أكدت مصادر قريبة من الرئاسة لوكالة فرانس برس الأحد 5-6-2011 أن أحمد نجل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وقائد الحرس الجمهوري، موجود في قصر الرئاسة بينما نائب الرئيس عبد ربه منصور الذي يفترض أن يدير شؤون البلاد في غياب الرئيس بموجب الدستور، موجود في منزله. وكان اجتماع عقد الليلة الماضية ضم عبد ربه منصور مع أبناء وأخوة وأبناء أخوة الرئيس الذين يشغلون ارفع المناصب في المنظومة العسكرية والامنية في اليمن، دون أن يرشح أي شيء عن هذا الاجتماع، بحسب المصدر المقرب من الرئاسة. وذكر المصدر أن الاجتماع ضم نائب الرئيس مع أخوي الرئيس علي صالح الأحمر مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة وقائد العمليات العسكرية، ومحمد صالح قائد القوات الجوية. كما ضم نجله أحمد وابني أخيه طارق محمد عبد الله صالح قائد الحرس الخاص، وابن أخيه ويحيى محمد عبدالله صالح قائد الأمن المركزي. ويسود غموض حول رأس الدولة اليمنية بعد نقل الرئيس صالح الى السعودية للعلاج، فيما يحتفل الشباب الذين يقودون منذ أشهر انتفاضة واسعة ب"هروب" صالح وبما يعتبرونه "سقوطا للنظام". وفيما أكدت المعارضة اليمنية أنها ستعمل "بكل قوتها" على منع صالح من العودة، أكد متحدث باسم الحزب الحاكم طارق الشامي لقناة العربية أن الرئيس "سيعود خلال ايام" الى اليمن. وقد التقى السفير الامريكي في صنعاء الأحد نائب رئيس الجمهورية حسبما أفادت وكالة الانباء اليمنية. وذكرت الوكالة أن هادي استقبل السفير جيرالد فيرستاين وناقش معه "العديد من القضايا والموضوعات المتصلة بالمستجدات الراهنة على الساحة الوطنية". ولم يصدر أي بيان رسمي بشأن إجراءات إدارة شؤون البلاد في غياب صالح، فيما استمر التلفزيون اليمني ببث الاغاني المؤيدة للرئيس ،وفي الشارع، يحتفل الشباب ب"هروب" صالح، وب"سقوط النظام". وهتف عشرات آلاف المتظاهرين المتحمسين في ساحة الاعتصام في صنعاء "حرية حرية اليوم عيد الحرية" حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وهتف آخرون "خلاص، سقط النظام" وآخرون "اليوم يمن جديدة". وارتفعت أعداد المتظاهرين بشكل كبير اعتبارا من الظهر، وقام المحتجون بذبح المواشي وبتوزيع اللحوم احتفالا بمغادرة صالح ،أما في تعز (جنوبصنعاء)، فنظم الآلاف مسيرة وصلت إلى ساحة الاعتصام التي تمكن المحتجون من احتلالها مجددا بعد طردهم منها بالقوة الاسبوع الماضي. وحاولت قوات الامن المتواجدة بشكل خفيف في المدينة، إطلاق قنابل صوتية لتفريق المتظاهرين الا انها فشلت. وفي المدينة نفسها، قتل اربعة جنود من الحرس الجمهوري ومسلح مدني الأحد في اشتباكات عنيفة اندلعت في محيط القصر الجمهوري حسبما افاد شهود عيان ومشاركون في الاشتباكات. ومن جهته، أكد المتحدث باسم المعارضة اليمنية الأحد أن هذه الاخيرة ستعمل بكل قوتها لمنع صالح من العودة. وقال قحطان لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "نعتبر هذا بداية النهاية لهذا النظام المستبد الغاشم الفاسد" في إشارة إلى مغادرة صالح إلى السعودية. وردا على سؤال حول ما إذا كان صالح سيعود إلى اليمن برأيه، قال "بالنسبة لنا سنعمل بكل قوتنا لعدم عودته" مشيرا إلى أن "صفحته السياسية طويت منذ زمن". إلى ذلك، أكد قحطان أن المعارضة مستعدة للتعاون مع نائب الرئيس اليمني إلا أنه يجب على حد قوله إجبار أبناء الرئيس صالح على تسليم السلطة إليه. كما أكد أن المعارضة ستلتقي "في الساعات المقبلة" مع السفير الأمريكي الذي التقى صباحا نائب الرئيس اليمني، ومع سفير الاتحاد الأوروبي. وقال