اكد رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين أن موسكو حصلت على أدلة قاطعة على وجود مواطنين أمريكيين في منطقة النزاع الجورجي الاوسيتي، في وقت بدأت القوات الروسية الانسحاب من غرب جورجيا، وفككت معسكرات هناك. وشدد الرئيس الروسي على ان بلاده تعتبر العالم اجمع مسرحا لعلاقاتها السياسية والتجارية والاقتصادية وشدد على أن بلاده تعتزم توسيع تعاونها العسكري مع الاصدقاء مثل ايران وسوريا حتى ان لم يرض ذلك الآخرين. وقال بوتين ان من المفترض أن يتواجد في منطقة النزاع قوات حفظ السلام ومبعوثو منظمة الأمن والتعاون بأوروبا إلى جانب السكان المحليين. وقال “السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا وجد مواطنو الولاياتالمتحدة في هذه المنطقة وما كان عملهم؟" ونقلت وكالة انباء نوفوستي الروسية عن بوتين قوله إن نائب رئيس أركان الجيش الروسي كان قد عرض على الصحافيين صورة جواز سفر أحد هؤلاء المواطنين الأمريكيين. وأضاف أن لا أحد ينكر أن الولاياتالمتحدة ساعدت النظام الحاكم الجورجي على إنشاء جيش له. كما لا ينكر أحد أن “المدربين الأمريكيين حاولوا الإشراف على تدريب الجيش الجورجي". واستطرد بوتين ان الإدارة الأمريكية أفسدت العلاقات الامريكية - الروسية. وأكد أن روسيا تدعم المجتمع الدولي في حربه ضد الإرهاب، ولكنها ترى أن المجتمع الدولي لا يحارب الإرهاب باقتدار دائما. وأوضح بوتين أن الغارات الجوية على قواعد الإرهاب في أفغانستان لا تحقق النتائج المرجوة منها إذ يقع كثيرون من السكان المدنيين ضحية لها. أما بالنسبة لمكافحة المخدرات، فرأى بوتين أن التحالف الدولي في أفغانستان لا ينجح في هذه الجبهة بل يحقق نتائج سلبية بدليل أن إنتاج الهيرويين الأفغاني في نمو مستمر. وقال ان هذا يعني دعم الإرهاب لأن الأموال الناتجة عن تجارة المخدرات الأفغانية في أوروبا الغربية تستخدم في جانب كبير منها لتمويل الإرهاب. ولكي تتزايد محاربة الإرهاب فعالية يرى بوتين ضرورة أن يتزايد التعاون الدولي. من جانبه شدد الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف على ضرورة ان تقوي روسيا علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول جنوب وشرق آسيا، كما شدد على ضرورة تطوير التعاون العسكري مع الدول الصديقة حتى ان كان ذلك لا يروق للغير، في اشارة الى دعم التعاون مع سوريا وايران. واضاف ان البلدان المجاورة لبلاده معنية بالشأن الروسي كشؤونها الداخلية. وقال يستحيل على احد من جيران روسيا ان يدعي ان له طريقا ولروسيا طريقاً آخر. واكد ان روسيا ليست قاصرة العلاقة مع دول محدودة أو في اقليم واحد بل هي معنية بكل العالم، ولا احد يستطيع ان يحصر العلاقات الروسية مع الآخرين او يحدد نطاقها. وشدد على ان ديدن روسيا ان تكون لها علاقات جيدة مع الجميع أما إن حدث العكس فذلك ليس من مسؤولية موسكو. ورفض ميدفيديف اتهامات امريكية بأن روسيا تحابي البعض على حساب البعض في الامدادات النفطية والغازية. وقال ان روسيا تنمي علاقاتها مع دول آسيا والمحيط الهندي والهادي، وفي نفس الوقت تحافظ على علاقاتها التجارية والاقتصادية مع الغرب. من جهة اخرى ازالت القوات الروسية امس السبت المعسكرات الخمسة الاستراتيجية التي وعدت بتفكيكها في غرب جورجيا، بموجب الاتفاق الذي ابرم في 8 سبتمبر/ايلول بين روسيا والاتحاد الاوروبي، قبل ان تتجه نحو ابخازيا. واكدت السلطات الجورجية السبت ان القوات الروسية فككت خمسة معسكرات استراتيجية في غرب البلاد وانسحبت الى ابخازيا. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الجورجية شوتا وتياشفيلي “يمكنني التأكيد ان المواقع الروسية الخمسة على محور بوتي-سيناكي قد ازيلت، والقوات الروسية تتجه نحو ابخازيا". وغادرت قافلة من الشاحنات والعربات المدرعة لنقل الجنود مركز المراقبة في نابادا القريب من ميناء بوتي الاستراتيجي. وهذا المعسكر الذي يشمل اثنين من المراكز المقرر اخلاؤها بموجب الاتفاق، يضم 70 جنديا كان تم نشرهم قرب شاطىء البحر الاسود بهدف مراقبة الحركة البحرية في ميناء بوتي. كما غادر العسكريون الروس معسكر باتارا بوتي عند مدخل المدينة، تاركين خلفهم مثل ما كان الحال في معسكر نابادا، متاريس الرمل والخنادق. كما تم اخلاء معسكري تيكلاتي وبيرفيلي مايسي قرب سيناكي التي تعتبر محورا للنقل الحديدي والبري وتتيح الوصول الى منطقة ابخازيا الانفصالية. وتوجهت قوافل الشاحنات والمدرعات الى ابخازيا ودخل قسم منها اصلا هذه المنطقة. من جهة اخرى قال الرئيس الاوكراني ان بلاده يجب ان تسدد ديونها المتراكمة الناجمة من استيراد الغاز الروسي، حتى تكون في حل من أي ضغوط او تنازلات امام الدب الروسي، وشدد على ضرورة ان تعتمد بلاده سعر السوق في استئجار قواعده في القرم للاسطول البحري الروسي في البحر الاسود. في الاثناء قال نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف ان بلاده ستزيد انفاقها العسكري الى مستويات قياسية من اجل تعزيز القوات المسلحة الروسية وتسلحها. واشار الى ان الانفاق العسكري في ميزانية العام 2009 ستزيد الى 2.1 تريليون روبل (47 مليار دولار) بزيادة 70 مليار روبل عما كان مقررا سابقا. على صعيد آخر بدأت القاذفات الروسية العملاقة طلعات جوية في البحر الكاريبي انطلاقا من فنزويلا. وذلك بالتزامن مع زيارة وفد عسكري روسي رفيع المستوى التقى الرئيس هوغو شافيز.