لقد وضعت الأعراف اليمنية والعربية مكانة خاصة للمرأة، حمتها بأعراف وعادات وتقاليد، أو بما يسمى الناموس المجتمعي. وقد تكون القبيلة اليمنية أكثر قبائل العرب التي أعطت للمرأة مكانا وحماية، وخصوصا في عدم الخوض بعرضها أو امتهان كرامتها أو استغلالها ماديا أو جنسيا، وظلت محمية بسياج من الأعراف القبلية. غير أن جرائم عصابة الحوثي الإرهابية لم تعط المرأة حقوقها الشرعية أو القانونية أو القبلية أو الإنسانية. عملت عصابة الحوثي الإرهابية منذ استشهاد الزعيم الرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمة الله تغشاه على أن تكون المرأة لهم هدفا في تسخير كل إمكانياتهم البشرية والمادية لظلمها وقهرها، ومن خلال تلك النظرة مارست في حقها كل أنواع العنف والتنكيل. ففي المحافظات عمدوا على تطفيش النساء من العمل لإجبارهن على البقاء في المنازل. أما المحافظات الرئيسية مثل تعز وأمانة العاصمة فقد تعاملوا معهن كحيوان أو كمن به مرض معد من خلال عزلهن في غرف جانبية بالمؤسسات والوزارات. ولم أصدق إلا عندما تيقنت من ذلك من عدة مصادر وطنية موثوقة. ما يزيد من تصرفات هذه العصابة النازية عنجهية ويؤكد أن المرأة هدف أمني لهم، أنهم الأيام الماضية أصدروا تعميما بأنه لا يحق للمرأة السفر دون محرم أو إذن مسبق من جماعاتهم الأمنية. وحدثت نفسي أنها مبالغة، فتواصلت مع أكثر من زميل وأكدوا جميعهم صحة التعميم، واستغربت لماذا الإذن من جهازهم الأمني طالما وهم يتحدثون عن منطلقات إيمانية! تواصلت مع زميلة عمل بأن تقوم بالمهمة، وفعلا ذهبت إلى مكتب سفريات فرفضوا الحجز لها إلا بمحرم أو بموافقة من الجهاز الأمني للعصابة. ذهبت إليهم لمعرفة ماذا يريدون. طلبوا تحديدا جواز سفرها، دققوا في الجواز وسجلوا بياناته وأخذ المعلومات منه خصوصا الدخول والخروج من مطار عدن. طرحوا عدة أسئلة أمنية لا علاقة لها بالله ورسوله أو صحابته أو أصحاب المذاهب الأربعة، بل هي أسئلة استخبارية كأنهم يريدون منها جمع بيانات ومعلومات لأجهزتهم القمعية. وما زاد من قذارة هذه العصابة، كما قالت الزميلة، نظراتهم التحرشية وأسئلتهم التهكمية. حاولت أن أوجز المعاناة الصعبة التي تعانيها المرأة اليمنية بهذه السطور في مجال العمل فقط أو السفر، ناهيكم عن بقية المجالات. وكما نشرنا سابقا، فإنهم يسعون إلى تطبيع التجربة الإيرانية بكل انحرافاتها في اليمن؛ مع أن اليمن لها بيئة اجتماعية وقبلية مختلفة تماما عن البيئة والمجتمع الإيراني سلوكا وعقيدة. إن قرارات وتعميمات العصابة الحوثية الإرهابية لتؤكد أنهم يدركون من خلال الأجهزة القمعية الاستخبارية المدربة إيرانيا أن دور المرأة اليمنية كبير في المجتمع وأنها ركيزة أساسية في نهضته وتقف شريكا مع أخيها الرجل في النضال والتنمية، وأن دورها كبير في تنمية وتشكيل وعي المجتمع. لذا فهي هدف استخباري لهم. وتأكدت قناعاتي بأن عصابة الحوثي الإرهابية إلى زوال قريب، وأنها لا تشبه اليمن واليمنيين، وأن ثورة الشعب آتية لا محالة لاجتثاث هذه الفئة السرطانية الخبيثة والعميلة المرتزقة لنظام إيران الفاشي.