بوتيرة عالية.. وخطى حثيثة .. ودقة متناهية.. وانسيابية تامة.. تسير الإجراءات التحضيرية للانتخابات البرلمانية القادمة المقرة في اليمن 27 أبريل القادم داخل أروقة اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء في مختلف القطاعات والتي تعمل كخلية نحل واحدة ليلها كنهارها ، تسابق الزمن نحو (27 أبريل 2009م اليوم المقر أن تشهد فيه اليمن رابع انتخابات برلمانية منذ إعادة تحقيق الوحدة وانتهاج التعددية السياسية والديمقراطية عام 1990م. ويبدوا واضحاً في ظل الغضب المبكر من قبل الأحزاب السياسية وخاصة أحزاب المشترك على هذه اللجنة أنها ستحتاج لارتداء دروع وقائية لصد شتائم الأحزاب والتي لا شك أنها سوف تستمر طول الأشهر القادمة وحتى إعلان نتيجة الانتخابات القادمة وهو تكتيك سياسي يقول مهتمون بالتنمية السياسية والتطور الديمقراطي ان الأحزاب الفاشلة في معظم الدول العربية ذات الديمقراطية الناشئة دأبت على استخدامه . غير أنه ظل محصوراً على الاستخدام عقب إعلان نتائج الانتخابات وليس قبلها وبعدها.. وفي كل وقت وحين .. كما تفعل أحزاب اللقاء المشترك في بلادنا حالياً . تذمر مؤتمري وتحريض اصلاحي وفيما أبدى حزب المؤتمر الشعبي العام تذمره من لجنة الانتخابات معبراً عن أسفه لقرارها أواخر الشهر الماضي بتشكيل لجان مرحلة مراجعة وتعديل جداول الناخبين من التربية والتعليم، كون حزب المؤتمر قد لبَّى طلب لجنة الانتخابات بتقديم أسماء ممثليه للجان في الموعد المحدد، تواصل أحزاب اللقاء المشترك شن حملة واسعة ضد لجنة الانتخابات تستهدف التشكيك في شرعيتها رفعت حدتها أمس الأول السبت بالتعميم لفروعها في المحافظات برفض أعمال اللجنة وتحريضهم لأحداث ما من شأنه إعاقة أعمال تلك اللجان. وقال مصدر في المؤتمر الشعبي العام احتجاجاً على قرار لجنة الانتخابات الاستعانة بموظفي التربية والتعليم لتنفيذ عملية مراجعة الجداول: كان أحرى باللجنة العليا ألا تعامل الأحزاب التي تحترم الدستور والمؤسسات الدستورية بالأحزاب الخارجة عن الدستور والقانون والتي لا تكترث بتحمل مسئولياتها الوطنية ولا تحترم الالتزام بالاستحقاقات الدستورية في مواعيدها والتي حرصت دائماً على الكسب وليس على مصلحة الوطن. تشكيك استباقي مشترك وعن إمكانية صد الهجمات التشكيكية حول أدائها يشير الأستاذ/ عبده محمد الجندي –عضو لجنة الانتخابات ورئيس قطاع الإعلام والتوعية الانتخابية- إلى إمكانية رفع اللجنة دعوى قضائية على حملات التشكيك الاستباقية على شيء لم يقع بعد، وما يبنى عليه من أحكام اتهامية ظالمة، لكن شعورهم في لجنة الانتخابات بالشراكة مع هذه الأحزاب يمنعهم من رفع الدعوى عليها. حمى مبكرة وشعور بالهزيمة وحول توقعات تصاعد شتائم أحزاب المشترك ضد لجنة الانتخابات طوال الأشهر القادمة، يضيف عبده الجندي طالما وقد قبلنا القيام بهذا العمل الشاق ليس أمامنا من خيار سوى الصبر والتفويت وعدم الدخول في مثل هذه المهاترات الناتجة عن حمى انتخابية. مشيراً إلى أن الحُمَّى هي شكل من أشكال سيطرة العاطفة على العقل. وأضاف: (ولا أقول الجنان) لذلك نحن لسنا محمومين لأننا حَكَْم والحكم لا بد أن يكون واسع الصدر ومستعد لتقبل أي انفعالات. وقال: مع العلم أن الانفعال هو أقرب إلى الشعور بالهزيمة منه إلى الشعور بالنصر.. ولذلك اعتبر رئيس قطاع الإعلام والتوعية –عضو اللجنة العليا- أن أحزاب اللقاء المشترك تتعامل مع العملية الانتخابية بهذا النوع من الانفعالات الهادفة إلى إفشال العملية الانتخابية، وعدم إجراءها في موعدها الزمني. وأضاف: أقول ذلك وأقصد به أن اللجنة العليا للانتخابات مصممة على إجراء الانتخابات في موعدها القانوني، وأن تكون انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ومفتوحة لكل الأحزاب والمراقبين. احترام رغبة المشترك وفي تعليقه على تعميم أحزاب المشترك لأنصاره بعدم التعامل مع اللجان الانتخابية أثناء مرحلة تعديل ومراجعة جداول الناخبين كشف الجندي عن إبلاغ وزارة التربية والتعليم باحترام رغبة الأخوة في أحزاب المشترك واختيار اللجان من الأوساط المختلفة من غير المنتمين لأحزاب المشترك، وإعادة النظر في كشوفات أسماء رؤساء وأعضاء اللجان، بما يلبي رغبات الأخوة في أحزاب المشترك. حسب الجندي الذي اضاف : كانت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء أبلغت وزارة التربية والتعليم بتشكيل اللجان الإشرافية والأساسية والفرعية دون انتقائية. من طلبه كله ...! ولفت الجندي أن اللقاء المشترك كان سيحظى بنصيب الأسد من هذه اللجان، مما يدل دلالة قاطعة على حيادية واستقلالية اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء. وأضاف الجندي: ولكن الذكاء (إذا زاد عن حدة انقلب ضده..) وكما يقول المثل (من طلبه كل فاته كله). مشيراً إلى أن أحزاب اللقاء المشترك لو أنها تريثت عن إصدار تعميمها الأخير وأجلته إلى ما بعد إعلان اللجان لكانت سدد ضربة قوية لنفسها وللجنة الانتخابات. موضحاً أن أحزاب المشترك بتعميمها لفروعها مقاطعة اللجان اعفتهم في لجنة الانتخابات من الحرج؛ حيث قطاع التربية والتعليم يشمل (250) ألف منتسب. واخرى من عجين..! وأكد الجّندي أن لجنة الانتخابات ستتعامل مع شتائم واستفزازات أحزاب المشترك بأعصاب باردة، قائلاً: ورغم ما انطوى عليه تعميم المشترك من استفزاز للّجنة العليا للانتخابات والاستفتاء، والدعوة إلى عدم التعامل معها، إلا أننا نحرص في لجنة الانتخابات على التعامل مع هذه الاستفزازات بأعصاب "مُثَلّجة"، وآذان من طين وأخرى من عجين..!