قاسم الجعشني أحد مهجري الجعاشن، والناشط الذي حمل القضية إلى صنعاء والرأي العام، يكتب الشعارات وينظم الشعر الذي يختزل فيه معاناته ومعاناة مهجري الجعاشن. كان رفيق توكل منذ إعلان "بلاقيود".. تبنى مناصرة الجعاشن.. ولا يزال الآن ماضياً برفقة النائب حاشد بعد تخلي توكل عن مهجري الجعاشن في الفترة الانتقالية الراهنة. التقته "المنتصف" في حوار عاجل.. كشف فيه خفايا تخلي السيدة توكل عن مناصرة قضيتهم. وقال إن توكل لا تختلف عن شيخ الجعاشن، وان حل قضية الجعاشن هو حل قضية الوطن في العدالة والمواطنة المتساوية والكرامة. وشرح العنصرية التي مورست ضده من قبل منظمة "بلا قيود" ومن حزب الإصلاح، بالإضافة لتفاصيل جديدة.. فإلى الحوار: حاوره/ عبدالرحمن المحمدي انطلقت الأسبوع الماضي فعالياتكم لإحياء قضية مهجري الجعاشن بعد تعثرها.. ما برنامجكم؟ - دشنا مؤتمراً صحفياً الأسبوع المنصرم، ويوم الثلاثاء القادم سنعتصم أمام مجلس الوزراء لإيصال صرخاتنا وأوجاعنا إلى آذان هذا المجلس الذي لم يعد يسمع أحداً. ويعطل القرارات الصادرة من الرئاسة لإنصافنا. يبدو أن قضيتكم لم تتغير قبل الأزمة وبعدها؟ - قضيتنا وصلت إلى ملفات وأدراج المنظمات وضاعت في مكاتب الجهات المعنية وهذا ما أجبرنا على مواصلة النضال. هل ستناصركم المنظمات كما ناصرتكم من قبل؟ - تواصلنا مع كل المنظمات والقوى والأحرار في الساحات، دعونا الجميع ومازلنا للخروج معنا، حتى عبده الجندي لو خرج معنا سنرحب به. لم تعد كما عرفناها ماذا عن توكل كرمان ومنظمتها (صحفيات بلا قيود)؟ - توكل يبدو أنها لن تخرج، لأن في رأسها موَّالاً يدور، أخرت القضية كورقة ضغط لابتزاز الحكومة التي إذا لم تمنحها جزءاً من الكعكة فستخرج بالقضية للانتقام. هل تواصلتم معها؟ - توكل لم تعد توكل التي عرفناها، لم نستطع التواصل والاتصال بها، فبعد حصولها على الجائزة والجنسيات المختلفة وتدفق الدعم من كل مكان والرواتب صار الاتصال والتواصل معها أصعب من الاتصال والتواصل برئيس الوزراء، حتى المنظمة صارت تنفذ إجراءات واتيكتاً وتحتاج ليومين ليسمحوا لك بالدخول. دكان بلا قيود! لهذه الدرجة وصلت وهي المعروفة بمناصرة الحقوق؟ - توكل فاتحة دكان بلا قيود لطلبة الله. قد يقول قائل ان هذا الطرح ضمن حملة تستهدف توكل ونابعة من خلاف شخصي لا أساس له من الصحة؟ - لا يوجد أي خلاف شخصي بيننا وبين توكل.. حتى عندما خرجنا على نظام صالح لم نكن نختلف شخصياً معه، خرجنا فقط للمطالبة بالحقوق. وخلافي مع توكل لا يخرج عن إطار هذه الحقوق التي تخلت توكل عن الدفاع عنها بعد أن وظفت قضيتنا التي كانت العامل الأول لمنحها جائزة نوبل بدليل إعلان توكل أهداءها لأبناء الجعاشن لنحصد الجحود والنسيان. سمعنا عن حادثة الاعتداء عليك من قبل موظفي منظمة بلا قيود.. ما خفايا وتفاصيل وأسباب ذلك؟ - كنت أطالب توكل بمواصلة ضغوطها وتحركاتها لتنفيذ قرارات الرئيس الموجهة لرئاسة الوزراء والموافقة على الحل الذي تم الاتفاق عليه مع الشيخ علي ناصر البخيتي مدير بحث محافظة اب والذي تم باشتراك الأستاذ عبدالواحد البخيتي والشيخ أمين ابوراس والباشا ليضمنوا على الشيخ محمد أحمد منصور بعدم الاعتداء على أبناء الجعاشن أو انتهاك حقوقهم، طبعاً وهذا الحل بموافقة توكل بعد اجتماعي أنا والشيخ البخيتي عندها في المنظمة ما لبثت توكل واتصلت بي مساء ذلك اليوم رغم قبولنا الحل جميعاً وهي منفعلة وتكيل كل مفردات الشتم والقدح لي وتصرخ (ما لكش دعوة بقضية الجعاشن) وتمادت لتنكر عليَّ انتمائي للجعاشن (أنت مش جعشني) فرديت عليها بقولي (ان هذه التهمة سبق وأطلقها الشيخ محمد أحمد منصور وأنت تطلقينها الآن.. يبدو أنكم تشربون من مشرب واحد. مشرب الاستبداد والتعالي. مشغولة بالتقاسم والمحاصصة ماذا قدمت حكومة الوفاق لقضيتكم سيما وأن حلفاءكم القادمين من تحت إبط ما تسمونه الثورة؟ - ما الذي يمكن أن تقدمه هذه الحكومة العاجزة التي لا تهش ولا تنش ومشغولة بالتقاسم والمحاصصة وتابعة للشيخ الأحمر واللواء الأحمر وهي عاجزة عن تنفيذ توجيه الرئيس عبدربه منصور.. لم تمنحنا شيئاً سوى تكليف وزير الداخلية عبدالقادر قحطان الذي يمثل حزب الإصلاح، هذا الحزب المتحالف مع المشائخ ضد المواطن. هل رفض الوزير التنفيذ؟ - الوزير يخاف على منصبه ويخضع لضغوطات حزب الإصلاح الذي لا يريد أي بلبلة له في هذه المرحلة التي منحته الحكم وفرصة السيطرة على السلطة والثروة ومعلوم أن حزب الإصلاح جزء من توليفة نظام المشائخ ويخضع هذا الحزب في صنع سياساته ومواقفه للمشايخ الذين لا يمكن أن يناصرونا نحن المواطنين ضد الشيخ بل العكس. ولا أستبعد ممارسة هذا الحزب ضغوطات على توكل كرمان. قضيتكم ماذا استفادت قبل الأزمة أو الثورة حسب ما تسمونها؟ - استفاد الشعب اليمني من "ثورة" التغيير ثلاثة أشياء: أولاً: تحول علي صالح إلى زعيم، الثاني توكل كرمان وحزب الإصلاح وصلوا إلى نوبل والثالث تحول اللواء علي محسن الأحمر من قاتل إلى حامي الثورة السلمية. هذه هي المكاسب التي حققتها الثورة. وماذا عن الدولة المدنية؟ - هذا هو مشروعنا وحلمنا وسنصعد أنشطتنا واعتصاماتنا حتى يخرج الشعب. ولن نقبل استبدال صالح بالإصلاح، سنناضل حتى تحقيق الدولة المدنية. وماذا عن قضية الجعاشن؟ - قضية الجعاشن هي قضية وطن ولو تم حلها لتم حل قضية الوطن، المواطنة المتساوية، العدالة، الكرامة، الحرية، ولا تنسَ أن قضية الجعاشن كانت النواة الأولى للاعتصامات الشعبية التي أسقطت النظام وستكون اليوم السباقة لثورة شعب لإسقاط الإصلاح والمشائخ والعسكر. القوى المدنية التي ناصرتك.. ماذا عنها؟ - القوى المدنية لا تختلف عن القوى القبلية والعسكر، انهم يلبسون فوق قميص المشيخة والاستبداد ثوب المدنية. هؤلاء يتشدقون بالمدنية من داخل مداكئ ديوان الشيخ. هذه القوى هم من أبناء المشائخ والعسكر.. يدعون المدنية ويورثون العائلة والأسرة والقبيلة في أحزابهم ومنظماتهم وحتى في مؤتمر الحوار. ومؤتمر الحوار؟ - من يمثل اليمن في مؤتمر الحوار هم من المشائخ وأبناء المشائخ باستثناء عدد قليل من الشباب وقوى التحديث والبسطاء لشرعنة مؤتمر مشائخ الحوار، والحقيقة أن أعضاء هذا المؤتمر هم البلاء والمصيبة لليمن. هل سقط اسمك من العضوية؟ - يا أخي كنا قد اعتصمنا أمام بوابة مؤتمر الحوار عند انطلاقه لإيصال قضيتنا وليس بحثاً عن عضوية وتم السماح لنا بالدخول وطلبت الناشطة أروى عبده عثمان مني إلقاء كلمة ولما شفت وجوه المشاركين رفضت. ايش أتكلم أمام وجوه معظمها مشائخ قبليين ومشائخ دين، هؤلاء لا يمكن أن يناصروا مواطناً ضد شيخ، هؤلاء يناصرون الشيخ ضد المواطن. كلمة أخيرة؟ - أشكركم وأشكر كل حملة الأقلام المدافعين عن الحقوق والحريات ومناصرة الضعفاء، وأدعو جميع الصحفيين والإعلاميين إلى التضامن معنا ومناصرتنا وإيصال أوجاعنا وعذاباتنا للرأي العام.