أعتبر عبدالملك المخلافي الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ما يحدث في العراق من مقاومة للاحتلال هو بمثابة (انتفاضة وبداية ثورة)، وأن الرهان العربي على العراق في رفض الاحتلال ومقاومته كان رهاناً صحيحاً، وأن الاحتلال في مأزق كبير اضطره لمهادنة الفلوجة، ثم جعله يقف على أبواب النجف عاجزاً عن دخولها. وقال المخلافي في حلقة حوار على فضائية (المنار) مساء أمس : (إن العراق بعد عام على الاحتلال قد انتفض في مختلف مدنه ومناطقه، وبدأ يلتف حول رموز سياسية ودينية لها خط واضح في رفض الاحتلال وعدم التعاون معه، والتأكيد على حق الشعب العراقي في الحرية والاستقلال). وأضاف: (إن هذه الانتفاضة هي تأكيد لأننا كنا نراهن على شعب العراق بأنه لن يقبل الاحتلال وسوف يواجه هذا الاحتلال – كان رهاننا صحيحاً، لأن العراق له تاريخ مجيد وعظيم) مشيداً بدور العراق في الدفاع عن الأمة. وأكد المخلافي: (أن المشروع الأمريكي في مأزق، وأعتقد أن المفاوضات مع الفلوجة- كما قال الحاكم العسكري الأمريكي بول بريمير، حتى وأن سمي مدنياً- والقوات الأمريكية على أبواب النجف عاجزة، لا تستطيع أن تعود ولا تستطيع أن تدخل تدل على المأزق الأمريكي، فإنها دخلت وضع لم تكن تدركه، وغير قادرة على قراءته قراءة صحيحة) مشيراً إلى: (أن شعب العراق أهدى، وهو الذي احتلت أرضه ونُهبت ودُمرت وعانى ما عانى من ويلات، أهدى للأمة العربية والإسلامية مقاومة سوف تتسع وتكبر، فهو يدافع عن الأمة لأن المشروع الأمريكي لم يأتي فقط من أجل العراق، فهو استهدف العراق بحكم ثقله، وما يمتلكه من خيرات وثقل تاريخي، ومعنوي، وانما كان الاحتلال يريد هنا مدخل للسيطرة على الأمة). وأنتقد المخلافي أولئك الذين يتحدثون عن المشروع الديمقراطي الأمريكي (ويبشرون بالحرية الأمريكية) واصفاً إياهم بأنهم (رُسل المشروع الأمريكي، وانهم مجرد أدوات له، ولا يمكن أن يكونوا منتمين انتماء حقيقي لا لأمتهم ولا لقضية الحرية والديمقراطية) مبرراً ذلك (لأنه لا يجب الكيل بمكيالين في قضية الحرية والديمقراطية) مستهجناً بشدة جرائم الاحتلال والاعتقالات وكبت الحريات، مشيراً إلى (أنهم ارتكبوا كل ما قالوا أنهم جاءوا لتحرير الشعب العراقي منه) وأن (الانتفاضة كشفت الأوهام التي سوقوها وفضحتها ليس على المستوى العراقي ولكن على المستوى العربي والإسلامي، وكشفت هؤلاء الذين روجوا للديمقراطية الأمريكية). كما أشار المخلافي بما أسماه (ظاهرة السيد مقتدى الصدر) وأنها كانت واضحة المعالم، وليست وليدة الانتفاضة، بل (كان هناك وضوح بأن هناك خط يرفض الاحتلال..) معتقداً أن (الأمريكان كانوا يريدون القضاء على هذه الظاهرة في وقت مبكر، لأنها لو استمرت في تصعيد مواقفها ستكون قيادة لكل العراقيين..) مضيفاً بأن السيد الصدر (ظاهرة مبشرة بمقدمة لمشروع سياسي سوف يجبر المحتل على الانسحاب..) منوهاً إلى أن أول بشائرها هو أن التحالف بدأ ينفرط.