مرحباً بك في عالم التطوير و التغيير , فمع مرور الأيام و السنين يتراءى للإنسان قول الحق تبارك وتعالى (سنريهم أياتنا في الأفاق وفي أنفسهم) فصلت:35 وقال تعالى (وفي الأرض أيات للموقنين ,وفي أنفسكم افلاتبصرون)الذاريات فالكون الداخلي للإنسان لايقل إثارة وإعجابا عن العالم الخارجي . و النفس الإنسانية عالم فسيح ,رحب,مثير,فإضافة إلى سر الحياة , وخصوصية ودقة الأعضاء في جسم الإنسان تركيباً و توضيفاً و تناسقها في نظام بديع فإن للإنسان كذلك إدراكاً وشعورا, و عواطف وأحاسيس , وقدرة على التفكير و التذكر و التخيل وأيضا سلوكا مميزاً عن بقية الخلائق , مما يجعله أعجوبة للمتأملين وأية للناظرين . وكما أن للكون الخارجي قوانين تحكمه وسنن تنظمه وضعها الله عزوجل وجعل للإنسان سلطاناً في الكشف عنها ولأستفادة منها . فكذلك الكون الداخلي للإنسان تحكمه قوانين وتضبطه سنن أودعها الله فيه , وهيا للإنسان مقدرة الكشف عنها ولأستفادة منها انطلاقاً من قوله تعالى (إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا مابانفسهم)الرعد ولقد وفقك الله تعالى بحضورك هذا الشهر الكريم الذي يمدك بوسائل و طرق تعينك على تغيير النفس وإصلاح التفكير وتهذيب السلوك. فاشهر رمضان شهر التغيير و التطوير والتأمل فهو فرصة عظيمة لشحذ الهمة و تهذيب السلوك , وتنقية العادات , وتنمية مهاراتك وقدراتك وأكتساب قدرة حقيقه على تحمل العبادة و الأستمتاع بها و الأمتناع عن الشهوات . فهذا الشهر الكريم فرصة لتعلم سلوك جديد مرغوب فيه.و التخلص من السلوك الغيرمرغوب فيه. فكم من الناس تغيرة حياتهم إلى الأفضل في هذا الشهر العظيم شهر الرحمة و المغفرة و العتق من النار. فهيا بنا إلى استعلال ما بقي من رمضان ولاتحزن على مافات اذا لم تكن أصلحة العمل فيه إذا كان الأمس ضاع ........ .......... فبين يديك اليوم وإذا كان اليوم سوف يجمع أورقه ويرحل ....... فلديك الغد.. لاتحزن على الأمس فهو لن يعود....... ولاتأسف على اليوم فهو راحل واحلم بشمس مضيئة في غد جميل * المدرب والمحاضر الدولي في التنمية البشرية