يواصل المشاركون في الدورة ال14 للمؤتمر القومي العربي المنعقد حاليا في صنعاء في الجلسات المسائية لهذا اليوم استعراض أوراق العمل المقدمة إلى المؤتمر حيث يناقش المشاركون في الجلسة الأولى ورقة الدكتور "منير الحمش" حول العلاقات البينية الاقتصادية العربية بينما ستخصص الجلسة الثانية لمناقشة ورقة العمل الموسومة ب"أسباب العجز العربي، وكيفية الخروج منه" والتي سيقدمها اللواء طلعت مسلم. ومن المتوقع أن يختار المشاركون مساء اليوم رئيس ولجنة الانتخابات الخاصة بانتخابات الأمانة العامة الجديدة. هذا وكان المشاركون قد ناقشوا صباح اليوم تطورات الأوضاع في كل من فلسطين والعراق. واستعرض المشاركون في الجلسة الأولى المنعقدة صباح اليوم التطورات الراهنة في مسار القضية الفلسطينية من خلال ورقة عمل بعنوان "التطورات في فلسطين" والمقدمة من الدكتور أحمد صدقي الدجاني التي أشار فيها إلى ما تشهده قضية النضال الفلسطيني -ضد الاحتلال الصهيوني- من محاولات التآمر عليها وإخماد الانتفاضة الفلسطينية خصوصاً في ظل الدعم والمساندة الأمريكية للعدو الصهيوني بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية. وأبرزت الورقة مظاهر الدعم الأمريكي للعدو الصهيوني والمتمثلة في الدعم العسكري، والمادي اللامحدود من قبل إدارة الرئيس الأمريكي "بوش" للكيان الصهيوني، إضافة إلى الدعم السياسي المتمثل بالضغوط التي تمارسها الإدارة الأمريكية سواء على السلطة الفلسطينية أو على الأنظمة العربية، وأوضحت الورقة التأثيرات السلبية للاحتلال الأمريكي للعراق على مسار القضية الفلسطينية والتي أدت إلى محاولة الإدارة الأمريكية فرض خارطة الطريق بالشروط التي تراها الأخيرة مناسبة مع مطالب العدو الصهيوني. ولارتباط التطورات في فلسطين بما حدث من غزو واحتلال إنجلوا أمريكي للعراق فقد خصص المؤتمر الجلسة الصباحية الثانية لمناقشة تطورات الأوضاع في العراق. وقدم "سعدون شهداني" ورقة بعنوان "لماذا متحف بغداد"؟ أشار فيها إلى أن العدوان الأمريكي على العراق له أبعاد وصور للاحتلال والإلغاء حيث يعمل على هدم البنية التحتية ثم احتلال وهدم الكيانات الثقافية للعراق "متاحف"، دور نشر، مكاتب أثرية تاريخية، وآثار" ثم إحتلال وهدم وإلغاء الدولة العراقية، وإيجاد المبررات لإدخال الشعب العراقي في حالة من التيه حول إمكانية إيجاد البديل للوضع الأحسن. وأشارت الورقة إلى أن العدوان على العراق لم يكن من أجل أسلحة الدمار الشامل، ولا من أجل التغيير الديمقراطي الموهوم بل كان هدفه إلغاء الكيان الثقافي والفكري للشخصية العراقية وأكبر دليل على ذلك هو رفع شعار "تغيير المناهج الثقافية" التربوية في العراق بعد صدام كصورة من صور هذا الالغاء. إضافة إلى أن هدم وسرقة متحف بغداد مثلت أبشع صور العداء الثقافي للشعب العراقي. هذا وكانت الجلستان قد شهدتا مناقشات مسفيضة ومداخلات من المشاركين عكست رؤية أعضاء المؤتمر القومي، وتحليلاتهم وتفسيراتهم لما حدث في كلٍ من العراق وفلسطين.