوط العريضة من اللقاء تركزت على تمكين تركيا من تقوية حضورها في اليمن مقابل تحجيم الدور السعودي، والإمساك بملفات يمنية كبيرة، إلى جانب حشد المزيد من الأنصار السياسيين لها وكذا ضمان الحكومة اليمنية تسهيل عمليات دخول شحنات الأسلحة التركية وتدفقها عبر الموانئ اليمنية. وفيما يبدوا أنه مؤشر على شروع الجانبين في تنفيذ المخطط، ذكرت مصادر أمنية يمنية أن سفينة تركية أفرغت شحنتها من الأسلحة المهربة قبل أيام ، في ميناء ميدي بمحافظة حجة شمال غرب اليمن. ويأتي هذا اللقاء مع إخفاق اللواء علي محسن في زيارته للرياض وهو ما اعتبره مراقبون مؤشر على تغير الموقف السعودي تجاه جماعة الإخوان في اليمن. ويرى محللون أن هناك تغير جذري في الموقف السعودية من اللواء علي محسن وتنظيم الإصلاح، والأرجح أن ذلك بسبب اتضاح الصورة للجانب السعودي، عن توظيف الإصلاح بعض الملفات الحساسة بهدف الابتزاز وللحصول على الدعم، في وقت يلعب إخوان اليمن وحلفاءهم القبليين والعسكريين، على أكثر من محور، ويبنون علاقات مع جهات خارجية، تبذل مساع حثيثة، لجهة تعزيز نفوذها في اليمن عبر أياديها في صنعاء.