عاودت ظاهرة القرصنة في خليج عدن مجددا بشكل يثير القلق رغم انخفاضها في الربع الأول من العام الجاري بنسبة 34 بالمائة مقارنة بالعام الماضي ربما يعود السبب للتواجد المستمر لسفن البحرية للقوات الدولية في خليج عدن التي طالما يشكو منها الصيادون اليمنيون . وكانت اخر عملية نفذها القراصنة الصوماليون اختطف قارب صيد يمني في البحر الأحمر الجمعة الماضية وعلى متنه 7 بحارة, واتجهوا به نحو الساحل الصومالي. و نقلت وزارة الداخلية في موقعها على الانترنت بأن القارب المختطف من نوع فيبرجلاس وقمة 215/3 ويحمل اسم الظافر ,وقد أختطفه القراصنة الصوماليين أثناء وجوده في جزيرة (كعال فرعون) اليمنية واتجهوا بقارب المخطوف إلى منطقة (بلمك) الصومالية مع بحارته السبعة. وذكرت شرطة خفر السواحل بقطاع البحر الأحمر أن الإجراءات متواصلة لاستعادة قارب الصيد اليمني مع بحارته واحتجز صوماليون الاربعاء الماضي سفينة يمنية تحمل اسم (الأسعى) وفقا لشرطة خفر السواحل ونقل المركز الاعلامي الامني عن قطاع خفر السواحل بأن قراصنة صوماليين استولوا على السفينة بعد أن أبحرت من ميناء المكلا قاصدة ميناء عدن، وهي تحمل على متنها بضائع متنوعة، بالإضافة إلى 9 بحارة يمنيين، تم اختطافهم مع السفينة .. مؤكده وجود السفينة المخطوفة (الأسعى) في منطقة قرطاء في شمال الصومال. وأشارت شرطة خفر السواحل بقطاع خليج عدن إنها ستعمل على كشف مصير السفينة المخطوفة على ضوء المعلومات التي وردت إليها، قائلة بأن الإجراءات في هذه القضية متواصلة. القرصنة اثرت على ميناء عدن من جانبه قال المحامي محمد عبد المجيد الحريري مدير الشؤون القانونية بمؤسسة موانئ خليج عدن والمترافع امام المحاكم الدولية ان قضية القرصنة في خليج عدن لم تعد شئنا محليا بل اصبحت قضية دوليه ولها ابعاد كبيرة ومتشعبة .. مشيرا الي تواتر الاخبار بشكل يومي عن اختطاف السفن المحلية والاجنبية في خليج عدن واوضح في تصريحه الي اخبار عدن بان ظاهرة القرصنة كان لها اثر كبيرا على اليمن والدولة المطله على البحر الاحمر وعن مدى تأثير القرصنة على مؤانئ عدن قال الحريري انها تسببت في اعاقة السفن الوافده الي الميناء بغرض التزويد بالوقود وكذلك الخطوط الملاحية المرتبطه نشاطها بميناء عدن وادى ذلك الي الحاق ضرر على الاقتصاد الوطني فضلا عن الامتداد الواسع لهذا التأثير منها ارتفاع التامين على السفن . ودعا اعادة صياغة تشرعات واضحه للمحاكم الدولية للحد من تلك الظاهره .. مشيرا الي مجلس الامن الدولي منتصف الاسبوع الماضي لانشاء محاكم خاصة للقرصنة لسد فجوة في الجهود الدولية لمواجهة الهجمات المكلفة على السفن التجارية قبالة الساحل الصومالي . وطلب القرار الذي أعدته روسيا واقره المجلس بالاجماع من بان جي مون الامين العام للامم المتحدة تقديم تقرير خلال ثلاثة اشهر عن سبل محاكمة القراصنة الذي يطلق سراح البعض منهم حاليا حتى بعد القبض عليهم. وعبر القرار الذي يمثل مبادرة روسية نادرة الحدوث عن القلق تجاه مثل هذه الحالات ووصفها بأنها فشل "يقوض جهود المجتمع الدولي لمكافحة القرصنة." محاكمة القراصنة المحكمة الجزائية المتخصصة بمحافظة عدن عقدت الاسبوع الماضي جلستها الثانية برئاسة القاضي محمد احمد الابيض رئيس المحكمة للنظر في القضية الجزائية رقم 11 لعام 1431هجرية مثل فيها امام المحكمة 11 قرصانا من اصل 13 وجهت النيابة لهم بممارسة القرصنة واختطاف السفن الاجنبية والأقليمية . واستعرضت المحكمة سيدي مصور قدمه وكيل