في الوقت الذي يواصل فيه مسلمو السويد الاستمتاع بالأجواء الرمضانية من صيام وقيام وسط البرودة القارسة داخل المساجد، فُجعت الأوساط الإسلامية بجريمة مروعة ذُبح فيها طفل مسلم يبلغ من العمر 8 سنوات أثناء توجهه للمدرسة. وكان الطفل محمد عموري متوجها صباح يوم 19 -10- 2004 إلى المدرسة عندما باغته مجهول وقام بذبحه بسكين حادة وسط استغاثة كبيرة لم تجد من يلبيها. وكانت أخت¥ إيمان قد سبقته بخطوات إلى المدرسة قبل أن تلتفت وتشاهد مذهولة ما حدث لأخيها. وقالت مصادر مقربة من الدوائر الأمنية بالسويد: إن الطفل محمد من أصول عراقية، وإن القاتل ما زال مجهولا. ورجحت تلك المصادر وجود دوافع عنصرية وراء الحادث. وأصيبت الجالية الإسلامية بصدمة بالغة لهذا الحادث الأليم الذي جاء في الشهر الفضيل. وأعرب والد محمد في تصريحات نقلتها الصحف السويدية عن صدمته وصدمة عائلته البالغة لهذا الحادث الذي ألم بالعائلة. أجواء رمضان جاء هذا الحادث في وقت تتلألأ فيه مساجد السويد بأجواء رمضان الذي تتحول فيه المساجد في كل عام إلى مراكز إشعاع يقبل عليها المسلمون بكثافة. من بين تلك المساجد، مسجد أستوكهولم الذي يعرف أيضا باسم مسجد الشيخ زايد آل نهيان بالعاصمة السويدية، ويقبل عليه المسلمون لأداء الصلوات وخاصة صلاة التراويح غير مبالين ببرودة الجو القارسة في هذا الوقت من العام. حسان موسى إمام مسجد أستوكهولم قال: إن المسجد أعد برنامجا حافلا يبدأ بصلاة الفجر، ويتم تخصيص درس يومي بعد الصلاة، كما يخصص بعده وقتا للإجابة على أسئلة الصائمين، من صلاة الظهر وحتى قبل المغرب بنصف ساعة. وأضاف إمام المسجد أن هناك أيضا دروسا يومية تجمع بين المسائل الفقهية والتوجيهات والإرشادات النبوية. وتحظى صلاة التراويح باهتمام خاص من المصلين الذين يمتلئ المسجد بهم عن آخره، ويتم تخصيص أماكن للسيدات. في غير رمضان وحول برنامج المسجد في غير رمضان، قال موسى: إن المسجد يقدّم برامج عديدة ومتنوعة وفق خطة سنوية موسعة تشمل الدروس والدورات الشرعية باللغة العربية والسويدية. وأشار الإمام إلى أن المسجد يقدم دروسا للمسلمين وغير المسلمين في اللغة العربية بجانب دروس للتعريف بالإسلام وللرد على الشبهات التي تثار حوله. وفيما يتعلق بالمرأة المسلمة، يشرف المسجد على جمعية خاصة بالمرأة ولها برنامج أسبوعي تثقيفي يراعي خصوصيتها ويستجيب لمتطلبات حياتها من خلال استضافة بعض الشيوخ والدعاة من خارج السويد. كما يشرف المسجد على مدرسة لتعليم القرآن للأطفال، وتسمى بمدرسة نهاية الأسبوع حيث يتم تعليمهم اللغة العربية والتربية الإسلامية والقرآن الكريم. كما تلعب مؤسسة الكشاف المسلم السويدية التابعة للمسجد دورا رائدا في اجتذاب الأطفال وتعليمهم القيم الإسلامية وفق تربية كشفية خاصة. مسلمو السويد وتنتشر المساجد السويدية في كبريات المدن مثل أستوكهولم ومالمو وأوبسالا ويوتوبوري أوغوتنورغ وهيلسنبوري ويافلي وغيرها. وتم بناء أول مسجد في السويد عام 1976 في مدينة يوتوبوري وهي من كبرى المحافظات السويدية بعد العاصمة أوستكهولم. ويتيح الدستور السويدي للمسلمين بناء مساجد وإقامة مدارس إسلامية وهو الأمر الذي سهل إقامة هذ المساجد، حيث انتهى مسلمو السويد قبل شهرين فقط من بناء مسجد في منطقة هونينجي على مقربة من أستوكهولم. كما يوجد في السويد 145 جمعية إسلامية تابعة لثلاثة اتحادات إسلامية مركزية وعشرات المساجد والمصليات والمراكز الإسلامية. وبدأ وصول المسلمين إلى السويد في الخمسينيات بأعداد صغيرة للغاية، وكان بعضهم من أبناء الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى الفارين من الحكم الشيوعي، ومن اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من بلادهم. وفي أواخر الستينيات بدأ المغاربة والعراقيون وجاليات أخرى من العالم العربي والإسلامي في التوافد على السويد. ورغم أنّ الإسلام يعتبر حديث العهد في السويد لكنه تحولّ بسرعة كبيرة إلى الديانة الرسميّة الثانية بعد المسيحية. وتقول آخر الإحصاءات الرسمية: إنّ عدد المسلمين في السويد قد تجاوز نصف مليون مسلم وهو رقم كبير إلى حد ما خصوصا إذا علمنا أن عدد سكان السويد لا يتجاوز 8 ملايين نسمة. المصدر اسلام اون لاين