قال مدير مشروع غينيسيس ان ادارة الطيران والفضاء الاميركية استعانت باثنين من الطيارين الذين يعملون في قيادة طائرات الهليكوبتر في هوليوود للقيام بمناورة صعبة يعترضون خلالها كبسولات تحمل الغبار النجمي اثناء هبوطها بالمظلة وعودتها للأرض في الشهر المقبل. ويفترض بعملية استرداد كبسولات في الهواء على ارتفاع اربعة آلاف قدم فوق سطح الارض في صحراء يوتا في الثامن من ايلول ان تتوّج نهاية مشروع غينيسيس الذي نفذته وكالة الفضاء بتكلفة بلغت 264 مليون دولار وبدأ منذ ثلاث سنوات بإطلاق سفينة فضاء لجمع جسيمات دقيقة تحمل شحنة كهربية او ما يطلق عليها الايونات التي كانت قد انطلقت الى الارض من الشمس. ويقول العلماء ان شحنة الايونات الشمسية الناجمة عن ذلك والتي تحتوي على بين نحو 10 و20 ميكروغراما من الاكسجين والنيتروجين والعناصر الاخرى التي تزن معاً مثقال حفنة حبات من الملح ستوفر معلومات رئيسية بشأن تشكيل الكواكب خلال حقب سحيقة من نشأة المجموعة الشمسية. وكشف النقاب امس الاول في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في باسادينا عن المشروع الجديد لاستعادة كبسولات لدى عودتها الى الغلاف الجوي لتجنب هبوطها واصطدامها بسطح الارض مما قد يضر بالادوات الحساسة وبالعينات التي بداخلها. وقالت ناسا ان عودة سفينة الفضاء غينيسيس تمثل أول أجرام من الفضاء يتم استرجاعها بوسائل بشرية منذ السبعينيات عندما تمت إعادة صخور قمرية الى الارض بواسطة سفينة ابولو الاميركية التي كان يقودها رواد فضاء، ومهام سفن الفضاء السوفيتية لونا التي لم تكن تحمل رواد فضاء. وقال روي هاغارد وهو باحث فضاء استعانت به ناسا لتصميم مشروع غينيسيس لاسترجاع جسم قادم من الفضاء في الجو لدى دخوله الغلاف الجوي، انه اذا نجحت هذه المهمة فإنها ستكون حدثا تاريخيا في صناعة الطيران باعتبارها أول جسم يتم التقاطه بطائرة لدى دخوله غلاف الارض قادما من الفضاء. وقال ان طائرات الهليكوبتر استخدمت في آلاف المهام لالتقاط علب أسقطت بمظلات هبوط في أفلام تم تصويرها بكاميرات سرية فوق فيتنام والاتحاد السوفياتي أثناء الحرب الباردة. (رويترز)
