استبعد وزير الخارجية الهندي براناب مخرجي الخميس تنفيذ عمل عسكري ضد اسلام اباد ولكنه وصف باكستان بانها "مركز" الاعتداءات التي تعرضت لها بومباي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. وردا على نائب في البرلمان الهندي قال مخرجي ان على نيودلهي شن هجوم على باكستان ردا على مجزرة بومباي التي اوقعت 163 قتيلا وقتل خلالها تسعة مهاجمين قال وزير الخارجية ان "هذا ليس حلا". واضاف امام البرلمان ان "منفذي اعتداءات بومباي كانوا في باكستان" مؤكدا وجود "دليل لا يقبل الشك يفيد بان مركز هذه الاعتداءات ليس هذه الاعتداءات فحسب وانما ايضا سواها الكثير موجود لدى جارتنا". وكان وزير الداخلية الهندي اعلن الخميس ان جنوب آسيا "في عين اعصار الارهاب" بعد اسبوعين من الاعتداءات التي قام بها متطرفون اسلاميون في بومباي. وقال بالانيابان شيدامبرام امام البرلمان الهندي "ان جنوب آسيا بات في عين اعصار الارهاب" مكررا ايضا "ان اصبع الاتهام يوجه بالتأكيد نحو ارض جارتنا باكستان". وقال زعيم حزب المعارضة القومي الهندوسي ال.كاي. ادفاني "اذا كانت منطقة جنوب اسيا في عين الاعصار فان باكستان مركزها" معربا عن الامل في ان ينتخب رئيسا للوزراء خلال الانتخابات التشريعية في الربيع المقبل. وتنسب الهند والولايات المتحدة اعتداءات بومباي التي نفذت بين 26 و29 تشرين الثاني/نوفمبر وادت الى مقتل 163 شخصا وتسعة مهاجمين الى مجموعة عسكر طيبة الاسلامية الباكستانية وتؤكد نيودلهي ان عناصر مجموعة الكومندوس ال10 اتوا من باكستان. وازدادت حدة التوتر بين الدولتين النوويتين الجارتين في جنوب اسيا اللتين دارت بينهما ثلاث حروب منذ انشائهما في 14 و15 آب/اغسطس 1947. وكان البلدان على شفير حرب جديدة في بداية 2002 بعد هجوم نسب الى "عسكر طيبة" واستهدف البرلمان الهندي في 13 كانون الاول/ديسمبر 2001. وقال شيدامبرام انه "تبين ان منظمات ارهابية عدة تنشط انطلاقا من الاراضي الواقعة وراء الحدود الهندية مسؤولة عن الاعتداءات التي نفذت في الهند منذ سنوات". ودعا وزير المالية سابقا الذي عين وزيرا للداخلية قبل اسبوع مواطنيه الى "الاتحاد والتسلح بالشجاعة" واصدار قوانين لمكافحة الارهاب يصادق عليها البرلمان. وانتقدت الصحافة الهندية اخفاقات 10 دولة عالمية في مجال مكافحة الارهاب وعملية تصدي قوات الامن الهندية طوال ستين ساعة ل10 مهاجمين اوقعوا مذبحة في مدينة يبلغ عدد سكانها 18 مليون نسمة. واعلن الوزير انه سيتم انشاء في كافة انحاء البلاد 20 مركزا لتدريب قوات خاصة لمكافحة الارهاب. وكان مسؤول في الشرطة الهندية اعلن الخميس لوكالة فرانس برس ان الناجي الوحيد من المهاجمين ال10 الذين نفذوا اعتداءات بومباي نهاية الشهر الماضي سيبقى في الحبس الاحترازي حتى 24 كانون الاول/ديسمبر على الاقل. وقال الضابط المكلف التحقيق في هذا الملف راكيش ماريا "سيبقى الناجي الوحيد في الحبس الاحترازي حتى 24 كانون الاول/ديسمبر". وتوجه قضاة ومسؤولون قانونيون الى المقر العام لشرطة بومباي وغادروا بعد 15 دقيقة من دون الادلاء باي تصريحات للصحافيين. وقالت الشرطة انها طلبت من قاض القدوم الى المقر العام للشرطة بدلا من نقل الموقوف اليه لاسباب امنية. وذكرت الشرطة ان المتهم محمد اجمل امير ايمان يواجه سلسلة من التهم منها "شن حرب على البلاد والقتل ومحاولة القتل". من جهتها اضافت لجنة العقوبات في مجلس الامن الدولي الاربعاء الى لائحتها بأسماء الاشخاص المتهمين بدعم الارهاب اربعة من الاعضاء المفترضين في مجموعة عسكر طيبة الاسلامية الكشميرية التي تتهمها الهند بشن الاعتداءات الاخيرة في بومباي. فقد بات كل من محمد سعيد وزكي الرحمن وحجي محمد اشرف ومحمود محمد احمد "يخضعون لتدابير تجميد الارصدة والمنع من السفر والحظر على الاسلحة" التي اقرها مجلس الامن في قراره الرقم 1822 الصادر في حزيران/يونيو 2008 ضد داعمي تنظيم القاعدة وحركة طالبان. ويعتبر زكي الرحمن مع زرار شاه أحد المسؤولين في عسكر طيبة اللذين اعلن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الاربعاء اعتقالهما. ويشتبه في انهما خططا الهجومات المنسقة في بومباي التي اسفرت عن 172 قتيلا في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر. وشنت باكستان التي تعرضت لضغوط دولية كثيفة عملية واسعة النطاق في نهاية الاسبوع الماضي ضد بضع حركات على اراضيها وخصوصا ضد مخيم في كشمير تتولى ادارته منظمة خيرية مرتبطة بعسكر طيبة واعتقلت فيه 15 شخصا. ولم يتضح ما اذا كان زكي الرحمن وشاه قد اعتقلا خلال هذه العملية. ويمكن ان تكون اسماء قسم من الاشخاص ال 15 المعتقلين واردة في لائحة المشبوهين الذين طلبت الهند من باكستان تسليمهم بعد اعتداءات بومباي.