النيابة وليد احمد جازم يوضح عملية القبض على المتهمين والاسلاحه المضبوطة بحوزتهم تتمثل في 10 قطع سلاح كلاشنكوف وثلاث قذائف ار بي جي واجهزة اتصالات لا سلكية . وواجهت المحكمة المتهمين باعترفاتهم في شريط مصور بعد القبض عليهم غير ان معظمهم انكر التهم المنسوبة اليهم مؤكدين بان ماجاء في السيدي كانوا مجبرين على قول ذلك . وقررت المحكمة في نهاية الجلسة الافراج عن المتهم حريد محمد موسى بضمان حضوري من قبل مسئول المنظمة السامية للاجئين الصومالبعدن كون المتهم من احد االلاجئين الصومال في اليمن. وطالب رئيس المحكمة الابيض من وكيل النيابة احضار السلم المضبوط مع المتهمين بعد تشكيك محامي المتهمين ورئيس المحكمة معا بان السلم المعروض في سيدي لا يطابق السلم الذي احضرته النيابة في الجلسة السابقة . ومن المتوقع ان تستأنف المحكمة جلستها القادمة في 18 / 5 / 2010م كما وتنظر المحكمة ذاتها في قضية اخرى تتهم النيابة الجزائية 7 صوماليون في ممارسة القرصنة واختطاف السفن الاقليمية والاجنبية . وليست هذه العملية الاولى والاخيره التي تستهدف فقد سبق احتجاز سفن يمنية من جانب القراصنة الصوماليين الذين يجوبون خليج عدن. ووقعت ايضا زوارق صيد يمنية في ايدي هؤلاء القراصنة. وفي اليوم الثاني من استهداف السفينة اليمنية (الأسعى) اختطف قراصنة صوماليون ناقلة نفط روسية على مقربة من المياة الاقليمية اليمنية وعلى متنها طاقم من 23 روسيا ونفط خام بقيمة 52 مليون دولار. وكانت الناقلة موسكو يونيفرستي ترفع العلم الليبيري مبحرة باتجاه الصين من السودان، وتحمل نحو 100 ألف طن من النفط الخام، عندما اختطفت على بعد 565 كلم من السواحل اليمنية. ويتواجد في خليج عدن عدد من البوارج الحربية والبحريه تعمل على مكافحة القرصنة وحماية السفن والبواخر التجارية المارة عبر طريق خليج عدن والممر المائي الدولى في حين لم يدر بخلد الصيادون اليمنيون بان القوات الدولية المتواجده في خليج عدن ستكون خطرا على حياتهم لكن الواقع اليوم اثبت ذلك وصار الصيادون في مرمى نارين نار القوات الدولية ونار القراصنة الصوماليون فقد بلغت عدد العمليات التي استهدفت الصيادون 69 اعتداء من قِبل القراصنة الصوماليين والبوارج الحربية متعددة الجنسيات ذهب ضحيتها 114 صياداً بين قتيل وجريح وخسائر مادية كبيرة. وفقا للصيادين فأن تلك الاعتداءات جرت بعضها داخل المياه الاقليمية اليمنية في ظل غياب كامل للجهات المختصة والأجهزة المعنية خاصة في سواحل محافظات شبوة والمهرة وحضرموت وأبين وعدن. وحذر الصيادون من خطورة استمرار انتهاكات البوارج الحربية للمياه الاقليمية، وطالبوا الحكومة بسرعة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المياه الاقليمية اليمنية وحياة الصيادين الذين يتعرضون للقتل واختطاف ونهب وتدمير لقواربهم على أيدي القراصنة والقوات متعددة الجنسيات. وكان وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي قد بحث مع سفراء دول "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وروسيا واليابان والهند والصين"حوادث الاعتداء التي تعرض لها الصيادون اليمنيون من قبل بعض البوارج الحربية التي تقوم بمكافحة القرصنة في خليج عدن والمحيط الهندي . وقدمت وزارة الخارجية في وقت سابق احتجاجا على تصرفات بعض البوارج الحربية مشيرة إلى اليمن طلب من سفراء الدول التي اعتدت بوارجها على صيادين يمنيين إجراء تحقيقات حول تلك الحوادث واتخاذ الإجراءات بحق المتسببين حياة عدن