كل وثيقة سياسية هي استجابة لمصالح ما ولا يوجد نص بريء من المصالح اياً كان نوعها، يتم تسويق النص عادة باعتباره مصلحة عامة، ومهما يكن فكل مصلحة عامة تتضمن مصالح نخبوية بشكل او بآخر فتحققها مثلا يرسخ شرعية الاقوياء في صراعهم على مصالحهم ومن يمثلوا، فالصالح العام اولوية حتى لدى المستبد. اي وثيقة سياسية اذا لم تعكس المصالح العامة بموضوعية وتستجيب لخيارات الفاعلين في صراع السلطة والثروة تصبح اشكالية واداة صراع مهما كانت مثاليتها من قبل من يدافع عنها!! والاخطر عندما يصبح النص المثالي أداة في صراع التناقضات لدى اطراف لا تمتلك خيارات شرعنت وجودها نتيجة ضعفها او اداة في مراكمة القوة لاقصاء آخر قوي لديه خيارات اخرى في فهمه للمصلحة العامة ومصالحه، وقد تكون الوثيقة خيار خارجي وانعكاس لقراءاتها لمصالحها. في كل الحالات فان النص يصبح لغما في مغامرة لها مخاطر كثيرة اقلها ان يتحول النص او الوثيقة الى عامل لاشعال التناقضات وتفكيك التوافقات وبوابة لاعادة ترتيب التحالفات .. عادة ما يتم تسويق اي حل باسم الصالح العام ولا مشكلة تصبح اي وثيقة عود ثقاب بمجرد التأكيد عليها كحل خلاصي دون انتباه لامكانية شغل الحل في الواقع ومدى استجابته لطبيعة المشكلة والصالح العام ومصالح الفاعلين الاكثر فاعلية وتأثيرا في الواقع!! لنفرض امتلاك من يريد تثبيت وثيقة ما مختلف عليها القوة الكافية لاقرارها تأتي المشكلة لاحقا اثناء تشغيل نصوصها في الواقع حتى في حالة ان تكون قابلة للتنفيذ فان تعبيرها عن ارادة طرف داخلي وخارجي فانها تثير الصراع وتنشأ عراقيل كثيرة من قبل معارضيها لتصبح بوابة لفتح صراعات متنوعة. اما ان كانت الوثيقة بناء مثالي يمتلك القسر والقوة فان تطبيقها ليس الا الغام تخريبية تدمر الواقع وتراكم مشاكله لتغدو الفوضى محصلة طبيعية تقود الى خسائر عامة وتنهار مصالح الاطراف المختلفة وتصبح عادة البناء لاحقا عند معالجة النتائج الكارثية مكلفة جدا على الدولة والمجتمع!! *** الوصاية كخيار يمني بامتياز (!!) الوصاية نتيجة طبيعية لواقع الشتات والفرقة والانقسامات الحادة، فاليمن واقعة في براثن الفساد والضياع والعبث، يعيش ابنائه في وعيهم القبلي وهويتهم الوطنية فارغة من المعنى، تذرر للهويات بلا لحمة جامعة!! كل طرف في زاويته مخنوق ومحاصر بنفسه وبالاطراف الاخرى وكل طرف يدير معركته ويسعى بكل جهده لتحصيل الاسناد الخارجي ولاقصاء خصمه ... الوصاية ليست مفروضة انها خيار داخلي!!! يصرخ الجميع ضد الاجنبي ويلعن في كل حين والتدخل الخارجي مطلبهم!!! السفه بلغ حدّه الاقصى!! تناقضات من كل نوع وتعالي وكراهية ونخيط واحقاد وثأرات مشتعلة وكل طرف وتكوين وجغرافيا تتخفى بالاقنعة والزور والخداع!! دندنة كاذبة باسم الله والانسان والوطن!! اليمن اكبر مسرح للدجل!!! اين السلام والكرامة؟؟ في قعر فتنة دائمة!! الكل يلعن الكل والكل يده على الزناد!!! ممثلون بلا احتراف في صراع عبثي!! لا تلوموا من يبالغ في فرض الوصاية!! الوصاية خيار يمني وبامتياز!! ثورة من اجل الاستعمار كم هو هذا التاريخ ملعون!!! * حائط الكاتب في فيسبوك