دعا البابا فرنسيس الأول إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لانهاء الحرب الأهلية في سوريا التي دخلت عامها الرابع لدى وصوله للأردن يوم السبت في مستهل جولة في الشرق الأوسط تهدف إلى إعادة الأمل لسكان المنطقة. وشدد البابا أثناء زيارته للأردن مرارا على ضرورة التغلب على الخلافات والسعي لإحلال السلام الدائم في الشرق الأوسط. وهذه هي الرسالة التي وجهها البابا الأرجنتيني أولا في كلمة في القصر الملكي في الأردن ثم في قداس مفتوح وبوضوح أكبر في كنيسة قرب نهر الأردن حيث دعا إلى حل سياسي للصراع "الذي يمزق" سوريا ولوقف تجارة الأسلحة التي قال إنها تشعل الحروب. وقال "أدعو إلى توقف العنف واحترام القانون الإنساني وأن تصل بالتالي المساعدات المطلوبة بشدة لمن يعانون. "أدعو إلى تخلي كل الأطراف عن السعي لحل الخلافات باستخدام الأسلحة والعودة إلى المفاوضات." وقتل أكثر من 160 ألف شخص في الصراع في سوريا وهرب الملايين إلى دول مجاورة بينها الأردن. وينتمي اللاجئون لكل الأديان لكن المسيحيين يشعرون بالخطر من المتشددين السنة الذين يقودون حملة مسلحة ضد الرئيس بشار الأسد. وانهارت محادثات السلام في جنيف قبل ثلاثة أشهر ولا يوجد أي احتمال لاستئنافها قريبا. وقال البابا من نص مكتوب "أسأل الله أن يهدي من يتبنون مشاريع حرب ومن يصنعون الأسلحة ومن يقومون بتهريبها كي يصبحوا بناة للسلام." وكان البابا يتحدث في بداية رحلة حساسة تستهدف تشجيع إقامة سلام دائم في الشرق الأوسط وإعطاء الأمل لمسيحيي الشرق الأوسط الذين يتضاءل عددهم. وأدت الصراعات المحتدمة في المنطقة والانتفاضات العربية في السنوات القليلة الماضية والحرب الأهلية في سوريا إلى تراجع سريع في عدد المسيحيين. وقال البابا فرنسيس في كلمة ألقاها في حضور العاهل الأردني الملك عبد الله وشخصيات دينية كبيرة إن الشرق الأوسط لا يزال يعاني من "توترات مستمرة قاتلة" لكنه أشاد بالجهود التي يبذلها الأردن لإنهاء صراع مستمر منذ سنوات. وأضاف موجها حديثه للعاهل الأردني "هذا الهدف العظيم يتطلب بشكل عاجل إيجاد حل سلمي للأزمة في سوريا بالإضافة إلى حل عادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني." وقال فرنسيس إن من النقاط الأساسية في هذا الهدف التسامح المتبادل بين الديانات. وقال "الحرية الدينية هي حق إنساني أساسي ولا أملك سوى أن أعبر عن أملي في أن يحترم (هذا الحق) في الشرق الأوسط والعالم بأكمله." وقال الملك عبد الله إن الإسلام هو دين يدعو إلى "الوئام العالمي والرحمة والعدالة والرفض المطلق للادعاءات الباطلة لأولئك الذين ينشرون الكراهية ويزرعون بذور الفرقة." وقال "اسمحوا لي أن أؤكد على أن الطوائف المسيحية العربية هي جزء لا يتجزأ من منطقة الشرق الأوسط." وبعد لقاء الملك عبد الله أقام البابا قداسا في استاد عمان وسيستغل البابا زعيم المسيحيين الكاثوليك البالغ عددهم مليار ومئتي مليون شخص هذه الجولة لمناشدة أتباع كل الديانات العمل سويا من اجل السلام. وقال "لا ينبغي لتنوع الأفكار والأشخاص أن يؤدي إلى رفض (الآخر) أو أن يكون عائقا." وفي استاد عمان حيث أقام البابا قداسه تحمل نحو 20 ألف شخص الحرارة للاستماع للبابا وهو يتحدث. لكن إلى جانب مظاهر الاحتفال عبر البعض عن مخاوفهم على مستقبلهم في المنطقة. وقال ثامر بولس (45 عاما) وهو مدرس عراقي إنه هرب من مدينة الموصل مع عائلته لانه تلقى تهديدات بالقتل لانه مسيحي. وقال "أود أن أهاجر إلى أي مكان أشعر فيه بالأمان انا وعائلتي . التطرف الديني يهدد المسيحيين." وقال الفاتيكان قبل زيارة فرنسيس إن البابا يريد التنقل بسيارة عادية مقللين من شأن المخاوف على أمنه الشخصي. ونقل البابا من المطار في سيارة بيضاء متواضعة وغادر استاد عمان في سيارة مكشوفة وتواصل منها عدة مرات مع مواطنين اصطفوا للترحيب به. وعندما وصل إلى نهر الأردن سار البابا البالغ من العمر 77 عاما بمفرده إلى حافة النهر وأخذ قدرا من المياه بيده ووضعه على جبهته. ووقف صامتا لدقيقتين يصلي في المكان الذي عمد فيه المسيح في نهر الأردن وفقا للمعتقدات المسيحية. وسيتوجه البابا فرنسيس صباح الأحد بطائرة هليكوبتر إلى بيت لحم في الضفة الغربيةالمحتلة حيث يقوم بزيارة تستغرق ست ساعات لما يصفه البرنامج الرسمي للفاتيكان "بدولة فلسطين" وهو مصطلح ترفضه إسرائيل.