تسعى السلطة المحلية بمحافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن) بالتعاون مع اجهزتها الامنية نحو فرض القبضة الامنية وانهاء الاختلالات الامنية التي شهدتها مدينة المكلا (عاصمة المحافظة) منذ ايام . وتناول لقاء موسع عقد الخميس بمدينة المكلا عدداً من الموضوعات المتعلقة بالأوضاع الراهنة التي تمر بها المحافظة وما شهدته المدينة على وجه الخصوص خلال الأيام الماضية من اختلالات أمنية وأعمال تقطع ونهب وفوضى وإغلاق المؤسسات والبنوك والمصارف والمحلات والمرافق العامة والخاصة وتعطيل مصالح المواطنين مما أنعكس سلبياً على الحياة التجارية والاقتصادية وتكبيد التجار والمستثمرين خسائر مادية كبيرة .
واكد محافظ المحافظة المهندس خالد سعيد الديني على ضرورة أن تقوم الأجهزة الأمنية بدورها ومسؤولياتها في توفير الحماية اللازمة والتصدي للعابثين بالممتلكات العامة والخاصة.. مشددا على اتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يثبت تورطه في أعمال النهب والسطو والاعتداء على المصالح العامة وإحالتهم إلى القضاء.
وكشف مدير امن محافظة حضرموت العميد الركن فهمي حاج محروس في وقت سابق عن تزايد اعمال العنف والفوضى في عدد من حارات المدينة ابرزها حارتي باسويد والبدو، موضحا أنه ظهرت مجموعة من الشباب تقوم بتصرفات ربما وجدت دعماً من جهة أو أخرى يخرجون بأسلحتهم ويتقطعون مستخدمي الطريق في مناسبة عالعصيانات المدنية {السلمية} أو غير مناسبة .
ويتابع في صفحته على الفيس بوك : ينهبون هذا ويسلبون مال ذاك ويحرقون مال آخر بل ويسفكون دماء آخرين. ويعتقدون أن هذه بطولة ونضال ومرجلة للاسف الشديد، إلى الآن تسببوا في قتل عدة أشخاص وإصابتهم ,عسكريين أو مدنيين.
وفي الوقت الذي قال فيه ان من يقومون بهذه الأعمال مرصودون وجرائمهم لن تسقط بالتقادم، اشار الى انهم أوقفوا في دهاليز حاراتهم سيارات وقاطرات. وهم في حالة نشوى يظنون بأن لا أحد قادر عليهم، وانهم الاربعاء تقطعوا لسيارة دينا تابعة للمؤسسة الإقتصادية على متنها مواد غذائية من حبوب وأشياء أخرى وسيارة أخرى تابعة لمجموعة هائل سعيد وأدخلوهما في أزقة الحي . وطالبوا مقابل إطلاقها مبالغ كبيرة وبنادق وذخائر .
وحذر من مواجهات دامية قد تشهدها تلك الحارات في حال استمرار هذه الاعمال وعدم تدخل العقلاء لايقافها .
وناشد محافظ حضرموت المكونات السياسية والمجتمعية وكل الخيرين إلى الاصطفاف في هذه المرحلة وتفويت الفرصة على من يريد تعكير صفو الحياة الآمنة والأضرار بمصالح المواطنين.. مشيراً إلى أن أعمال الأضرار بالمصالح والممتلكات العامة والخاصة والاعتداء عليها دخيلة على أبناء حضرموت وسلوكهم وقيمهم وثقافتهم .
وبحسب ما نشرت وكالة الانباء الحكومية فقد دعا المحافظ قيادات المكاتب والمؤسسات الحكومية إلى القيام بمهامهم وواجباتهم وتعزيز الالتزام الإداري في مرافقهم بما من شأنه تقديم أوجه الخدمات للمواطنين.. لافتاً بأنه سيتخذ الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة ضد كل من يخل بأدائه الوظيفي وبحسب النظام والقانون.
وتشهد مدن ومديريات محافظة حضرموت ما بات يطلق عليها (الهبة الشعبية) التي دعت اليها قبائل حضرموت 20 الشهر الماضي على خلفية مقتل شيخ قبائل الحموم سعد بن حبريش العليي برصاص جنود الامن على مدخل مدينة سيئون .
وادت هذه الفعالية الاحتجاجية الى مقتل واصابة العشرات من ابناء المحافظة ورجال القبائل والجنود خلال المواجهات التي شهدتها المدن في محاولتها السيطرة على مرافق ومنشاءات الدولة العسكرية والامنية والمحلية وتسليمها لابنائها على حد بيان حلف قبائل حضرموت .
وتاتي هذه التوجهات من السلطة المحلية واجهزتها الامنية في الوقت الذي تزور فيه لجنة رئاسية المدينة لمتابعة سير الاداء الاداري والخدمي في المحافظة والوقوف أمام الصعوبات والمعوقات التي تحد من أداء السلطة المحلية وخاصة فيما يتعلق بشحة الإمكانيات وضعف الموازنات التشغيلية المخصصة للوحدات الإدارية في المحافظة والمديريات . وتتكون اللجنة الرئاسية للاطلاع على اوضاع محافظة حضرموت من وزير الادارة المحلية علة محمد اليزيدي رئيسا وعضوية وكيل وزارة الإدارة المحلية لقطاع الوحدات الإدارية عمر سالم العكبري ووكيل الوزارة لقطاع التطوير المؤسسي والتنمية البشرية الدكتور كمال البعداني وعدد من المسؤولين في وزارة الإدارة المحلية .
وقال اليزيدي أن نزول اللجنة للمحافظة يستهدف الوقوف على أوضاعها للخروج برؤى وآليات تساعد على معالجة قضاياها وتلبية مطالب أبنائها العادلة والمشروعة.. مؤكداً بأن كافة القضايا المطلبية والحقوقية لأبناء المحافظة أو تلك التي عبر عنها حلف قبائل حضرموت في وادي نحب بمديرية غيل بن يمين في العاشر من ديسمبر المنصرم ستجد طريقها للتنفيذ .
وفشلت جهود اللجنة الرئاسية السابقة التي تراسها نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع في احتواء الموقف واقناع القبائل بعدم تنفيذ توجهاتهم واكتفى اعضاء اللجنة بتقديم التعازي بوفاة بن حبريش، فيما لم تفلح وعود الرئيس عبدربه منصور هادي بتنفيذ مطالب القبائل المشروعة خلال اتصاله الهاتفي بشقيق بن حبريش في اخماد هذه الهبة .