احتفاءً باليوم العالمي للفلسفة قدم الدكتور أحمد الصعدي، أستاذ الفلسفة كلية الآداب جامعة صنعاء، الخميس الماضي، محاضرة قيمة في قاعة جمال عبد الناصر تحت عنوان "فلسفة عصر النهضة الأوروبية والانتقال إلى العصر الحديث". استعرض فيها أهم ما حملته الفلسفة عبر تاريخها، بأسلوب مبسط، وما قدمه هذا العلم لأوروبا عموماً، سواءً للإنسان نفسه أم لحركة الحياة المتمثلة في النهضة والتحول الرهيب الذي غير مجرى التاريخ، وقد تطرق إلى أهم مرحلة من حيث المكان والزمان وهي مرحلة تواجد المسلمين في الأندلس وكيف أسهموا إسهاماً كبيراً في البناء والعمران والاهتمام بالعلوم، موضحاً الشواهد التي لا تزال حتى اليوم شامخة وشاهدة على مرحلة لا تتكرر في التاريخ الإنساني، مذكراً بمقولة "نهرو" حيث قال: كانت هناك في الأندلس فضيلتان للمسلمين أصبحت رذيلة لدى الغرب، هما النظافة والتسامح، حيث تم تدميرهما بعد الصراع الذي دار وجاء على إثره خروج المسلمين تاركين أمكنة تفوح منها روائح الخلود. كما تطرق الدكتور إلى صراع العقل والإيمان عبر تاريخ الفلسفة، كيف بدأ وما نتج عنهما، وقد أوضح أهم النقاط التي ساعدت الأوروبي على النهوض، منها: الإحساس بالزمن ورفع من قيمة الإنسان، أو كما حددهما "مالك بن نبي" عوامل النهوض، الإنسان العلم، الزمان، ذاكرا أيضا ان أهم تلك العوامل هو الإصلاح الديني والذي لولاه لظلت أوروبا تعيش حالة من العمى حتى اليوم. ذلك لا يعني خلو المرحلة من الأخطاء الفادحة، لذا فإن الكثير من التحولات والنظريات قد بررت لبعض الأخلاقيات السيئة،التي كان ضحيتها الإنسان نفسه،فتم إبادة آلاف البشر تحت شهوة السلطة والسيطرة. تطرق أيضا إلى الحديث عن "الحقيقة" وماهيتها وصعوبة الإجابة عن ماهيتها حتى من قبل المسيح نفسه، لتظل سؤالاً مفتوحا إلى ما لا نهاية. ولم ينس التذكير بان احتفال اليونسكو كل عام بهذا العلم دليل على أننا أصبحنا بحاجة ماسة إلى الفلسفة أكثر من أي وقت. تخلل المحاضرة بعض المداخلات من قبل عميد كلية الآداب د/عبد الحكيم السروري والدكتور/حسان الارياني رئيس قسم الفلسفة.