أعلنت باكستان انها لن تسلم الهند اي مشتبه بهم في اعتداءات بومباي بل ستحاكمهم بنفسها عند الضرورة، مؤكدة في الوقت نفسه استعدادها لخوض حرب جديدة اذا قررت نيودلهي شن عملية عسكرية ولو محدودة الاهداف. وعمدت السلطات الباكستانية الخاضعة منذ السبت لضغوط شديدة من الهند وواشنطن، الى اعتقال 16 شخصا مرتبطين او مقربين من حركة عسكر طيبة الاسلامية الباكستانية المحظورة التي تتهمها نودلهي بتدبير وتنفيذ اعتداءات بومباي. وبين الموقوفين ذكير الرحمن الاخوي وهو بحسب الهند احد المخططين الرئيسيين للاعتداءات التي اوقعت 163 قتيلا. وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في كلمة القاها في مولتان بوسط باكستان ان "هذه التوقيفات تتم في اطار تحقيقنا الخاص. حتى لو ثبتت التهم (الهندية) في حقهم لن نسلمهم الى الهند". واضاف "سنحاكمهم بانفسنا بموجب القانون الباكستاني". وسلمت الهند الى باكستان لائحة باسماء مشتبه بهم تطالب بتسليمهم، مهددة ضمنا باجراءات رد في حال لم تلب باكستان هذا الطلب. وحذر قريشي "اننا لا نريد الحرب لكننا مستعدون تماما في حال فرضت علينا" مضيفا "اننا نعي مسؤولياتنا في الدفاع عن ارضنا". وختم كلمته "هذه رسالة واضحة: اننا نؤيد الصداقة ونتمسك بالسلام ونريد الاستقرار للمنطقة، لكن هذا يجب الا يفسر على انه ضعف". وهي اول مرة منذ اندلاع الازمة بين الهند وباكستان عقب اعتداءات بومباي، تتحدث اسلام اباد بهذه النبرة الحازمة. والخطر بين البلدين جسيم بعدما كادت تندلع حرب رابعة بين القوتين النوويتين الجارتين بينهما اثر هجوم شنته وحدة من المقاتلين الاسلاميين في 13 ديسمبر 2001 على البرلمان الفدرالي في نيودلهي واتهمت الهند حركة عسكر طيبة بالوقوف خلفه. ولم يتم تجنب الحرب آنذاك الا بفضل مساع دبلوماسية اميركية. غير ان الوضع اليوم اكثر خطورة ويجمع خبراء المنطقة والدبلوماسيون والعديد من كبار المسؤولين الباكستانيين على انه لا يمكن لاي من الولاياتالمتحدة او الهند او باكستان خوض حرب. فالمناطق القبلية شمال غرب باكستان تحولت الى ملاذ لعناصر طالبان والقاعدة. وتمكنت واشنطن من حمل اسلام اباد على شن هجوم واسع النطاق منذ الصيف الماضي في هذه المنطقة المحاذية لافغانستان. وحذرت باكستان من ان ادنى تحرك عسكري هندي في اتجاه الحدود سيعني تلقائيا سحب قواتها من المناطق القبلية لاعادة نشرها على الحدود الهندية الباكستانية، ما سيثير استياء الولاياتالمتحدة التي تخوض معارك تزداد ضراوة ضد متمردي طالبان في افغانستان. واعتبر الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أمس ان اعتداءات بومباي كانت تهدف الى اثارة نزاع جديد بين الهند وباكستان، داعيا البلدين الى العمل معا لمكافحة المخاطر الارهابية. وقال زرداري في مقالة نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز" "ان هجمات بومباي لم تستهدف الهند فحسب بل استهدفت ايضا حكومة باكستان الديموقراطية الفتية وعملية السلام التي باشرناها مع الهند". وتابع ان "انصار النظام التسلطي في باكستان والجهات غير الرسمية التي ترى مصلحة في استمرار النزاع لا تريد للتغيير ان يترسخ في البلاد". ودعا زرداري البلدين الى مضاعفة جهود السلام والعمل معا لاحباط المخاطر الارهابية. وفي الهند ، اعلن جهاز الاطفاء في بومباي، العاصمة الاقتصادية للهند، ان حريقا لم يعرف سببه اندلع فجر أمس في فندق تاج محل الذي استهدف في نهاية نوفمبر باعتداءات نفذها اسلاميون، من دون ان يتسبب بضحايا وتمت السيطرة عليه. من جهة أخرى، فاز الحزب الحاكم في الهند في ثلاث ولايات من الولايات الخمس التي جرت فيها انتخابات في تحد لتنبؤات بهزيمة سياسية بعد التباطوء لاقتصادي وهجمات متشددين في مومباي. ومازال يجري فرز الاصوات لاعلان النتائج النهائية في ولايتين من الولايات الخمس التي جرت فيها الانتخابات على مدار الشهر المنصرم ومعظمها في وسط وغرب الهند. و تأتي هذه الانتخابات قبل الانتخابات العامة التي ستجري في النصف الاول من عام 2009 والتي تضع الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه حزب المؤتمر في مواجهة حزب بهاراتيا جاناتا المعارض. وتعطي هذه النتيجة قوة دافعة لحزب المؤتمر الذي مني بسلسلة هزائم في انتخابات الولايات امام حزب بهاراتيا جاناتا في العام المنصرم وسط ارتفاع معدل التضخم واتهامات بضعف القيادة. *وكالات