ينطلق السبت القادم مؤتمر الحوار الوطني في رحاب مجلس الشورى وبمشاركة واسعة من قوى المجتمع سياسية ومدنية واجتماعية حيث سيشارك في فعاليات المؤتمر ستة ألاف شخصية من السياسيين والبرلمانيين ومناضلي الثورة وممثلي السلطة المحلية والأطر المهنية والنقابية والإبداعية والشبابية والمرأة. إن ما تمر به البلاد في الفترة الراهنة من أزمات سبق وعانت مثلها خلال فترات ومراحل سابقة لكن الحوارات وتقديم التنازلات المتبادلة كانت دوماً حاضرة للخروج من هذه الأزمات، وهو ما نحتاج إليه الآن للخروج من الأزمة الحادة بين أطراف العملية السياسية اليمنية وأمر كهذا بالإمكان الوصول إليه إذا ما احتكم الجميع للعقل والمنطق وتم إعطاء حيز واسع للعقل الواعي وليس للعواطف المتأججة أو المصالح الضيقة. نحن في أمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى لكي يعمل الجميع بإخلاص وأمانة ومسئولية مع بعضه البعض، وليس ضد بعضه البعض انطلاقاً من الحرص على مصالح الجميع وبما يلبي رغبتهم في الخروج من ما نعيشه من أزمات، الأمر الذي يتطلب من كافة القوى الوطنية داخل الساحة اليمنية الإيمان بأن الحوار الوطني العام والشامل، هو المخرج العملي من الأزمات التي تعيشها البلاد، والبداية تكون بفهم حقيقة المشكلة اليمنية الراهنة، والبحث في الأسباب الأساسية والحقيقية التي أنتجت هذه المشكلة وأدت إلى تفاقمها وتعقيدها، وهذا لن يتم إلاّ عن طريق إجراء حوار صادق ومسئول يستوعب كل أطياف العمل السياسي في البلاد، ويستوعب كل الآراء بشفافية مطلقة في إطار التمسك بالثوابت الوطنية (الجمهورية والوحدة والديمقراطية). إن البدء بصفحة جديدة في حياة الوطن يتطلب من كافة الأطراف المتحاورة إثبات النية الصادقة، وتكثيف الجهود المخلصة لإيجاد الحلول الصائبة والواقعية لما نعانيه من أزمات، بالإضافة إلى توفر الإرادة السياسية والرغبة الحقيقية في حوار وطني يتسم بالجدية والوضوح والشفافية تُطرح فيه مختلف القضايا الخلافية على الساحة اليمنية، ويتم تقديم كل التنازلات المطلوبة بما يخدم مصلحة الوطن حتى يخرج الحوار بنتائج إيجابية تستطيع معه القوى السياسية أن تنعم بجو ديمقراطي مناسب، ويتنفس معها المجتمع بكل فئاته الصعداء للخروج بالوطن من عنق الزجاجة والنأي به عن المنزلقات الخطيرة التي قد تهوي به في حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه اليوم. [email protected]