· يبدو أن البعض من زملائنا أصبحوا يعشقون سماع أو ترديد أخبار المفخّخات والتفجيرات , وبالتالي لا يتوانى في نشر معلومات من نسيج خياله على صفحات التواصل الاجتماعي " facebook" ليربك الناس ويزعج أبناءنا المغتربين في دول الجوار . لهؤلاء نقول: · إن الصحافة والإعلام والنشر مسؤولية قبل كل شيء ومصداقية أيضاً وجدّية ولا مجال للمزح والإلهاء ولابد من الحرص وتقصّي المعلومات قبل النشر والتأكد من المصدر ومعرفة ميوله ورغباته واتجاهاته قبل الاعتماد عليه ، لأن الخبر حينما ينشر يصبح للجميع وليس مخصصاً لشريحة معينة أو فئة من المجتمع وحسب دون غيرها .. · في هذا الاتجاه بإمكاننا أن نسوق العديد من الأمثلة سواء لبعض المواقع الالكترونية الإخبارية المحلية أو لبعض الصحف المحلية الأهلية والخاصة والمستقلة التي لا تجد نفسها إلا في أدران الإثارة المدغدغة للعواطف المأزومة مكسبه حرية التعبير دلالات منقطعة الصلة عن جوهر رسالتها النبيلة والمجسدة للديمقراطية بملامستها السطحية الفجّة وغرقها في وحل الابتذال والمزايدة الرخيصة , معتمدة الإساءة منهجاً لها وملحقة الضرر ليس فقط بالأشخاص والجهات ، ولكن تتعمد الإساءة للوطن كله ، ونفس الشيء ينطبق على قلّة قليلة من مراسلي وسائل الإعلام الخارجية العربية والأجنبية الذين لم يميّزوا مابين أخلاقيات ممارسة المهنة الصحفية والالتزام الوطني واللهث وراء الكسب المادي والشهرة على حساب مصلحة الوطن حين حوّلوا عملهم الإعلامي إلى متاجرة , متجردين من أي مسؤولية وطنية أو وازع ضمير تجاه سمعة ومكانة وطنهم .. ملحقين الضرر بمصالح أبنائه إرضاءً لتوجيهات تلك الوسائل الإعلامية التي يعملون بها . · هل وصلت الأمور إلى هذا الحد من التهريج وغياب المسؤولية والأمانة الصحفية ... اذ لابد من إعادة النظر بممارسة مهنة المراسلة الإعلامية لوسائل الإعلام الخارجية قبل المحلية وكذلك تنظيم ما ينشر في الصحافة الالكترونية بشكل صحيح يواكب التطورات الإعلامية والمتغيرات والتي بكل تأكيد يصعب معها حجب المعلومة ولكن دون أن يعني التجرد من المسؤولية الوطنية والأخلاقية . والله من وراء القصد ..
