د.أبوحورية: حضرموت أنجبت العديد من فرسان الكلمة وأئمة الخطابة والوعظ دعا محافظ حضرموت سالم أحمد الخنبشي كافة الأطياف السياسية في بلادنا إلى الحوار كونه الفيصل الوحيد لحل الكثير من المشكلات والقضايا الشائكة بما يهدف إلى استتباب الأمن وإشاعة أجواء الطمأنينة بين أوساط المجتمع اليمني والدفع بعجلة التنمية ، مشددا على ضرورة طاعة ولي الأمر والبحث في إصلاح الفساد ومحاسبة الفاسدين كون الخروج على الحكام يسهم في تفريق الكلمة وشق الصف وإثارة النعرات الطائفية والصراعات المذهبية وفتح المجال أمام المتربصين باليمن بشكل عام وحضرموت على وجه الخصوص جاء ذلك في كلمته التي ألقاها صباح اليوم في حفل افتتاح الدورة التدريبية الثالثة لخطباء المساجد بالجهورية والتي تنظمها على مدى ستة أيام الهيئة الوطنية للتوعية بمشاركة مائة خطيب من تسع محافظات. وأشاد المحافظ الخنبشي بدور الهيئة الوطنية للتوعية وكافة برامجها ونشاطاتها الداعية إلى الوسطية والاعتدال ونشر مبادئ وقيم التسامح والمحبة والإخاء بين أوساط المجتمع ودورها في خلق وعي ديني ووطني لتعميق مبادئ الاعتدال ونبذ أفكار التطرف والغلو والإرهاب. وأكد المحافظ أن الهيئة الوطنية للتوعية استطاعت أن تحقق الكثير من الأهداف والمهام الوطنية التي أوكلت إليها الأمر الذي مكنها من احتلال دور ريادي بين مؤسسات مختلفة في بلادنا داعيا كافة شرائح المجتمع إلى اتخاذ سبيل الوحدة وجمع الكلمة ورفض المؤامرات التي تحاك ضد الوطن. واستعرض الخنبشي في كلمته أبرز محاور الدورة فيما يخص تطوير رسالة المسجد الذي يعد محور الارتكاز لنشر تعاليم ومبادئ القيم الإسلامي النبيلة بوصفه جامعة علمية مهمة لإدارة شئون الدولة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ، مؤكدا أن دور المسجد يتعاظم كونه يساهم في ترسيخ دعوات التسامح وتعميق الولاء وإشاعة المحبة والإخاء. ووقف محافظ حضرموت أمام الآثار المدمرة لظاهرة الإرهاب مذكرا بماشهدته حضرموت من أعمال إرهابية ساهمت في عرقلة حركة التنمية ودعا خطباء المساجد والعلماء إلى تحمل مسئولياتهم تجاه محاربة هذه الظاهرة التي بدأت تستهدف الآمنين وتروّع الأطفال والشيوخ والنساء ، وشدد على ضرورة درء الفتن ورفضها بوصفها الوقود لكثير من الصراعات ولمالها من صلة في إحداث الفرقة والخلاف وشق الصف وإشاعة الكثير من المفاسد ، مضيفا أن على الخطباء مهام جسيمة كون مهنة الخطابة أمانة في أعناقهم فهم مسئولون عن إيضاح الكثير من المغالطات والشائعات التي يروج لها البعض مستغلين الأوضاع الذي تعيشها بلادنا لتحقيق مآرب شخصية ولتنفيذ أفكار وتوجهات خارجية تسعى لتمزيق اليمن وإشاعة الحروب والفتن ، وطالب الخطباء بتعريف الجيل الجديد بالمكاسب والمنجزات التي تحققت للوطن منذ تحقيق الوحدة اليمنية وقطع الطريق أمام كل دعوات الهدم والتحريض التي تتبناها بعض الشخصيات والمؤسسات. بدوره أثنى النائب الأول للمدير التنفيذي للهيئة الدكتور عبدالله ابوحوريه على مدرسة حضرموت النموذجية التي أنجبت العديد من فرسان الكلمة وأئمة الخطابة والوعظ والإرشاد موضحا أن هذه الدورة تهدف إلى تزويد الخطيب بمهارات الخطاب الديني المعتدل والمساهمة في دراسة وتشخيص ظواهر التطرف والتعصب المذهبي والسياسي واستكشاف المتغيرات المرتبطة بها واقتراح الحلول والمعالجات بشأنها والإسهام بفعالية في تصحيح الأفكار والمفاهيم الخاطئة وتكوين وعي ديني ووطني يتسم بالوسطية والتسامح ونبذ العنف والإرهاب بكافة أشكاله والتواصل مع المجتمع بمايحقق الأمن والأمان لكافة شرائح المجتمع ، مضيفا أن الدورة تأتي ضمن خطة شاملة تتضمن أربع مراحل تنفذ خلال عامين يشارك فيها نحو عشرة آلاف خطيب بالجمهورية للتأكيد على أهمية دور الخطباء ورسالتهم التنويرية في المجتمع وأهمية الخطاب الديني المعتدل الذي يسهم في معالجة قضايا المجتمع بكافة أشكالها. وكان المشرف على الدورة الأستاذ محمد سعيد نجاد قد استعرض في كلمته أهداف الهيئة الوطنية للتوعية من تنظيم هذه الدورات التدريبية لبيان أهمية رسالة المسجد ودوره في تشكيل مفاهيم الوسطية والاعتدال والدعوة للحوار الجاد وتوحيد الكلمة إدراكا منها بأهمية دور الخطيب المؤثر في مختلف قطاعات المجتمع ، موضحا أن الهيئة تسعى إلى غرس قيم الإسلام السمحة الداعية إلى رفض تسييس القضايا ونبذ العنف وترسيخ قيم الولاء لله ثم الوطن وإبعاد المسجد عن الصراعات والمناطقية والطائفية ، مبينا أن الخطباء المشاركين يمثلون محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وأبين وصنعاء وذمار والجوف وريمة ومأرب والبيضاء والحديدة والمحويت يتلقون على مدى أسبوع معارف ومحاضرات حول رسالة المسجد والخطباء ورسالتهم التنويرية ودورهم في تجسيد قيم المحبة والتسامح ومبادئ الوسطية والاعتدال وإشاعة روح التكافل والدعوة إلى الوحدة ومواجهة قضايا الإرهاب وتبيان أسبابه ومخاطره وانعكاساته المدمرة على الوطن والمجتمع وأثر الفتنة والتطرف والغلو على السلم الاجتماعي. حضر افتتاح الدورة الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة خالد سعيد الديني ووكيل المحافظة أحمد جنيد الجنيد ووكيلا المحافظة المساعدان محمد سعيد باقطمي وعلي عمر باهيصمي وأعضاء الهيئة الإدارية والقيادات العسكرية والأمنية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية والأعيان.