وسقطت آخر أوراق التوت التي كان يُعلّق عليها اللقاء المشترك بقيادة تجمع الإخوان المسلمين الآمال ويعقدون عليها الأحلام ويراهنون من أجلها لتكون المخرج والمنقذ من عفاش ووجود عفاش.. مجلس الأمن الدولي وقراراته، هذه الفزاعة التي طالما استخدمت طوال الفترة الماضية لتهديد عفاش وإسكاته والتلويح بها في كل شاردة وواردة دفعت من أجلها ملايين الدولارات للمندوب الوسيط غير المحايد وجندت لها كل الوسائل الإعلامية الممكنة داخلياً وخارجياً.. ويا فرحة ما تمت! صدر بيان مجلس الأمن الدولي ليثبت اقدام صالح كشريك أساس في عملية انتقال السلطة ملزم التقييد بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والتي لطالما فروا هاربين منها مؤمنين ببعضها ومشركين بالآخر. علي عبدالله صالح (عفاش) الأكثر حظوة وحضوراً، والأكثر شعبية داخلياً وخارجياً، يحاولون تمديد بقائهم بالسلطة بينما يتمدد هو في قلوب الناس تتسع محبته وتتوسع في جبال اليمن وسهولها ووديانها وفيافيها بينما هم ينحصرون يوماً بعد يوم مستغيثين بقاءهم بالخارج والذي يوجِّه هو الآخر إليهم الصفعة تلو الأخرى. لم يتركوا وسيلة إلا واستخدموها، ولا كذبة إلا وكذبوها.. فمن كذبة ارتكاب المجازر إلى كذبة امتلاك الرجل لمليارات الدولارات، إلى كذبة امتلاكه للنووي، حتى توقعنا وصول دول "الثمانية + واحد" إلى صنعاء لمفاوضته والاتفاق معه على نسبة محددة لتخصيب اليورانيوم وإنتاج الأسلحة الكيميائية كما حدث مع إيران. يحاولون عزل الرجل سياسياً وإبعاده عن مشهد الحياة السياسية؛ خوف وجوده وخوف بقائه حتى على مستوى قيادته لحزبه، بينما الاستغراب يكسو وجوه الناس وعلامات التساؤل تحيرهم ولسان حالهم يقول (هو انتو مش قلتو انتو الشعب والشعب يريد طب خايفين ليه)، لقد ترك لكم مقاعد الحكومة ومقود السلطة وقيادة الجيش وسلمكم خزائن المال التي لطالما كنتم تقولون إنها مصدر قوته وبقائه تغنيتم لسنوات على أنغام السمفونية المشروخة المعتادة بالقول قوة عفاش بكرسي السلطة لو ترك الكرسي انتهي من الوجود وترك كراسي السلطة ولم يختفِ من الوجود.. قوة عفاش بمفاتيح خزائن البنك المركزي ووزارة المالية لو أخذنا المفاتيح ذهب عنه الناس وتركه الأقربون وسلّمكم مفاتيح البنك المركزي ودفاتر شيكات وزارة المالية ولم يذهب عنه الناس بل ازدادوا حوله التفافاً ومحبة. قلتم وجود عفاش يعتمد على الجيش وأسلحة الجيش لو انتزعناه منه سقط في لحظات وسلمكم الجيش وقيادات الجيش ولم يسقط بل ازداد قوة وتحول الشعب إلى جيش خاص ينتظر منه الأمر لينفذ.. عفاش، هذا الرجل البسيط الذي استُخدمت كل الوسائل المادية والإعلامية لتشويه صورته وتاريخه بينما هو يقابل كل هذا بابتسامة ويرد عليهم الشعب والناس بمنح عفاش محبة أكثر وتقدير أكثر هو القائد مؤسس اليمن الحديث ومحقق وحدته وباني نهضته، فمن أنتم؟ مجموعة من اللصوص دمرت كل شيء. هكذا أصبح الناس يعرفون صالح وهكذا يعرفونكم.. عفاش.. هذا الاسم الذي حاولوا أن يجعلوا منه إساءة فتحوَّل إلى فخر، وبدلاً من انحصاره في أسرة علي عبدالله صالح، توسَّع هو الآخر ليدخل كل مدينة وكل قرية.. يا إلهي كم هذا الرجل محظوظ لم يتوسع وينتشر فقط حب الناس له، بل لقبه كذلك! أنت عفاش ونفتخر أننا عفافشة.. فلتكن اليمن عفاشية حميرية أصيلة لا إخوانية مستوردة نهجاً وفكراً واسماً، بل يمنية خالصة تعتز بها اليمن وتفتخر بها الأجيال.. فكن عفاشاً.. إننا عفاشيون... * أسبوعية "المنتصف"