لاتكاد تمر ذكرى السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م إلا ونجد لغة التحريض تتصدر الخطاب السياسي ضد أسرة حكمت اليمن لعقود من الزمن وهي أسرة آل حميد الدين حتى بعد مضي واحد و خمسون عاما على إنهاء حكمها الملكي واستبداله بالنظام الجمهوري ووفاة رموزها من اللذين حكموا اليمن , ولم يتبقى إلا أحفادهم يعشون في المنفى والسؤال الذي يضع نفسه هل إثارة الكراهية والبغض لأسرة أيا كانت وكان لها شرف حكم اليمن سيحل مشاكل وقضايا الوطن الراهنة والمستعصية والمتمثلة في الفقر وانتشار الأمراض وانعدام العدل والأمن والاستقرار ؟ بالتأكيد الإجابة بالنفي فضلا عن المحاولة للهروب من استحقاقات الحاضر المعيشية والأمنية لتحميل نظام انتهى منذ نصف قرن ! لكن هذا الخطاب كان يلقى قبولا لدى البعض قبل أربعة عقود لأسباب متعلقة أغلبها الحلم بالعيش في دولة الرخاء والتقدم لم يتحقق هذا الأمل على ارض الواقع وبالتالي لم يعد مستساغا هذا النوع من الخطاب التحريضي وتحميل إخفاق الحاضر للماضي بقدر ما يحدث ردة فعل عكسية! إننا اليوم بحاجة إلى خطاب متزن ومسئول وعمل يؤسس لبنيان دولة تحفظ لليمنيين كرامتهم تدفن الماضي بكل صراعاته والتوجه صوب المستقبل وإرساء أسس العدالة والمواطنة المتساوية وتضميد الجراح وتحقيق المصالحة الوطنية ومن ضمن قضايا المصالحة هو الكف عن التحريض ضد أسرة آل حميد الدين وغيرها من الأسر التي تعاقبت على حكم اليمن في شماله وجنوبه والعمل على بث ثقافة التسامح والتعايش , وعودة أبناء تلك الأسر إلى الوطن وتسليم ممتلكاتهم الشخصية أو تعويضهم عنها . إن الأمل يحدونا بعد هذه المتغيرات على الساحة أن يتغير منهج الإقصاء والتهميش والعزل وان يشارك كل أبناء الوطن في بناءة على قدم المساواة وتكافؤ الفرص , وعودة الأسر اليمنية المنفية سيكون عامل استقرار للوطن ومن ضمنها أسرة آل حميد الدين الذي لم يعد يوجد مبرر لعيشها في المنفى أو الخوف من عودة الحكم الملكي وأن آ ل بيت حميد الدين مازالوا يؤمنون بهذا المشروع السياسي بالرغم من التغير الحاصل في بنية العقل اليمني بشكل عام وعدم قبوله لهذا النوع من الحكم فضلا عن إدراك النخبة المثقفة من تلك الأسرة لمعطيات الواقع وتطور تفكيرها وقد قال أحد أحفاد الإمام يحيى حميد الدين رحمه الله وهو الباحث عبد الله محمد حميد الدين في حوار أجرته صحفية الشارع منتصف يونيو عام2011م " أن لا أحد في أسرته يفكر بإعادتها، لأنها-أي الإمامة- مرحلة تاريخية مضت، كانت تتلاءم مع ظرف تاريخي واجتماعي وسياسي وثقافي من نوع ما. ولكنها اليوم لا يمكن أن تتوافق معه ولكن يجب أن نثق بأن اليوم الحكم للشعب" وأصبحت الدعوة اليوم إلى تجاوز مخلفات الماضي وخلافاته وترسباته وطويها ضرورة وطنية خاصة ونحن على أعتاب مرحلة جديدة ومفصلية في تاريخ اليمن لرسم ملامح المستقبل المنشود الذي يجب أن يشارك كل أبناءة في صنعه تحت مظلة ومبادئ العدل والديمقراطية والمساواة والحرية .
-- عبدالواحد الشرفي رئيس الدائرة الاعلامية لحزب الحق