قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الذي يزور واشنطن ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تدرك ان النشاط الاستيطاني الاسرائيلي يجب ان يتوقف من اجل تحقيق السلام مع الفلسطينيين. وقال ابو الغيط وهو اول وزير خارجية عربي يلتقي وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، ان هذه الاخيرة ستشارك في المؤتمر الدولي الذي يعقد في مصر في الثاني من اذار/مارس لاعادة اعمار غزة بعد الهجوم الاسرائيلي المدمر الذي استمر 22 يوميا. واوضح ابو الغيط للصحافيين بعد اجتماع مع كلينتون مساء الخميس في واشنطن انه مرتاح لمقاربة الادارة الجديدة حيال محادثات السلام التي توقفت بعدما شنت اسرائيل هجوما على حركة حماس في قطاع غزة في 27 كانون الاول/ديسمبر. وقال ابو الغيط "انهم يدركون جيدا الوضع. يدركون ان عليهم ان يمارسوا الضغوط على كل الاطراف لتحقيق هدف السلام". واضاف "يقولون انهم يفهمون مشكلة النشاط الاستيطاني وانه يجب ان يتوقف". وكانت ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش نجحت في احياء عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 لكن العرب اشتكوا من الاخفاق في وقف النشاط الاستيطاني. ومصر الدولة العربية الاولى التي وقعت السلام مع اسرائيل، هي الوسيط العربي الرئيسي في عملية السلام وتسعى الى التوصل الى تهدئة دائمة بين حركة حماس واسرائيل. وقال ابوالغيط من جهة اخرى انه "من المبكر" التعليق على فرص مفاوضات السلام بين اسرائيل وسوريا. ويتوقع بعض المحللين ان تدفع الادارة الاميركية الجديدة هذه المحادثات معتبرين انها واعدة اكثر من المفاوضات على المسار الفلسطيني. وقال ابو الغيط "يجب ان نركز اولا على فترة التهدئة الطويلة (في قطاع غزة). ويجب ان نعمل على المصالحة بين الفلسطينيين انفسهم". وقد توقفت الحرب في غزة في 18 كانون الثاني/يناير اثر اعلان اسرائيل وقف اطلاق نار احادي الجانب وتلتها حماس لكن التقدم نحو الاتفاق على تهدئة دائمة كان بطيئا. لكن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق قال الخميس ان مصر ستعلن خلال 48 ساعة اتفاقا على تهدئة لمدة 18 شهرا بين حماس واسرائيل في قطاع غزة. وقال ابو مرزوق "اعطينا موافقتنا على تهدئة مع الطرف الاسرائيلي لمدة عام ونصف العام". واكد مسؤول حماس ومقره في دمشق، ان الاتفاق ينص على "فتح المعابر الستة بين غزة واسرائيل ووقف اي نشاط عسكري او اعتداءات". واضاف ان مصر سوف تعلن التهدئة بعد اتصالات مع الفصائل الفلسطينية الاخرى والطرف الاسرائيلي. وتنص خطة التهدئة المصرية كذلك على المصالحة بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ حزيران/يونيو 2007 وحركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتشكيل حكومة يعترف بها المجتمع الدولي. وقال ابو الغيط كذلك ان التركيز يجب ان يكون على مؤتمر اعادة اعمار غزة الذي تستضيفه مصر في الثاني من اذار/مارس. واكد ابو الغيط ان كلينتون "ستأتي الى القاهرة في الثاني من اذار/مارس. ننتظر الكثير من الالتزامات من الجميع والكثير من التعهدات في مجال اعادة الاعمار". وتمتنع وزارة الاميركية عادة عن الكشف عن برامج سفر الوزيرة الا عندما يقترب الموعد لكن مسؤولا في وزارة الخارجية توقع ان تشارك في المؤتمر. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس ان "وزيرة الخارجية ترغب في الذهاب الى القاهرة ونحن نعمل على انجاز التفاصيل".