قحطان لوكالة فرانس برس "نحن على أهبة الاستعداد للتعاون مع عبد ربه منصور، ولكن الصعوبة تكمن في ما اذا كان الاولاد (أبناء صالح) مستعدين ليسلموا السلطة إليه". وتابع "لا بد أن يتم إجبار أولاد صالح على تسليم السلطة إلى عبد ربه منصور". وأصيب صالح الجمعة في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي ونقل ليل السبت الاحد إلى السعودية لتلقي العلاج مع مسؤولين كبار أصيبوا في الهجوم نفسه. وفي وقت سابق، أكدت مصادر مطلعة أن الرئيس اليمني سيُجري في العاصمة السعودية الرياض جراحة تجميلية نتيجة الجروح التي أصيب بها في وجهه ورقبته، فيما ذكرت شبكة "بي بي سي" أن صالح يعاني من شظية قرب قلبه وحروق من الدرجة الثانية في صدره ووجهه. وكان الرئيس اليمني قد وصل إلى قاعدة الملك خالد الجوية بالرياض على متن طائرة أقلته مع نحو 35 شخصاً من المسؤولين والمواطنين المصابين في الهجوم. وأكد مراسل "العربية" فجر الأحد أن صالح غادر الطائرة ماشياً على قدميه، ثم توجه إلى المستشفى العسكري في العاصمة السعودية لتلقي العلاج من إصابات في الرقبة والصدر وحروق في فروة الرأس، وأفادت مصادر طبية أن هناك شظايا في جسده. وكان 5 مسؤولين يمنيين آخرين وصلوا إلى السعودية في وقت سابق لتلقي العلاج، بينهم رئيس الوزراء علي مجور. وأفاد مراسل "العربية" أن طائرة تحمل أفراد عائلة الرئيس صالح تم تأجيل وصولها إلى السعودية. وصدر بيان عن الديوان الملكي في السعودية جاء فيه: "استجابة لرغبة الإخوة في الجمهورية اليمنية الشقيقة، فقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بإرسال فريق طبي متخصص، حيث قام بإجراء فحوصات طبية لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح وآخرين من مسؤولين ومواطنين ممن تعرضوا لإصابات مختلفة جراء الأحداث التي جرت مؤخراً، وبناءً على ما رآه الفريق الطبي من أنه من المناسب استكمال الرعاية الصحية التي يتلقاها فخامة الرئيس في أحد المراكز الطبية المتقدمة، وموافقة فخامته على ذلك ورغبته في أن يستكمل علاجه في المملكة العربية السعودية، فقد وصل فخامته إلى المملكة مساء هذا اليوم السبت 2/7/1432ه". وأضح البيان "كما أنه وبناءً على ما أبلغته حكومة المملكة لكافة الأطراف في الجمهورية اليمنية، من أن المملكة على استعداد لاستقبال المصابين ممن تستدعي حالاتهم العلاج خارج الجمهورية اليمنية، ولديهم الرغبة في القدوم إلى المملكة؛ فقد تم استقبال عدد من المسؤولين والمواطنين اليمنيين لتلقي الرعاية الطبية اللازمة". وأضاف البيان "وإن حكومة المملكة العربية السعودية إذ تتمنى الشفاء العاجل لفخامة الرئيس وكافة المصابين، ليؤلمها ما تتعرض له الجمهورية اليمنية الشقيقة من أحداث عنف، ترتب عليها سقوط القتلى والجرحى، وتهيب بكافة الأطراف ضبط النفس وتحكيم العقل لتجنيب اليمن الشقيق مخاطر الانزلاق إلى المزيد من العنف والاقتتال، سائلين المولى سبحانه أن يحفظ اليمن الشقيق وأن ينعم على شعبه العزيز بالأمن والاستقرار، إنه ولي ذلك والقادر عليه". إلى ذلك، ذكر مصدر سعودي أن السعودية توسطت في وقف جديد لإطلاق النار في اليمن بين اتحاد عشائري قوي وبين القوات الموالية للرئيس صالح ،وكان الجانبان قد اتفقا على هدنة الأسبوع الماضي بوساطة سعودية، لكنها لم تستمر سوى يوم واحد تقريباً، حيث بدأ الطرفان معارك جديدة في الشوارع في صنعاء قتل فيها عشرات الأشخاص. وقال مراسل "العربية" خالد المطرفي إن الحديث يدور في الأوساط السياسية عن وساطة سعودية في الملف اليمني نيابة عن مجلس التعاون الخليجي، وليس وساطة فردية.