قتل مسلحون مجهولون ستة من عناصر قوات الصحوة في ديالى، فيما تم اغتيال شيخ بارز في عشيرة البوحمدان، كما شهدت مناطق بشمال بغداد حوادث اغتيال مشابهة، في مؤشر خطير على عودة فرق الموت الطائفية لتضرب بقوة مثلما فعلت عامي 2006 و2007. وينظر على نطاق واسع إلى أن بدء سحب القوات الأمريكية المقاتلة سيترك فراغا أمنيا كبيرا من شأنه أن يزيد من وتيرة أعمال العنف، في حين يطالب غالبية الأمريكيين بضرورة الخلاص من هذا البلد وعدم العودة إليه حتى وإن انهار وسقط في فوضى طائفية. وزادت خلال الأسبوع المنقضي أعمال العنف بشكل مروع، حيث شهدت عدة مناطق عمليات تفجير دامية راح ضحيتها المئات بين قتلى وجرحى، لكن الأخطر من التفجيرات هو عودة فرق الموت الطائفية لتنشط بقوة وتمارس عمليات الاغتيال والتصفية لشخصيات ليست على وفاق مع العملية السياسية التي صنعها المحتل الأمريكي واستفادت منها نخب سياسية موالية لايران. العرب اونلاين وذكرت مصادر الشرطة أن نجل شيخ عشيرة بارز قتل برصاص مسلحين في مدينة أبو غريب غربي بغداد. وقالت المصادر إن مسلحين مجهولين قاموا بعد منتصف الليلة قبل الماضية باقتحام منزل عبد الله حاتم درع، نجل الشيخ حاتم درع رئيس عشيرة البوحمدان، في أبو غريب وأطلقوا النار عليه وأردوه قتيلا ولاذوا بالفرار. وفي سياق عمليات الاغتيال، أعلن نائب رئيس المجلس المحلي لديالى صادق جعفر، أن مسلحين قتلوا حارسين مكلفين بحماية مكتب قوة الصحوة بالقرب من المقدادية، ثم قاموا بعد ذلك بإطلاق النار على الأربعة الآخرين بينما كانوا نائمين منتصف ليل الأربعاء فقتلوهم. وذكر مسؤول بوزارة الداخلية وبمحافظة ديالى أنه تم إحباط هجوم ثان وقع في نفس التوقيت على مجموعة أخرى لقوات الصحوة في نفس المحافظة وقتل فيه أحد المهاجمين وألقي القبض على اثنين آخرين. ويجيء الهجومان بعد يوم واحد من قيام مسلحين بتنفيذ سلسلة هجمات متزامنة على أفراد من الشرطة في أماكن مختلفة أسفرت عن مقتل 62 شخصا في تفجيرات وهجمات بسيارات ملغومة وإطلاق رصاص. ووقعت هذه الهجمات بعد أيام من إنهاء قوات الاحتلال الأمريكية مهامها القتالية تمهيدا للانسحاب الكامل من العراق العام المقبل. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد وعد الناخبين الأمريكيين بإنهاء الحرب في العراق وحدد نهاية الشهر الجاري مهلة لتخفيض عدد القوات الأمريكيةبالعراق إلى 50 ألفا. وعشية خطاب لأوباما من المتوقع أن يلقيه الثلاثاء المقبل، أظهر استطلاع للرأي أن غالبية الأمريكيين تعارض تجديد العمليات القتالية في العراق حتى لو كانت القوات "العراقية" غير قادرة على الحفاظ على الأمن، كما زادت نسبة الأمريكيين الذين يرون أن الولاياتالمتحدة باتت أقل أماناً والشرق الأوسط أقل استقراراً كنتيجة للحرب في العراق. وبحسب استطلاع أجراه مركز "غالوب" بالتعاون مع صحيفة "يو أس إيه تودي" الأمريكية يومي 21 و22 آب- أغسطس ونشرت نتائجه الخميس فإن 63 بالمئة من الأمريكيين يعارضون أن يكون للولايات المتحدة من جديد دور في العمليات القتالية في العراق، مقابل 33 بالمئة يؤيدون ذلك.