تداول ناشطون على مواقع التواصل نبأ عن تذمر قيادة الإخوان المسلمين في اليمن جراء لقاء السفير السعودي بصنعاء علي بن محمد علي الحمدان، بممثلين عن جماعة الحوثي، يتقدمهم رئيس المجلس السياسي للجماعة صالح هبرة. وجاء في النبأ أن قيادات في (الإصلاح) قرأت اللقاء الذي جاء مترافقاً مع زيارة علي محسن إلى المملكة والموجهات الميدانية المحتدمة بين الحوثيين وأولاد الأحمر في العصيمات عمران، وتهديدات حميد الأحمر بإخراج الهاشميين من صنعاء، بالإضافة إلى الانقسام الملحوظ داخل قيادة الإصلاح حول السعودية على خلفية الأحداث في مصر والعلاقات مع قطر، ولهذا اعتبروها رسالة مفادها أن الورقة التي يستخدمها (الإخوان المسلمون) وبعض من المشايخ لابتزاز المملكة قد سقطت. وكان السفير الحمدان التقى مطلع الأسبوع قيادات حوثية على رأسها (صالح هبرة)، ونقل موقع "الأهالي نت" المقرب من اللواء علي محسن وحزب الإصلاح، أن اللقاء ناقش قضايا الداخل اليمني محل الاتفاق بين الطرفين (السعودية، الحوثي) وإمكانية التعاون بين الطرفين على التنسيق لضمانة وسلامة الحدود في الأجزاء من الأراضي اليمنية الحدودية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، فيما أشار الموقع ووسائل إعلامية إصلاحية أخرى إلى أنهم اتفقوا على عقد لقاءات قادمة. صحيفة البلاغ التابعة لحزب الحق - المقرب من الحوثيين كتبت في عددها اليوم : في الوقت الذي كان فيه اللواء علي محسن الأحمر الممول والداعم الأول لمؤسسة «الشموع» للصحافة والإعلام يقوم بتقديم قرابين الولاء والطاعة للنظام السعودي هناك في مدينة جدة التي عاد منها مساء أمس الأحد، كانت الصحف المحسوبة عليه تشن هجوماً لاذعاً وتوجه انتقادات شديدة للسفير السعودي بصنعاء علي بن محمد الحمدان، وذلك على خلفية لقاء جمعه مع وفد من أنصار الله برئاسة رئيس المكتب السياسي صالح هبرة، حيث وصفت هذا اللقاء بأنه مؤشر على تقارب حوثي سعودي وتعاون ثنائي، وخصوصاً بعد التأكيد على أن هناك لقاءات قادمة بين الجانبين، سياسيون أبدوا استغرابهم جراء تعاطي وسائل إعلام علي محسن والإصلاح مع هذا اللقاء وتهويل ذلك، ومحاولة ربطه بالأحداث الدائرة في دماج والعصيمات والرضمة، في إشارة إلى أن هناك حالة من التواطؤ السعودي مع ما يجري وهي اتهامات سبق للقيادي الإصلاحي خالد الآنسي أن وجهها للسعودية بدعم جماعة أنصار الله الحوثيين للسيطرة على مديرية منبه الحدودية، حيث اعتبر هؤلاء اللقاء بأنه طبيعي ولا يتطلب كل هذه الضجة الإعلامية، مشيرين إلى أنه من الغريب على هذه الصحف ووسائل الإعلام التي تدور في فلكها الانكار على السفير السعودي استقبال أنصار الله، في الوقت الذي تحتفي باللقاءات والتصريحات والاجتماعات الخاصة بالسفير ذاته مع علي محسن وقادة حزب الإصلاح، وتتسابق على الاحتفاء باللقاءات الخاصة بالسفير الأمريكي بصنعاء. مراقبون وصفوا تخوف الإصلاح والصحف التابعة لعلي محسن الأحمر من أي تقارب حوثي سعودي بأنه غير منطقي، وخصوصاً أنه لا يوجد أي مانع لذلك، مشيرين إلى أن هذا الخوف يعطي انطباعاً بأن هذه القوى تريد سوء التفاهم بين أنصار الله والسعودية لتستثمر ذلك لمصلحتها ولما يخدم أهدافها. وأضاف المراقبون أن هذا اللقاء يصب في مصلحة المملكة واليمن بشكل عام، حيث أن من شأن هذا اللقاء أن يُزيل كثيراً من سوء الفهم لدى المملكة تجاه أنصار الله، وأن هذا اللقاء سيؤدي إلى مزيد من الاستقرار في المناطق الحدودية. وأكد المراقبون أن المملكة استشعرت أّهمية هذا اللقاء بعد إدراكها أن «الإخوان المسلمين» لم يكونوا في يوم من الأيام صادقين في علاقتهم مع المملكة، وقد أثبت هجوم قادة الإخوان في اليمن على الملك السعودي وقيادة المملكة بسبب أحداث مصر أن الإخوان كانوا يستغلون المملكة لصالح تنظيمهم فقط.