هلا جنوب السودان ألدوله التي ولدت من رحم ألمعناه , وذالك الشعب الجريح الذي عانى التهميش والأقصى والتشريد على مدى 55 سنه من تاريخ دوله السودان الحديث ,تعاقبت الأنظمة وتغيرت الوجوه لكن التصرفات والعنصرية لم تتغير ,من إسماعيل الأزهري إلى عمر البشير وبينهما ظلما وتهميش وأقصى لشعب كامل ,وخلال هذا التاريخ لم يرقى سودانيا جنوبيا ليكون رئيس للوطن الذي يقال انه وطن لكل السودانيين ,هذه هي معضلة الفكر العربي الحديث والسودان راس حربه في ذالك ومازلنا ننتظر إن يلحق به المزيد . لقد انتظر شعب الجنوب 55 سنه وخسر السودان 2 مليون شهيد لكي يقتنع صانع القرار في الشمال استحاله اسمرار ذلك الوضع المساوي ,لماذا يا ترى نحن العرب بطئي الفهم ؟,وكم من الوقت يحتاج صانع القرار العربي للوصول لقناعة إن أرده الشعوب لا تقهر ,وان هناك فرق بين حكم شعب ورعاية قطيع من الخرفان ,متى يقتنع هولا باستحالة استمرار وحده بطريقه مشابهه ,لقد علمتنا التجارب إن الشعوب هي التي تحمي الأوطان وليس من يختفون وراء الأسوار ,و الوحدة لم تكن يوما وحده التراب إنها وحده القلوب وهو العمود الفقري لاستمرار أي دوله موحده ,ونحن نعيش هذه اللحظات الفارقة في تاريخ وطنا مازال هناك من يتحدث عن تعميد الوحدة بالدم ما الذي يريده هولا؟ ,وهل يجب التضحية باثنين مليون إنسان لكي تحترم أراده الشعب ونتبع طرق أخرى لمعالجه الأمور غير المفاخرة بالدماء التي تسيل وكأنه المنجز الوحيد للوطن . إنني كجنوبي في وطن يعاني أموار مشابه للذي يحدث في السودان ساورني الشك دوما حول التغيير في بلدي فهل ستتغير الأمور في هذا البلد أم إننا سنسير في ركب الدول الفاشلة ,لقد تعاقب على السودان الكثير من الوجوه والرؤساء والزعماء ,اليساري والقومي والإسلامي من إسماعيل الأزهري إلى عمر البشير إلا إن المعالجات ضلت دوما واحده ,وهذا يدفع للتساؤل مره أخرى هل ألشيطان في ألراس أم في الحاضنة الجغرافية التي تشيع فيها ثقافة النظرة الدونية للأخر , ونحن في الجنوب نتساءل دوما هل سيتحقق التغيير المنشود في حاله زوال النظام أم إننا سنتبع الطرق العربية المعتادة في استعاده الحقوق .