اعلنت اسرائيل انها ومصر اقتربتا من التوصل الي اتفاق يسمح لمصر بتحريك نحو مئة فرد اضافي من ضباط الشرطة الي حدود غزة دون اجراء تعديلات علي معاهدة السلام بين البلدين. وقال سيلفان شالوم وزير الخارجية الاسرائيلي خلال مؤتمر صحافي بعد ان اجري محادثات مع اسامة الباز مستشار الرئيس المصري حسني مبارك للشؤون السياسية في القاهرة ان هذا الاتفاق لا يتطلب ادخال تعديلات علي معاهدة كامب ديفيد الموقعة عام 1979، والتي تحدد حجم وطبيعة القوات التي تنشرها مصر علي الحدود. وفي مؤشر جديد الي تحسن العلاقات بين مصر واسرائيل أعلن شالوم عن تشكيل لجنة ثنائية بين البلدين لها جدول اعمال واسع لكنه لم يحدده. واضاف شالوم اعتقد انها (اللجنة) ستحسم الكثير من سوء الفهم الذي شهدناه في الماضي . واعرب الباز عن استياء مصر من خطة غزة المعدلة والتي تقضي في صورتها الاخيرة بارجاء اي ازالة للمستوطنات اليهودية في غزة تسعة اشهر علي الاقل. وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أبلغ الرئيس المصري حسني مبارك أنه يقبل مطالبه بشأن الاصلاحات الامنية الفلسطينية، وهو ما قد يتيح لمصر القيام بدور محتمل في غزة بعد انسحاب اسرائيل منها. ومن شأن هذه الموافقة ان تساعد المصريين علي اتخاذ خطوات لتدريب قوات فلسطينية وارسال خبرائهم الامنيين لغزة. ولكن مبارك طلب ان يقوم عرفات في المقام الاول باجتثاث الفساد من الاجهزة الامنية وتوحيد اكثر من 12 وكالة أمنية في ثلاث وكالات فقط تحت قيادة وزير داخلية له سلطات والتخلي عن مزيد من السيطرة الامنية لرئيس الوزراء احمد قريع. وأبلغ قريع ان عرفات رحب بالتدخل المصري ووافق علي شروطه بما في ذلك اصلاح الامن. وقال مصدر فلسطيني مسؤول ان المصريين طرحوا علي الرئيس عرفات اسم اللواء صائب العاجز او فريح ابو مدين ليتولي حقيبة الداخلية خلفا للوزير الحالي حكم بلعاوي. وبخصوص مقايضة حرية حركة الرئيس عرفات بتقديمه تنازلات سياسية وامنية لصالح رئيس الوزراء، قال المصدر ان رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان ابلغ عرفات انه في حال موافقته علي المبادرة، فان حرية حركة الرئيس ستصبح امرا غير ذي اهمية، بمعني ان الامور في هذا السياق تأتي بدون بذل جهود. من جهة أخري كشف المصدر المسؤول، والذي طلب عدم ذكر اسمه، عن تفاصيل اللقاء الذي عقد السبت الماضي في ابو ديس بين احمد قريع ووفد حزب ياحد الاسرائيلي بزعامة وزير القضاء الاسبق يوسي بيلين. وقال المسؤول الفلسطيني انه خلال اللقاء اعلن ابو العلاء امام الوفد عن دعم السلطة لخطة شارون، معربا عن امله في ان تلقي دعم اليسار الاسرائيلي في الكنيست . وخلال اللقاء نوقشت بين الطرفين قضية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والمطالب الاسرائيلية والامريكية والمصرية بتحويله الي رئيس فخري للسلطة. وعندما سأل النائب الاسرائيلي حاييم اورون قريع عن ذلك، رد عليه قائلا ان عرفات يعتبر رمزا للشعب الفلسطيني . ولكنه استدرك بالقول ان الرمز من الممكن تغييره . وتابع قريع، كما قال المسؤول الفلسطيني، ان السلطة الفلسطينية تعول كثيرا علي الدور المصري في اعادة ترتيب الاجهزة الامنية الفلسطينية وتدريبها لكي تتمكن من السيطرة علي قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي، مؤكدا للوفد انه بدون المصريين فان السلطة الوطنية لن تتمكن من السيطرة علي القطاع في ظل تنامي التأييد لحركتي حماس والجهاد الاسلامي. واتفق الجانبان علي ان اضعاف حماس والجهاد الاسلامي هو مصلحة عليا للطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، علي حد تعبير المسؤول الفلسطيني.