أعلنت الحكومة التايلاندية أنها ستفرض حالة الطوارئ على مطاري العاصمة بانكوك واللذين استولى عليهما متظاهرون المناوئون للحكومة. جاء ذلك عقب جلسة طائرة للحكومة لبحث الأزمة السياسية الراهنة في البلاد. وأفادت الأنباء أن الشائعات تسري في تايلاند عن قرب وقوع انقلاب عسكري بعد أشهر من مازق سياسي تعيشه البلاد. وكان المتظاهرون المناهظون للحكومة في تايلاند قد أغلقوا مطار دون مويانج في العاصمة بعد مطار بانكوك الدولي فيما يعتبر محاولة لمنع المسؤولين من السفر للقاء رئيس الوزراء سومتشاي وونجساوات . يذكر ان رئيس الوزراء اضطر الى المكوث في شمال البلاد بعدما منعت المظاهرات طائرته من الهبوط في العاصمة قادمة من بيرو، حيث كان في زيارة رسمية. وقد رفض سومتشاي وونجساوات دعوة الجيش له بالتنحي مشيرا إلى أن حكومته شرعية وانه سيستمر في العمل من أجل البلاد. جاء ذلك بعد ان دعا الجيش التايلاندي الحكومة إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة. كما طالب رئيس الأركان الجنرال انوبونج باوشيندا المحتجين المناوئين للحكومة بالانسحاب من مطار بانكوك الدولي. وقال الجنرال انوبونج باوشيندا في مؤتمر صحفي " إن موقف الجيش لا يعني حدوث انقلاب فالحكومة مازالت هي المسيطرة". غير انه استدرك قائلا "لو ان انقلابا سينهي المشاكل لفعلت ذلك". وقد رفض كل من المعارضين والحكومة المقترحات التي تقدم بها الجيش. وأكد زعماء المحتجين الذين يغلقون مطار بانكوك رفضهم عرض الحكومة بالتفاوض إلا في حالة استقالة رئيس الوزراء. وقال زعماء المعارضة ان عدة اشخاص من المحتجين الذين يحاصرون مطار بانكوك الدولي اصيبوا بجراح يوم الاربعاء من جراء انفجار قنبلة في حين سادت الفوضى داخل مبنى المطار وألغيت كل الرحلات الجوية. وكان انصار التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية (باد) اقتحموا مطار سوفارنابومي عماد صناعة السياحة المربحة لتايلاند يوم الثلاثاء في تصعيد خطير لحملة التحالف التي مضى عليها ستة اشهر لخلع رئيس الوزراء. وقال متحدث باسم حركة باد ان قنبلة القيت على مجموعة من انصار الحركة خارج مبنى المطار في الساعات الاولى من يوم الاربعاء فأصابت اربعة اشخاص بجراح. ولم تستطع الشرطة تأكيد هذا الخبر لكن صحيفة نيشن قالت في موقعها على شبكة الانترنت ان ثلاثة انفجارات سمعت خارج مبنى المطار وان الحركة قالت ان انصارها كانوا ايضا مستهدفين في انفجار واحد على الاقل في مكان منفصل من العاصمة. وقالت الصحيفة ان 12 شخصا على الاقل أصيبوا من جراء انفجار اربع قنابل. وقضى الاف الركاب الليل في المطار وشكا كثير منهم من ان موظفي المطار وشركات الطيران اختفوا حينما ظهر انصار الحركة المعارضة بقمصانهم الصفراء وغزوا المطار في وقت متأخر يوم الثلاثاء. وقد يؤدي حصار المطار وهو اكثر الاعمال المعوقة التي قام بها التحالف خلال حملته المستمرة منذ ستة اشهر الى تقويض مساندة العامة للحركة التي يبدو انها تتخذ طابعا اكثر تطرفا من اجل ان تثير رد فعل عنيفا من جانب الحكومة. وقال زعيم التحالف سومساك كوسيسوك لانصاره في حشد تجمع في وقت سابق من يوم الثلاثاء "حان الوقت للاختيار بصورة حاسمة بين الخير والشر.. بين المؤيدين وبين الخونة." وعلى الجانب الآخر، دعا جاتوبورن برومبان زعيم الجماعة المؤيدة للحكومة في تايلاند أنصار الحكومة إلى القيام بمسيرات في شوارع بانكوك الأمر الذي أثار مخاوف من وقوع مصادمات بين أنصار الحكومة والمعارضة. وقال برومبان "سأعقد مؤتمرا صحفيا اليوم أحث فيه الناس على الخروج إلى الشوارع والتصدي للانقلاب". ورفض سومتشاي المطالب المتكررة من المعارضة بالاستقالة بسبب اتهامه بانه ألعوبة في يد صهره رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا . وقد أفادت الأنباء عودته إلى البلاد وهبوط طائرته بمدينة شيانج مي الشمالية. المطار وقال مدير المطار ان وقف العمل بالمطار كان النتيجة المنطقية بعد ان تخطى المتظاهرون صفوف الشرطة واحتلوا قاعة المغادرة. واعلن المطار ان وقف حركة الملاحة بسبب الاحتجاج ما ادى الى الغاء او تأجيل اكثر من 78 رحلة كان من المفترض ان تقلع من المطار او تهبط فيه. وقال احد كبار المسؤولين في المطار ان القادمين الى تايلاند لم يتمكنوا من مغادرة المطار بسبب المتظاهرين الذين اقفلوا الطرقات