كشفت مصادر أميركية رسمية عن تعاونا أميركيا مع دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا لتصعيد الضغوط على الرئيس علي عبد الله صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية خلال الأيام المقبلة. وقالت المصادر ان إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تفضل أن يقبل صالح بالمبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن، وقد أبلغته ذلك مرارا وانه بات هناك شعور في واشنطن بأن الحدث في حد ذاته لن يجلب النتائج المرجوة، مما يستوجب تصعيد الضغوط على الرئيس اليمني. ويجري مسؤولون أميركيون اتصالات مع نظرائهم من دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي منذ أيام، خاصة بعد اندلاع العنف في اليمن، حول طبيعة الضغوط على صالح وسبل ضمان انتقال السلطة في البلاد. وقال مسئول في البيت الأبيض لصحيفة الشرق الأوسط «إننا في تواصل مستمر مع دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي لمراجعة الخيارات المتاحة لزيادة الضغوط على الرئيس صالح، وهي خيارات عدة». وفي حين ترفض الإدارة الأميركية في الوقت الراهن تحديد إذا ما كانت ستفرض عقوبات على صالح وكبار المسؤولين في نظامه، هناك إصرار على أن تنحي صالح من السلطة يجب أن يتم وبأقرب فرصة ممكنة. وقالت المصادر انه في حال تم بحث عقوبات أو ضغوط اقتصادية على صالح، فإن هناك وعيا أميركيا بشدة الأزمة الاقتصادية في اليمن وانتباها إلى ضرورة عدم اتخاذ خطوات تزيد من الأزمة الداخلية الاقتصادية والسياسة، وهناك حرص أميركي على أن أية خطوة تقوم بها واشنطن يجب أن تأتي بناء على المشاورات مع دول الخليج، مع إبقاء التركيز على المبادرة الخليجية. وأكد المسؤول في البيت الأبيض: «إننا نؤمن بأن المبادرة الخليجية تشكل الفرصة الأفضل للشعب اليمني لتحقيق طموحاته». ويعتبر مساعد الرئيس الأميركي الخاص لمكافحة الإرهاب، جون برينان، المسؤول الأميركي المعني بالاتصال والتشاور مع صالح منذ زمن، خاصة خلال الأشهر الماضية. وأوضح مصدر مطلع على الملف اليمني في وزارة الخارجية الأميركية ان الإرهاب يشكل تهديدا لليمن والولاياتالمتحدة، وتوقع أن تكون أية حكومة بعد حكومة صالح شريكة في مكافحة الإرهاب، لأن هذا من مصلحة اليمن نفسه. وتعد واشنطن حاليا برنامجا متطورا لدعم الاقتصاد اليمني يمكن تطبيقه بعد تنحي صالح، بالإضافة إلى برامج تساعد المجالس المحلية في عدم إحداث فراغ أمني وحكومي بعده. وقال المسؤول في البيت الأبيض إن هناك مخاوف أوسع من قضية التطرف والإرهاب في اليمن، قائلا: «نحن قلقون جدا من الوضع الراهن؛ إذ إنه يؤجج التنافس القبلي القديم في اليمن الذي يزيد من تعقيد الامور. من جهة اخرى عبرت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية جينيفر راساميمنانا عن الاستياء الأميركي الشديد بشأن الاشتباكات الجارية بين مختلف الفصائل في صنعاء ومناطق أخرى في اليمن، وشددت انه لا يوجد خطط لإرسال قوات عسكرية أميركية إلى زنجبار عاصمة محافظة ابينجنوب اليمن، والتي سقطت في أيدي مسلحي القاعدة. ودعت راساميمنانا جميع الاطراف الى وقف العنف فورا، قائلة ان الوضع لا يزال متقلبا للغاية، وأن الإدارة الأميركية تراقب عن كثب التطورات الحاصلة في اليمن. وأضافت في حديث لصحيفة البيان أن العنف الحاصل يضر بأمن اليمن واستقراره ويخاطر في إبعاد مزيد من الشعب اليمني من تحقيق تطلعاتهم السياسية والاقتصادية. وأكدت على عدم وجود خطط أميركية لإرسال قوات عسكرية إلى مدينة زنجبار اليمنية التي تسيطر عليها الآن عناصر من القاعدة . وقالت راساميمنانا إن بلادها ستواصل دعمها ليمن موحد ومستقر. ودعت الحكومة اليمنية إلى بذل كل ما في وسعها لوضع نهاية سلمية للاشتباكات الحالية، قائلة بأن الشعب اليمني يستحق أن يعيش في بلد آمن ومستقر مع الحكومة التي تستجيب لإرادة الشعب. كما دعت الرئيس علي عبدالله صالح إلى أن يقدم فورا على التزامه نقل السلطة بطريقة سلمية ومنظمة. وعما إذا ما كانت الولاياتالمتحدة تخشى من تصدير القاعدة للمنطقة الخليجية كمحاولة قد ينتهجها الرئيس اليمني عبدالله صالح للضغط نحو بقائه في سدة الحكم، أكدت راساميمنانا على أن الولاياتالمتحدة لا تزال ملتزمة بدعم كافة الجهود الرامية إلى عرقلة شبكات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وعبرت الناطقة باسم الخارجية الاميركية ردا على سؤال بشأن التوجه الأميركي لإجبار الرئيس اليمني القبول بالمبادرة الخليجية التي أجهضها أكثر من مرة، عن استياء الولاياتالمتحدة من استمرار رفض صالح لمبادرة مجلس التعاون الخليجي، مضيفة بأنه من شأن هذه المبادرة أن تساعد في حل التحديات السياسية التي تواجه اليمن.