الفرق بيننا وبينهم هو أن الإخوان الذين لم يتسلموا الرئاسة بعد في اليمن،يسقطون الدولة كاملة في أيديهم بهدوء حتى يبدو أن الرئيس هادي أكثر جدوى لهم مما لو كان لديهم "مرسي"في مكانه حسب تعليق أحدهم. لعل بيان الناصريين الأخير مثل رسالة تحذير للإصلاح من عواقب ما آل إليه الإخوان في مصر لاسيما وان الأسباب التي أطاحت بهم هي نفسها التي يتهم التنظيم الناصري حزب الإصلاح بالتفرد بمقدرات الدولة وأخونة المؤسسات. وجاء هذا الموقف مخالفاً لسياسات أحزاب اللقاء المشترك وممارسة حكومة باسندوة وإقصاء المئات من موظفي الدولة من وظائفهم على خلفية مواقفهم السياسية ورؤاهم الفكرية. إخوان اليمن يعلمون جيداً أن نجاح الشعب المصري في إزاحة مرسي والجماعة من الحكم،سيكون له انعكاساته عليهم. وهو ما سيفجر حالة الغضب والاحتقان في الشارع،تجاه حزب الإصلاح،الذي صار غالبية الشعب يتهمه بسرقة الثورة وتجيير الحكومة لتنفيذ أجندات حزبية تسعى إلى الاستفراد بالحكم. ناهيك عن سعيه غير المباشر لتطويق الرئيس هادي وإبعاده عن المؤتمر،وضرب علاقاته مع الحراك والحوثيين وبالتالي مقايضته بالتمديد مقابل الحصول على مكاسب، وتحويل المحاصصة مع حزبه الذي لا يزال يشغل منصب الأمين العام فيه، إلى المحاصصة معه. وربما حسب محللين فقد كانت هناك صفقة تطبخ على نار هادئة،بدأت تتكشف خلال الفترة القليلة الماضية،تتمثل في التمديد لهادي مقابل عدد من المكاسب السياسية التي يطمح من خلالها الإصلاح ونافذوه إلى تجيير مؤسسات الدولة لفوزهم في الانتخابات النيابية،وبالتالي استفرادهم بالحكم. غير أن هزة مصر التي أطاحت بحكم الإخوان أوقفت تفكير إخوان اليمن في هذا الجانب،وربما أيضا جمدت مشروعهم إلى وقت آخر،بانتظار ما ستفرزه أحداث مصر،بل وصرفت أنظارهم إلى التفكير بما سيحصل من ردة فعل شعبية في اليمن،وكيف يمكن مواجهتها. ولعل مسيرة "مدنية الدولة" التي خرجت تزامناً مع خروج الشعب المصري،هي ناقوس الخطر الذي جعل "إخوان اليمن" يتخوفون من المستقبل. حيث يرى البعض أن ما جرى في مصر بداية الانتكاسة السياسية والشعبية للإخوان في كل قطر عربي، وضربة قاسمة للجماعة ستحولها الأيام إلى مجرد جماعة فاشلة سياسياً لا تستطيع تلبية مطالب الشارع والتفاعل معه. * صحيفة "المنتصف"