رأي المحلل لشؤون المخابرات في صحيفة هآرتس الاسرائيلية، يوسي ميلمان، المعروف بصلاته الوثيقة مع الاجهزة الامنية الاسرائيلية ان النفي الرسمي الاسرائيلي لوجود عناصر من الموساد في العراق تشارك في التحقيقات هو نفي ضعيف، لافتا الي انه يجب ان تأخذ الدولة العبرية اقوال القائدة السابقة لسجن أبو غريب، والتي تمت تنحيتها من منصبها في شهر أيار (مايو) للاشتباه بتورطها في عمليات التنكيل التي مورست ضد السجناء العراقيين، أنها التقت محققين إسرائيليين في العراق، اجروا تحقيقات مع سجناء في سجن آخر، يجب ان تأخذها علي محمل الجد، لانها صدرت من شخصية عسكرية امريكية، لا تناصب اسرائيل العداء، وان همها الوحيد هو الدفاع عن نفسها، وليس كما فعل العديد سابقا من توجيه الاتهامات المماثلة لاسرائيل، لانهم كانوا من المحسوبين علي اعداء اسرائيل ولهم غايات في توريط الموساد واسرائيل في امور لا علاقة لهما بها. وكانت الجنرال جانيس كاربنسكي قد صرحت في حديث لمحطة ال BBC ، انها التقت شخصا ادعي أنه إسرائيلي خلال زيارة في مركز المخابرات في العاصمة بغداد، وكان برفقة مسؤول كبير في قوات التحالف. واضافت: لقد رأيت شخصا لم التق به من قبل، سألته ماذا يعمل هناك، هل هو مترجم. وتابعت لقد كان واضحا أنه من منطقة الشرق الأوسط. قال لي: انا اجري جزءا من التحقيقات هنا، انني اتكلم العربية، لكنني لست عربيا، انا من إسرائيل. وتابعت تقول: لقد فاجأني الجواب كثيرا، كدت أضحك في البداية لانني ظننت انه يمزح، لكنني ادركت انه يتكلم بجدية، ولم يضف تفاصيل أخري عدا عن انه يعمل مع المحققين، لقد تواجد هناك اناس كثيرون جاءوا من أماكن مختلفة للمشاركة في العملية. وعقب متحدث عسكري أمريكي في واشنطن علي أقوال كاربنسكي بقوله إنه لا يملك اية معلومات حول مثل هذا التدخل الاسرائيلي في العراق. وكان ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، نفي نفيا قاطعا اقوال كاربنسكي، مشددا علي انها لا تمت الي الواقع بصلة، واشارت معاريف الاسرائيلية انه قبل شهر ونيف نفي الجيش الاسرائيلي والمخابرات الانباء التي نشرت عن وجود عناصر من الموساد والشاباك في العراق تشارك في التحقيق مع الامريكيين في السجون العراقية. ولفت ميلمان الي ان طرق التعذيب التي يستعملها الامريكيون في العراق مماثلة تماما للطرق التي تستعملها المخابرات الاسرائيلية في التحقيقات مع النشطاء الفلسطينيين في غياهب السجون الاسرائيلية، منها منع المعتقل من النوم واسماعه الموسيقي الصاخبة، تكبيل المعتقل وتغطية رأسه. وتابع الصحافي الاسرائيلي انه من غير المستبعد بالمرة ان تكون عناصر الموساد قد شاركت في التحقيق في العراق ضمن ما يعرف بالتعاون الامني الاستخباراتي بين الدولة العبرية والولايات المتحدةالامريكية ومشددا علي ان هؤلاء المحققين ينتمون الي الشاباك او الموساد او الوحدة رقم 504 التابعة للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية والمتخصصة في التحقيق مع الاسري. واضاف ميلمان انه في السابق شاركت عناصر من الموساد الاسرائيلي في التحقيقات في دول غربية، مثل الدول الاسكندنافية، خلال التحقيق مع فلسطينيين ومواطنين من دول عربية اشتبهت بهم السلطات بتنفيذ عمليات ارهابية. كما شارك الموساد، بحسب الصحيفة الاسرائيلية، بالتحقيق في عدد من الدول الاوروبية مع شخصيات من الاتحاد السوفييتي سابقا الذين فروا من موسكو وطلبوا حق اللجوء السياسي في امريكا او في دول اوروبا الغربية. وكشف ميلمان النقاب عن ان الشركة التي تقدم خدمات الترجمة والتحقيق لجيش الاحتلال الامريكي في العراق يملكها يهودي امريكي يدعي د. جي.بي لندن، الذي قام مؤخرا بزيارة الي اسرائيل برفقة بعثة من رجال الاعمال واعضاء في الكونغرس الامريكي وحصل علي جائزة البرت اينشتاين التي توزعها منظمة يهودية يمينية متطرفة جدا تدعي رجل التوراة ومقرها في القدس الغربية. وكشف الصحافي الاسرائيلي ان د.لندن اجتمع في عديد من المناسبات مع وزير الامن الاسرائيلي، شاؤول موفاز، الذي شارك ايضا في الاحتفال الذي تم فيه منح د. لندن الجائزة التقديرية.