منظر رائع يتكرر يومياً قبل أذان المغرب في مدينة المكلا إنه منظر أولئك الشباب الذين يمدون إليك أيديهم بأكياسٍ من الماء والتمر وبعض الوجبات الخفيفة والابتسامة تملأ وجوههم إنهم المتطوعون من شباب المدينة في مشروع إفطار صائم على الطريق والذي تنفذه مؤسسة الفجر الخيرية الاجتماعية للعام الخامس على التوالي وتستهدف به شريحة من الصائمين هم بأمس الحاجة إلى شربة ماء وبضع تمرات عند سماع النداء لأذان المغرب مبشراً الصائمين بإكمال يوم صومهم وحلول فطرهم . فقبيل دقائق من أذان المغرب يهرع عدد من الشباب المتطوعين إلى الجولات وإشارات المرور ومواقف السيارات والتجمعات المختلفة ملوحين لأصحاب السيارات والمارة بوجبة الإفطار. الأخ صالح لرضي مسؤول الفرق الميدانية للمشروع حدثنا قائلاً : يبدأ التحضير لقوافل الإفطار من بعد صلاة الظهر بمجموعة من صغار السن الذين يعدون الإفطار ويجهزونه ويغلفونه في أكياس حتى إذا حان وقت انطلاق قوافل الإفطار الرمضاني أتى شباب آخرون أكبر سناً موزعون على عدة فرق كل فريقٍ عليه مسؤول قد حدد له موقعا ينطلق إليه ليوزع الإفطار على الصائمين قبيل أذان المغرب . يضيف لرضي : عدد هؤلاء الشباب الذين يعملون لله يوميا حوالي 150 شاباً متطوعاً من مختلف الأعمار إضافة إلى أصحاب السيارات الإحدى عشر مختلفة الأنواع والموديلات الذين ينقلون الشباب والإفطار إلى مواقعهم مشاركةً منهم في هذا المشروع الخيري. خمس سنوات هي عمر المشروع الذي غطى مدينة المكلا مروراً باحيائها الثلاثة ( المكلا القديمة – الشرج – الديس ) وجولة الإشارة في أربعين شقة ومدخل المساكن في فوه وجولة شارع الستين وامتد إلى جولة الريان ومنطقة روكب إضافة إلى السجن المركزي بالمكلا ومستشفى المومة والطفولة . سألنا لرضي عن عدد وجبات الإفطار الموزعة يومياً فأجاب : بداية أول أيام رمضان يتم توزيع حوالي ألف ومائة وجبة إفطار يوميا ليزداد هذا العدد مع منتصف شهر رمضان المبارك ليصل إلى أكثر من ألفين وجبة إفطار يومياً في العام الماضي كان عدد وجبات الإفطار الموزعة أكثر من سبعة وخمسين ألف . تفاعل أهل الخير مع المشروع كل يساهم حسب استطاعته منهم من يدعم بماله وثانٍ بنفسه وجهده وآخر بسيارته وحماسة الشباب المشاركين في هذا العمل طيلة الشهر كل ذلك كان له أثر في استمرار هذا العمل . استطلعنا بعض أراء الشباب المتطوعين في المشروع عن الدافع المحفز لهم للمشاركة في المشروع فجاء الجواب من أحد المشاركين بقوله إن طلب الأجر والمثوبة من الله عز وجل وراء تسابق الشباب وتنافسهم في ذلك , شاب آخر يضيف ما يدفعني للمداومة في هذا المشروع تلك الابتسامة التي ترتسم على شفاه الصائمين والدعوة الصادقة منهم لك, ومعلوم أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد, آخر يرى أن الشعور النفسي بالراحة والسعادة عند إسعاد الآخرين هو الذي يدفعه للعمل ولسان حاله يقول : الخير يبقى وإن طال الزّمان به